stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 8 أغسطس – أب 2019

the wooden rosary on the open Bible
696views

الخميس التاسع بعد العنصرة

تذكار القدّيس إميليانوس المعترف أسقف كيزيكوس

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 19-6:14

يا إِخوَة، إِن أَتَيتَكُم ناطِقًا بِأَلسِنَةٍ، فَماذا أَنفَعُكُم ما لَم أُكَلِّمَكُم إِمّا بِوَحيٍ أَو بِعِلمٍ أَو بِنُبُوَّةٍ أَو بِتَعليم؟
حَتّى ٱلجَماداتُ ٱلَّتي تُصَوِّتُ، مِزمارًا كانَت أَم كِنّارَةً، إِن لَم تُبدِ فَرقًا بَينَ ٱلأَصواتِ، فَكَيفَ يُعرَفُ ما زُمِّرَ أَو عُزِفَ بِهِ؟
وَإِن أَبدى ٱلبوقُ صَوتًا غَيرَ بَيِّنٍ، فَمَن يَستَعِدُّ لِلقِتال؟
هَكَذا أَنتُم أَيضًا إِن لَم تُبدوا بِٱللِّسانِ كَلامًا مَفهُومًا، فَكَيفَ يُعرَفُ ما يُقال؟ فَإِنَّ كَلامَكُم يَكونُ في ٱلهَواء.
كَثيرَةٌ مَثَلاً أَنواعُ ٱلأَصواتِ في ٱلعالَمِ، وَلا شَيءَ بِلا صَوت.
فَإِن كُنتُ لا أَعرِفُ قُوَّةَ ٱلصَّوتِ أَكونُ عِندَ ٱلنّاطِقِ بِهِ أَعجَمِيًّا، وَيَكونُ ٱلنّاطِقُ أَعجَمِيًّا عِندي.
هَكَذا أَنتُم أَيضًا. بِما أَنَّكُم راغِبونَ في ٱلمَواهِبِ ٱلرّوحِيَّةِ، ٱبتَغوا أَن تَفيضَ فيكُم لِبُنيانِ ٱلكَنيسَة.
لِذَلِكَ مَن يَنطِقُ بِلِسانٍ، فَليُصَلِّ سائِلاً أَن يُتَرجِم.
لِأَنّي إِن كُنتُ أُصَلّي بِلِسانٍ، فَروحي يُصَلّي. أَمّا عَقلي، فَهُوَ بِلا ثَمَر.
فَماذا إِذَن؟ إِنّي لَأُصَلّي بِٱلرّوحِ وَأُصَلّي بِٱلعَقلِ أَيضًا. أُرَنِّمُ بِٱلرّوحِ وَأُرَنِّمُ بِٱلعَقلِ أَيضًا.
فَإِذا بارَكتَ بِٱلرّوحِ، فَٱلَّذي يَقومُ مَقامَ ٱلأُمِّيِّ كَيفَ يَقولُ «آمينَ» عِندَ شُكرِكَ، وَهُوَ لا يَعرِفُ ماذا تَقول؟
فَإِنَّكَ تَشكُرُ حَسَنًا، لَكِنَّ غَيرَكَ لا يُبنى.
أَشكُرُ إِلَهي أَنّي أَنطِقُ بِٱلأَلسِنَةِ أَكثَرَ مِن جَميعِكُم.
غَيرَ أَنّي أوثِرُ أَن أَقولَ في ٱلكَنيسَةِ خَمسَ كَلِماتٍ بِعَقلي أُعَلِّمُ بِها آخَرينَ، عَلى أَن أَقولَ عَشَرةَ آلافِ كَلِمَةٍ بِلِسان.

 

هلِّلويَّات الإنجيل

تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)

 

إنجيل القدّيس متّى 28-17:20

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما كانَ يَسوعُ صاعِدًا إِلى أورَشَليمَ، أَخَذَ ٱلِٱثنَي عَشَرَ تِلميذًا عَلى ٱنفِرادٍ في ٱلطَّريقِ وَقالَ لَهُم:
«ها نَحنُ صاعِدونَ إِلى أورَشَليمَ، وَٱبنُ ٱلإِنسانِ سَيُسلَمُ إِلى رُؤَساءِ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَة. فَيَحكُمونَ عَلَيهِ بِٱلمَوتِ،
وَيُسلِمونَهُ إِلى ٱلأُمَمِ لِيَهزَأوا بِهِ وَيَجلِدوهُ وَيَصلِبوهُ، وَفي ٱليَومِ ٱلثّالِثِ يَقوم.
حينَئِذٍ تَقَدَّمَت إِلَيهِ أُمُّ ٱبنَي زَبَدى مَعَ ٱبنَيها، فَسَجَدَت لَهُ وَطلَبَت مِنهُ شَيئًا.
فَقالَ لَها: «ماذا تُريدين؟» قالَت لَهُ: «مُر أَن يَجلِسَ ٱبنايَ هَذانِ أَحَدُهُما عَن يَمينِكَ وَٱلآخَرُ عَن يَسارِكَ في مُلكِكَ».
فَأَجابَ يَسوعُ وَقال: «إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تَطلُبان! أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا ٱلكَأسَ ٱلَّتي أَنا مُزمِعٌ أَن أَشرَبَها، وَأَن تَصطَبِغا بِٱلصَّبغَةِ ٱلَّتي أَصطَبِغُ أَنا بِها؟» قالا لَهُ: «نَستَطيع».
فَقالَ لَهُما: «أَمّا كَأسي فَسَتَشرَبانِها، وَبِالصَّبغَةِ ٱلَّتي أَصطَبِغُ أَنا بِها سَتَصطَبِغان. وَأَمّا جُلوسُكُما عَن يَميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أَن أُعطِيَهُ، بَل هُوَ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم مِن قِبَلِ أَبي».
فَلَمّا سَمِعَ ٱلعَشَرَةُ غَضِبوا عَلى ٱلأَخَوَين.
فَدَعاهُم يَسوعُ وَقال: «تَعلَمونَ أَنَّ رُؤَساءَ ٱلأُمَمِ يَسودونَهُم وَعُظَماءَهُم يَتَسَلَّطونَ عَلَيهِم.
وَأَمّا فيكُم فَلا يَكونُ هَكذا، بَل مَن أَرادَ أَن يَكونَ فيكُم كَبيرًا يَكونُ لَكُم خادِمًا.
وَمَن أَرادَ أَن يَكونَ فيكُمُ ٱلأَوَّلَ يَكونُ لَكُم عَبدًا.
عَلى مِثالِ ٱبنِ ٱلإِنسانِ ٱلَّذي لَم يَأتِ لِيُخدَمَ، بَل لِيَخدُمَ وَيَبذِلَ نَفسَهُ فِداءً عَن كَثيرين».

شرح لإنجيل اليوم :

باسيليوس السلوقيّ (؟ – حوالي 468)، أسقف
العظة 24

«قالت: مُرْ أَن يَجلِسَ ابنايَ هذانِ أَحدُهما عن يَمينِكَ والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَلَكوتِكَ»

أتريد أن ترى إيمان هذه المرأة؟ فكّر مليًّا في موعد طلبها. كان الصليب جاهزًا، والآلام وشيكة وحشد الأعداء على أهبة الاستعداد. تحدّث المعلّم عن موته، فشعر التلاميذ بالقلق: حتّى قبل الآلام، كانوا يرتعشون لمجرّد ذكر هذا الموضوع، مذهولين من الفوضى التي تملكتهم. في هذه اللحظة بالذات، انفصلت تلك الأم عن مجموعة الرّسل لتسأله عن المملكة وتطالب بالعرش لولديها.

ماذا تقولين، أيّتها المرأة؟ كيف لك أن تطلبي عرشًا، في حين تسمعين حديث الربّ عن الصليب؟ إنّ قصد الربّ كان أن يخبر عن آلامه، وأنت ترغبين في المملكة؟ لنترك أمر التلاميذ ولندعهم لخوفهم وقلقهم من الخطر الآتي. ولكن من أين لك أن تأتي وتطلبي هذا الشرف؟ ما الذي حملك على التفكير في المملكة بعد كلّ ما قيل وحصل؟

أجابت المرأة في نفسها: أنا أرى الآلام، ولكنّي أرى القيامة أيضًا. أرى الصليب مرتفعًا وأتأمّل السماء المفتوحة. أنظر إلى المسامير، لكنّي أرى أيضًا العرش. سمعت الربّ نفسه يقول: “الحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَتَى جَلَسَ ابنُ الإنسَانِ عَلى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أنتُمْ أيضًا عَلى اثْنَيّ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أسْبَاطَ إسْرَائيلَ الاثْنَيّ عَشَرَ” (مت 19: 28). إنّني أرى المستقبل بعيون الإيمان.

يبدو لي أنّ هذه المرأة سبقت قول اللص عندما تلفّظ بهذه الصلاة: “أُذكُرْني يا يسوع إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ” (لو 23: 42). قبل الصليب، اعتبرت موضوع المملكة أداة ابتهال. يا لتلك الرغبة الضائعة في رؤية المستقبل! فما يخبّئه الزمن تراه عين الإيمان.