القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين ” 3 أكتوبر – تشرين الأول 2019 “
الخميس السابع عشر بعد العنصرة (الإنجيل الثالث بعد الصليب)
تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة ذيونيسيوس الأريوباغي
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 17-14:4
يا إِخوَة، لا نَكُن بَعدُ أَطفالاً مُتَقَلِّبينَ وَمائِلينَ مَعَ كُلِّ ريحِ تَعليمٍ، بِخِداعِ ٱلنّاسِ، بِمَكرٍ يُفضي إِلى مَكيدةِ ٱلضَّلالِ،
بَل لِنَثبُت في ٱلحَقِّ بِٱلمَحَبَّةِ، فَنَنمُوَ مِن كُلِّ وَجهٍ إِلى ٱلَّذي هُوَ ٱلرَّأس: أَيِ ٱلمَسيحُ،
ٱلَّذي مِنهُ كُلُّ ٱلجَسَدِ يُنسَقُ وَيَتَلاءَمُ بِمُساعَدَةِ كُلِّ ٱلمَفاصِلِ، بِحَسَبِ ٱلعَمَلِ ٱلَّذي يُناسِبُ كُلَّ عُضوٍ، فَيُنشِئُ نُمُوَّ ٱلجَسَدِ لِبُنيانِهِ في ٱلمَحَبَّة.
أَقولُ إِذَن هَذا وَأُناشِدُكُم بِٱلرَّبِّ، أَن لا تَسلُكُوا بَعدُ كَما يَسلُكُ سائِرُ ٱلأُمَمِ أَيضًا في بُطلِ عَقلِهِم.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس لوقا 30-17:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ذاعَ خَبَرُ يَسوعَ في ٱليَهودِيَّةِ كُلِّها، وَفي جَميعِ ضَواحيها.
وَأَخبَرَ يوحَنّا تَلاميذُهُ بأَعمالِهِ كُلِّها.
فَدَعا يوحَنّا ٱثنَينِ مِن تَلاميذِهِ، وَأَرسَلَهُما إِلى يَسوعَ قائِلاً: «أَأَنتَ ٱلآتي أَم نَنتَظِرُ آخَر؟»
فَأَقبَلَ ٱلرَّجُلانِ إِلَيهِ وَقالا: «إِنَّ يوحَنّا ٱلمَعمَدانَ قَد أَرسَلَنا إِلَيكَ قائِلاً: أَأَنتَ ٱلآتي أَم نَنتَظِرُ آخَر؟»
وَفي تِلكَ ٱلسّاعَةِ عَينِها شَفى كَثيرينَ مِن أَمراضٍ وَأَوجاعٍ وَأَرواحٍ شِرّيرَةٍ، وَوَهَبَ ٱلبَصَرَ لِعُميانٍ كَثيرين.
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُما: «إِذهَبا وَأَخبِرا يوحَنّا بِما رَأَيتُما وَسَمِعتُما: إِنَّ ٱلعُميانَ يُبصِرونَ، وَٱلعُرجَ يَمشونَ، وَٱلبُرصَ يَطهُرونَ، وَٱلصُّمَّ يَسمَعونَ، وَٱلمَوتى يَقومونَ، وَٱلمَساكينَ يُبَشَّرونَ،
وَطوبى لِمَن لا يَشُكُّ فِيَّ».
وَلَمّا ٱنصَرَفَ رَسولا يوحَنّا، شَرَعَ يَقولُ لِلجُموعِ عَن يوحَنّا: «ماذا خَرَجتُم إِلى ٱلبَرِّيَّةِ تَنظُرون؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُها ٱلرّيح؟
بَل ماذا خَرَجتُم تَنظُرون؟ أَإِنسانًا مُتَسَربِلاً بِٱلثِّيابِ ٱلنّاعِمَة؟ ها إِنَّ ٱلَّذينَ في ٱللِّباسِ ٱلفاخِرِ وَٱلتَّرَفِ هُم في قُصورِ ٱلمُلوك.
بَل ماذا خَرَجتُم تَنظُرون؟ أَنبِيًّا؟ أَقولُ لَكُم: نَعَم، وَأَفضَلَ مِن نَبِيّ!
فَإِنَّ هَذا هُوَ ٱلَّذي كُتِبَ عَنهُ: هاءَنَذا مُرسِلٌ مَلاكي أَمامَ وَجهِكَ يُهَيِّئُ طَريقَكَ قُدّامَكَ!
فَإِنّي أَقولُ لَكُم: لَيسَ في مَواليدِ ٱلنِّساءِ نَبِيٌّ أَعظَمُ مِن يوحَنّا ٱلمَعمَدانِ، لَكِنَّ ٱلأَصغَرَ في مَلَكوتِ ٱللهِ أَعظَمُ مِنهُ».
فَسَمِعَ ٱلشَّعبُ كُلُّهُ وَٱلعَشّارونَ، وَبَرَّروا ٱللهَ مُعتَمِدينَ بِمَعمودِيَّةِ يوحَنّا.
وَأَمّا ٱلفَرّيسِيّونَ وَمُعَلِّموا ٱلنّاموسِ فَرَفَضوا مَشيئَةَ ٱللهِ فيهِم، إِذ لَم يَعتَمِدوا مِنهُ.
التعليق الكتابي :
القدّيس مكسيمُس الطورينيّ (؟ – نحو 420)، أسقف
العظة 88
«وكانَ [يُوْحَنَّا] يَعِظُ الشَّعبَ بِأَقوالٍ كَثيرةٍ غَيرِها فيُبَلِّغُهُمُ البِشارة»
لم يَكْرِز يوحنا الْمَعْمَدَانُ فقط فِي زمانه مُعلِنًا مجيء الربّ للفريسيين قَائِلاً: “أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة” (مت 3: 3). بل ها هو يصرخ اليوم أيضًا في داخلنا ورعد صوته يهّز صحراء خطايانا… وصوته ما زال يُدَوّي اليوم، قائلاً: “أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة”. وهو يطلب منا أن نعدّ طريق الربّ ليس بشقّ طريقٍ بل من خلال نقاوة إيماننا. إن الربّ لا يسلك طرق الأرض بل يدخل أسرار القلب. إن كانت هذه الطريق مملؤة عثراتٍ ناتجة عن آدابنا، أو صعوباتٍ ناتجة عن قسوتنا، أو أوساخٍ ناتجة عن تصرفاتنا، فيُطلبُ منا أن ننظفَها ونمهدّها ونسوّيها. وبذلك إذ يأتي الربّ إلينا فلا يتعثّر بل يجدَ طريقًا ممهَدًا بالعفّة ومسهَّلًا بالإيمان ومزيّنًا بصدقاتنا. هذا هو الطريق الذي ٱعتاد الربّ أن يمشيه كما قال النبّي، “مَهِّدوا لِلرَّاكِبِ على الغَمام. الرَّبُّ اَسمُه فاَبتَهِجوا أَمامَه” (مز 68[67]: 5)
إن يوحنا نفسه رسم طريقه ونظّمها بامتياز لمجيء الرّب يسوع المسيح لأنه كان رصينًا ومتواضعًا وفقيرًا وبكرًا في كل شيء. “وكانَ على يُوحنَّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ” (مت 3: 4). فهل من علامة أكبر للتواضع من أن يزدري المرء الملابس الناعمة ويستبدلها بالوبر الخشن؟ وهل من علامة أفضل للإيمان المترسّخ من أن يكون المرء وحقويه مشدودين جاهزًا دومًا لجميع واجبات الخدمة؟ وهل من علامة للتخلّي أكثر إشراقًا من أن يتغذى المرء من الجراد والعسل البرّي؟