647views
إثنين الأسبوع الثالث من الصوم
تذكار أبينا في القدّيسين كيرلّس أسقف أورشليم
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 32-25:4
يا إِخوَة، إِنبِذوا ٱلكَذِبَ، وَبِٱلصِدقِ تَكَلَّموا كُلُّ واحِدٍ مَعَ قَريبِهِ، لِأَنّا أَعضاءٌ بَعضُنا لِبَعض.
إِغضَبوا وَلا تَخطَأوا. لا تَغرُبِ ٱلشَّمسُ عَلى حَنَقِكُم،
وَلا تَجعَلوا لِإِبليسَ مَوضِعًا.
مَن كانَ سارِقًا فَلا يَسرِق بَعدُ، بَل بِٱلحَرِيِّ فَليَكِدَّ عامِلاً بِيَدَيهِ ما هُوَ صالِحٌ، لِكَي يَكونَ لَهُ ما يُشرِكُ فيهِ ٱلمُحتاج.
لا تَخرُج مِن أَفواهِكُم وَلا كَلِمَةٌ فاسِدَةٌ، بَل ما يَصلُحُ مِنها لِلبُنيانِ بِحَسَبِ ٱلحاجَةِ لِيَهَبَ نِعمَةً لِلسّامِعين.
وَلا تُحزِنوا رُوحَ ٱللهِ ٱلقُدّوسَ، ٱلَّذي خُتِمتُم بِهِ لِيَومِ ٱلفِداء.
لِيُنـزَع مِنكُم كُلُّ ضِغنٍ وَسُخطٍ وَغَضَبٍ، وَصَخَبٍ وَتَجديفٍ مَعَ كُلِّ شَرّ.
كونوا ذَوي رِفقٍ بَعضُكُم بِبَعضٍ، شُفَقاءَ مُتَسامِحينَ كَما سامَحَكُمُ ٱللهُ أَيضًا في ٱلمَسيح.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى .48-42:5
قالَ ٱلرَّبّ: «مَن سَأَلَكَ، فَأَعطِهِ. وَمَن أَرادَ أَن يَقتَرِضَ مِنكَ، فَلا تَصرِف وَجهَكَ عَنهُ.
سَمِعتُم أَنَّهُ قيل: أَحبِب قَريبَكَ وَأَبغِض عَدوَّك.
أَمّا أَنا فَأَقولُ لَكُم: أَحِبّوا أَعداءَكُم، بارِكوا لاعِنيكُم، أَحسِنوا إِلى مُبغِضيكُم، وَصَلّوا لِأَجلِ ٱلَّذينَ يُعنِتونَكُم ويضطَهِدونَكُم،
لِتَكونوا بَني أَبيكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماوت. فَإِنَّهُ يُطلِعُ شَمسَهُ عَلى ٱلأَشرارِ وَٱلصّالِحينَ، وَيُمطِرُ عَلى ٱلصِّدّيقينَ وَغَيرِ ٱلصِّدّيقين.
فَإِنَّكُم إِن أَحبَبتُم مَن يُحِبُّكُم، فَأَيُّ أَجرٍ لَكُم؟ أَلَيسَ ٱلعَشّارونَ أَيضًا يَفعَلونَ ذَلِك؟
وَإِن سَلَّمتُم عَلى إِخوانِكُم فَقَط، فَأَيَّ فَضلٍ تَعمَلون؟ أَلَيسَ ٱلعَشّارونَ أَيضًا يَفعَلونَ ذَلِك؟
فَكونوا إِذَن كامِلينَ كَما أَنَّ أَباكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماواتِ هُوَ كامل».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس فولجنتيوس (467 – 532)، أسقف روسب في إفريقيا الشماليّة
العظة 5
“أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم”
“لا يَكوَننَّ علَيكم لأَحَدٍ دَيْنٌ إلاَّ حُبُّ بَعضِكُم لِبَعْض” (روم13: 8). يا له من دَيْنٍ مدهشٍ، هذا الحبّ الذي علّمنا الرسول بولس أن نسدّده دائمًا، مع بقائنا مديونين طوال الوقت. يا له من دَيْنٍ سعيد، دين مقدّس، دَيْنٍ حامل أمانات من السّماء، دَيْنٍ مليء بالثروات الأزليّة!… فلنتذكّر أيضًا كلمات الربّ يسوع المسيح: “أَحِبُّوا أَعداءكم، وأَحسِنوا إِلى مُبغِضيكُم، وبارِكوا لاعِنيكُم، وصلُّوا مِن أَجْلِ المُفتَرينَ الكَذِبَ علَيكُم” (لو6: 27–28). وما هي مكافأة هذا العمل؟… أن “تَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات”.
أمّا ما يناله أبناء الله، فيُعرّفنا إيّاه الرسول بولس بقوله: “فإِذا كُنَّا أَبْناءَ الله فنَحنُ وَرَثة: وَرَثَةُ اللهِ وشُرَكاءُ المسيحِ في المِيراث، لأَنَّنا، إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا” (روم8: 17). فاسمعوا أيّها المسيحيّون، اسمعوا يا أبناء الله، اسمعوا يا ورثة الله وشُرَكاءَ المسيحِ في المِيراث! إذا أردتم نيل إرث الآب، قوموا بدفع دين حبّكم ليس فقط إلى أصدقائكم، بل أيضًا إلى أعدائكم. لا تحجبوا حبّكم عن أحد، فهو الكنز المشترك ما بين البشر الذين يمتلكون الإرادة الطيّبة. فامتلكوا الحبّ، يا جميع الناس، ومن أجل زيادته، اسكبوه على الأشرار كما على الصالحين؛ فهذا الخير الذي نملكه جميعًا، لم يأتِ من الأرض، بل من السماء؛ وزيادة حصّة أحد منه لا تُنقص حصص الآخرين…
فالحبّ إذًا هو هبة من السماء: “لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا” (روم5: 5)… الحبّ هو أساس كلّ الخيرات، بحسب القدّيس بولس، تمامًا كما أنّ “حُبَّ المالِ أَصْلُ كُلِّ شَرّ” (1طيم6: 10)… الحبّ سعيدٌ دائمًا، لأنه بقدر ما يزيد من هباته، بقدر ما يوزّعه الله لنا. لهذا السبب، بقدر ما يفتقر البخيل من كلّ ما يجمع، بقدر ما يغتني المرء الذي يدفع دينه بالحبّ ممّا يُعطي.
