القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين7 أغسطس – أب 2019
اليوم الَّذِي يلي عيد التجلّي وتُقرأ فِيهِ رسالة الأربعاء التاسع بعد العنصرة
تذكار القدّيس البار في الشهداء ضومط
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 5-1:14.13-4:13
يا إِخوَة، أَلمَحَبَّةُ تَتَأَنّى وَتَرفُقُ، ٱلمَحَبَّةُ لا تَحسُدُ، ٱلمَحَبَّةُ لا تَتَباهى، لا تَنتَفِخُ،
لا تَأتي قَباحَةً، لا تَطلُبُ ما هُوَ لَها، لا تَحتَدُّ، لا تَظُنُّ ٱلسّوءَ،
لا تَفرَحُ بِٱلظُّلمِ، بَل تَفرَحُ بِٱلحَقِّ،
تَحتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ، تُصَدِّقُ كُلَّ شَيءٍ، تَرجو كُلَّ شَيءٍ، تَصبِرُ عَلى كُلِّ شَيء.
أَلمَحَبَّةُ لا تَسقُطُ أَبَدًا. وَأَمّا ٱلنُّبُوّاتُ فَسَتُبطَلُ، وَٱلأَلسِنَةُ تَزولُ، وَٱلعِلمُ يُبطَل.
فَإِنّا نَعلَمُ عِلمًا ناقِصًا وَنَتَنَبَّأُ تَنَبُّوءًا ناقِصًا،
فَمَتى جاءَ ٱلكامِلُ يُبطَلُ ٱلنّاقِص.
إِنّي لَمّا كُنتُ طِفلاً كُنتُ أَنطِقُ كَطِفلٍ، وَأَعقِلُ كَطِفلٍ، وَأُفَكِّرُ كَطِفل. فَلَمّا صِرتُ رَجُلاً أَبطَلتُ ما هُوَ لِلطِّفل.
فَإِنّا نَنظُرُ ٱلآنَ في مِرآةٍ عَلى سَبيلِ ٱللُّغزِ، أَمّا حينَئِذٍ فَوَجهًا إِلى وَجه. إِنّي ٱلآنَ أَعلَمُ عِلمًا ناقِصًا، أَمّا حينَئِذٍ فَسَأَعلَمُ كَما عُلِمتُ.
وَيَثبُتُ ٱلآنَ هَذهِ الثَّلاثَة: ٱلإيمانُ وَٱلرَّجاءُ وَٱلمَحَبَّةُ، لَكِنَّ أَعظَمَهُنَّ ٱلمَحَبَّة.
إِتَّبِعوا ٱلمَحَبَّةَ وَٱرغَبوا في ٱلمَواهِبِ ٱلرّوحِيَّةِ، وَعَلى ٱلخُصوصِ في أَن تَتَنَبَّأوا.
لِأَنَّ ٱلنّاطِقَ بِلِسانٍ لا يُكَلِّمُ ٱلنّاسَ بَلِ ٱللهَ، إِذ لا يَسمَعُ أَحَدٌ، بَل بِٱلرّوحِ يَنطِقُ بِأَسرار.
أَمّا ٱلمُتَنَبِّئُ، فَيُكَلِّمُ ٱلنّاسَ كَلامَ بُنيانٍ وَتَعزِيَةٍ وَمَوعِظَة.
أَلنّاطِقُ بِلِسانٍ إِنَّما يَبني نَفسَهُ، أَمّا ٱلمُتَنَبِّئُ فَيَبني ٱلكَنيسَة.
وَأَنا أَرومُ أَن تَنطِقوا جَميعُكُم بِأَلسِنَةٍ، وَعَلى ٱلخُصوصِ أَن تَتَنَبَّأوا، لِأَنَّ ٱلمُتَنَبِّئَ أَعظَمُ مِنَ ٱلنّاطِقِ بِأَلسِنَةٍ، إِلاّ إِذا كانَ يُتَرجِمُ لِتَنالَ ٱلكَنيسَةُ بُنيانًا.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس مرقس 9-2:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَخَذَ يَسوعُ بُطرُسَ وَيَعقوبَ وَيوحَنّا. فَأَصعَدَهُم إِلى جَبَلٍ عالٍ وَحدَهُم عَلى ٱنفِرادٍ وَتَجَلّى قُدّامَهُم،
وَصارَت ثِيابُهُ تَلمَعُ بَيضاءَ جِدًّا كَٱلثَّلجِ، حَتّى لا يَستَطيعُ قَصّارٌ عَلى ٱلأَرضِ أَن يُبَيِّضَ مِثلَها.
وَتَراءَى لَهُم موسى مَعَ إيلِيّا، وَكانا يُخاطِبانِ يَسوع.
فَأَجابَ بُطرُسُ وَقالَ لِيَسوع: «رابّي، حَسَنٌ لَنا أَن نَكونَ هَهُنا. فَلنَصنَع ثَلاثَ مَظالَّ: واحِدَةً لَكَ وَواحِدَةً لِموسى وَواحِدَةً لِإيلِيّا».
وَلَم يَكُن يَدري ما يَقولُ، إِذ قَد ٱستَحوَذَ عَلَيهِمِ ٱلرُّعب.
وَظَلَّلَتهُم غَمامَةٌ، وَجاءَ صَوتٌ مِنَ ٱلغَمامَةِ يَقول: «هَذا هُوَ ٱبني ٱلحَبيبُ، فَلَهُ ٱسمَعوا!»
وَنَظَروا حَولَهُم بَغتَةً فَلَم يَرَوا أَحَدًا بَعدُ إِلاّ يَسوعَ وَحدَهُ مَعَهُم.
وَفيما هُم نازِلونَ مِنَ ٱلجَبَلِ، أَوصاهُم أَلاَّ يُخبِروا أَحَدًا بِما رَأَوا، إِلاّ مَتى قامَ ٱبنُ ٱلبَشَرِ مِن بَينِ الأَموات.
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس يوحنّا الدمشقيّ (نحو 675 – 749)، راهب ولاهوتيّ وملفان الكنيسة
عظة بمناسبة عيد التجلّي
«مضى يسوعُ بِبُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنَّا فانفَرَدَ بِهِم وَحدَهم على جَبَلٍ عالٍ»
في الأيّام الخوالي، حدث أن كانت رعودٌ وبروقٌ وسحابٌ كثيفٌ على جبل سيناء (خر19: 16) لتكشف عن تنازل الربّ ولتعلن أنّ ذاك الذي أعطى الشريعة كان متعذّر الوصول إليه… وأنّ الخالق كان يُعرّف عن نفسه من خلال أعماله. أمّا الآن، فكلّ شيء قد امتلأ من النور والبهاء، لأنّ الربّ صانع الكلّ قد جاء من حضن الآب. هو لم يتخلَّ عن مسكنه، أي مكانته في حضن الآب، لكنّه نزل ليكون مع العبيد، واتّخذ صورة العبد وصار شبيهاً بالبشر وظهر في صورة الإنسان بطبيعته (فل2: 7) كي يجعلنا نفهم الله الذي لا يستطيع البشر سبر غوره. من خلاله وبه، أظهر بهاء الطبيعة الإلهيّة.
في ما مضى، صنع الله الإنسان في وحدة مع نعمته. وعندما نفخ نسمة الحياة في الإنسان الجديد الذي خلقه من التراب، حين نقل إليه كلّ ما كان يتميّز به، منحه شرف خلقه على صورته ومثاله (تك1: 27). أسكنه جنّة عدن وجعل منه أخًا للملائكة. لكن بما أنّنا شوّهنا الصورة الإلهيّة وحجبناها خلف طين رغباتنا المنحرفة، فقد دخل الرحوم معنا في اتّحاد ثانٍ، ثابت ورائع أكثر بكثير من الاتّحاد الأوّل. مع المحافظة على سمو ألوهيّته، قبل أيضًا بما هو دونه، خالقًا الإنسان في ذاته؛ لقد مزج المثال الأصلي بالصورة وهو اليوم يظهر جماله من خلالها.
بدا وجهه مشرقًا كالشمس، لأنّه تماهى مع النور غير المادي في ألوهيّته؛ لذلك أصبح هو شمس العدل (مل3: 20). لكنّ ثيابه أصبحت بيضاء كالثلج لأنّها نالت المجد من خلال الرداء وليس من الاتحاد، من خلال العلاقة وليس بالطبيعة. “وإِذا غَمامٌ قد ظَلَّلَهم”، جاعلًا بهاء الروح مرئيًّا.