stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 9 مارس/أذار 2019

651views

تذكار القدّيسين الأربعين شهيدًا المستشهدين في مدينة سبسطية

 

الرسالة إلى العبرانيّين 10-1:12

يا إِخوَة، إِذ يُحدِقُ بِنا مِثلُ هَذا ٱلسَّحابِ مِنَ ٱلشُّهودِ، فَلنُلقِ عَنّا كُلَّ ثِقلٍ، وَٱلخَطيئَةَ ٱلمُحيطَةَ بِنا بِسُهولَةٍ، وَلنَسعَ بِصَبرٍ في ٱلمَيدانِ ٱلمَوضوعِ أَمامَنا،
جاعِلينَ نَظَرنا إِلى يَسوعَ، مُبدِئِ ٱلإيمانِ وَمُكَمِّلِهِ، ٱلَّذي بَدَلَ ٱلسُّرورِ ٱلمَوضوعِ أَمامَهُ، تَحَمَّلَ ٱلصَّليبَ مُستَخِفًّا بِٱلخِزي، وَجَلَسَ عَن يَمينِ عَرشِ ٱلله.
فَتَفَكَّروا في ٱلَّذي صَبَرَ عَلى مِثلِ هَذِهِ ٱلمُخالَفَةِ لَهُ مِنَ ٱلخَطَأَةِ، لِئَلاَّ تَكِلّوا وَتَخوروا في نُفوسِكُم.
فَإِنَّكُم لَم تُقاوِموا بَعدُ حَتّى ٱلدَّمِ في مُجاهَدَتِكُمُ ٱلخَطيئَةِ،
وَقَد نَسيتُمُ ٱلتَّحريضَ ٱلَّذي يُخاطِبُكُم كَٱلبَنينَ (فَيَقول): «يا بُنَيَّ، لا تَحتَقِر تَأديباتِ ٱلرَّبِّ، وَلا تَخُر إِذا وَبَّخَك.
فَإِنَّ ٱلَّذي يُحِبُّهُ ٱلرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجلِدُ كُلَّ ٱبنٍ يَتَّخِذُهُ».
إِن كُنتُم تَصبِرونَ عَلى ٱلتَّأديبِ، فَإِنَّ ٱللهَ يُعامِلُكُم كَٱلبَنين. وَأَيُّ ٱبنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبوه؟
وَأَمّا إِن كُنتُم بِمَعزِلٍ عَنِ ٱلتَّأديبِ ٱلَّذي ٱشتَرَكَ فيهِ ٱلجَميعُ، فَأَنتُم إِذَن نُغولٌ لا بَنون.
وَأَيضًا قَد كانَ آباءُ أَجسادِنا يُؤَدِّبونَنا وَنَحنُ نَهابُهُم. فَهَل نَكونُ بِٱلحَرِيِّ خاضِعينَ لِأَبي ٱلأَرواحِ، فَنَحيا؟
فَإِنَّهُم كانوا يُؤَدِّبونَنا لِأَيّامٍ وَعَلى هَواهُم، أَمّا هُوَ فَلِمَنفَعَتِنا حَتّى نَشتَرِكَ في قَداسَتِهِ.

 

هلِّلويَّات الإنجيل 1:164

هَلِّلوا لِلرَّبِّ يا جَميعَ ٱلأَرض. أَلا أَشيدوا لِٱسمِهِ. إِجعَلوا تَسبيحَهُ مَجيدًا.
-لِأَنَّكَ بَلَوتَنا يا ٱلله، وَمَحَّصتَنا كَما تُمَحَّصُ ٱلفِضَّة. (لحن 4)

 

إنجيل القدّيس متّى 16-1:20

قالَ ٱلرَّبُّ هَذا ٱلمَثَل: «يُشَبَّهُ مَلَكوتُ ٱلسَّماواتِ بِإِنسانٍ رَبِّ بَيتٍ خَرَجَ مَعَ ٱلصُّبحِ لِيَستَأجِرَ عَمَلَةً لِكَرمِهِ.
فَٱتَّفَقَ مَعَ ٱلعَمَلَةِ عَلى دينارٍ في ٱليَومِ، وَأَرسَلَهُم إِلى كَرمِهِ.
ثُمَّ خَرَجَ نَحوَ ٱلسّاعَةِ ٱلثّالِثَةِ، فَأَبَصَرَ آخَرينَ قِيامًا في ٱلسّاحَةِ بَطّالين.
فَقالَ لَهُم: أُمضوا أَنتُم أَيضًا إِلى ٱلكَرمِ، وَأَنا أُعطيكُم ما يَحِقُّ لَكُم. فَمَضَوا.
وَخَرَجَ مِن جَديدٍ نَحوَ ٱلسّاعَةِ ٱلسّادسَةِ وَنحوَ ٱلتّاسِعَةِ، فَصَنَعَ كَذَلِك.
وَخَرَجَ أَيضًا نَحوَ ٱلسّاعَةِ ٱلحادِيَةَ عَشَرَةَ، فَوَجَدَ آخَرينَ قِيامًا بَطّالين. فَقالَ لَهُم: ما بالُكُم قِيامًا هَهُنا ٱلنَّهارَ كُلَّهُ بَطّالين؟
قالوا لَهُ: لِأَنَّهُ لَم يَستَأجِرنا أَحَد. فَقالَ لَهُم: أُمضوا أَنتُم أَيضًا إِلى ٱلكَرمِ، فَتَأخُذوا ما يَحِقُّ لَكُم.
فَلَّما كانَ ٱلمَساءُ، قالَ رَبُّ ٱلكَرمِ لِوَكيلِهِ: أُدعُ ٱلعَمَلَةَ وَأَعطِهِمِ ٱلأُجرَةَ مُبتَدِئًا مِنَ ٱلآخِرينَ إِلى ٱلأَوَّلين.
فَجاءَ أَصحابُ ٱلسّاعَةِ ٱلحادِيَةَ عَشرَةَ، فَأَخَذوا كُلُّ واحِدٍ دينارًا.
فَلَمّا جاءَ ٱلأَوَّلونَ ظَنّوا أَنَّهُم يَأخُذونَ أَكثَر، فَأَخَذوا هُم أَيضًا كُلُّ واحِدٍ دينارًا.
وَفيما هُم يَأخُذونَ، طَفِقوا يَتَذَمَّرونَ عَلى رَبِّ ٱلبَيتِ قائِلين:
إِنَّ هَؤُلاءِ ٱلآخِرينَ عَمِلوا ساعَةً واحِدَةً، فَجَعَلتَهُم مُساوينَ لَنا، وَنَحنُ قَد حَمَلنا ثِقَلَ ٱلنَّهارِ وَحَرَّهُ!
فَأَجابَ وَقالَ لِواحِدٍ مِنهُم: يا صاحِ ما ظَلَمتُكَ! أَلَم أَكُن عَلى دينارٍ شارَطتُكَ؟
خُذ ما لَكَ وَٱمضِ. فَإِنّي أُريدُ أَن أُعطِيَ هَذا ٱلأَخيرَ مِثلَكَ.
أَوَ لَيسَ لي أَن أَفعَلَ بِما لي ما أُريدُ؟ أَم عَينُكَ شِرّيرَةٌ لِأَنّي أَنا صالِح؟
فَعَلى هَذا ٱلمِثالِ يَكونُ ٱلآخِرونَ أَوَّلينَ وَٱلأَوَّلونَ آخِرين، لِأَنَّ ٱلمَدعُوّينَ كَثيرونَ وَٱلمُختارينَ قَليلون».

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس أفرام السّريانيّ (نحو 306 – 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة

»أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بِمالي كما أَشاء؟«

كان أولئك الناس مستعدّين للعمل، لكن “لم يستأجرهم أحد”؛ كانوا كادحين، ولكن باطلين بسبب عدم وجود عمل وربّ عمل. ثمّ أتى صوت ليستأجرهم، وكلمة لتضعهم على الطريق؛ وبسبب حماسهم، لم يتّفقوا على أجرتهم من البدء كالأوّلين. لقد قيّم السيّد عملهم بحكمة ودفع لهم أجرهم بمقدار ما دفع للآخَرين. لقد أعطى ربّنا هذا المثل لئلاّ يقول أحد:”»بما أنّي لم أُدعَ في صِباي، فلا يمكن أن أُقبَل”. وبذلك أظهر أنّ كلّ إنسان مرحّب به، مهما كان وقت ارتداده… “خَرَجَ عِندَ الفَجرِ، ثُمَّ خَرَجَ نَحوَ السَّاعةِ التَّاسِعة،… ثُمَّ نَحوَ الثَّالِثَةِ بَعدَ الظُّهْر،… وخَرَجَ نَحوَ الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر”: نستطيع فهم ذلك من بداية عظته، ثمّ من خلال حياته وحتّى الصليب، لأنّه في “الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر” دخل اللصّ الفردوس (لو23: 43). ولئلاّ نحكم على اللصّ، يؤكّد ربُّنا حُسنَ إرادته: لو استأجره أحد، لكان عمل، ولكن “لم يستأجرنا أحد”.

إنّ ما نعطيه للربّ، إنّما هو فعلاً غير لائق به وما يعطينا إيّاه يفوق بكثير ما نستحقّه. إنّنا نُستَأجَرُ للقيام بعمل يتناسب مع قوانا، ولكن يُقدَّم لنا أجر لا يتناسب معه البتّة… إنّ الربّ يتصرّف بالطريقة نفسها مع الأوّلين والآخرين؛ “وأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم دينارًا” تحمل صورة الملك. كلّ ذلك يشير إلى خبز الحياة (يو6: 35)، الّذي هو نفسه للجميع؛ إنّ الدواء المعطي الحياة هو نفسه لكلّ الّذين يتناولونه.

في عمل الكرم هذا، لا نستطيع أن نلوم الربّ على طيبته، ولا نجد أيّ شيء خاطىء في استقامته. فباستقامته، أعطى ما كان قد اتُّفِق عليه، وبطيبته، أظهر نفسه رحومًا كما أراد. لقد أعطى ربّنا هذا المثل لكي يعلّمنا هذا الأمر، واختصر ذلك بهذه الكلمات: “أَلا يحقّ لي أَن أَتصرَّفَ كما أَشاء في بيتي؟”.