القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 16 أبريل/نيسان 2019
الثلاثاء العظيم المقدَّس
تذكار الأخوات الشهيدات أغابي
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 9a-1:1
مِن بولُسَ، رَسولِ يَسوعَ ٱلمَسيحِ بِمَشيئَةِ ٱللهِ، إِلى ٱلقِدّيسينَ ٱلَّذينَ في أَفَسُسَ، وَٱلمُؤمِنينَ بِٱلمَسيحِ يَسوع:
نِعمَةٌ لَكُم وَسَلامٌ مِنَ ٱللهِ أَبينا وَٱلرَّبِّ يَسوعَ ٱلمَسيح.
تَبارَكَ إِلَهُ وَأَبو رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ، ٱلَّذي بارَكَنا بِكُلِّ بَرَكَةٍ روحِيَّةٍ في ٱلسَّماوِيّاتِ في ٱلمَسيحِ،
كَما ٱختارَنا فيهِ مِن قَبلِ إِنشاءِ ٱلعالَمِ، لِنَكونَ قِدّيسينَ وَبِغَيرِ عَيبٍ أَمامَهُ بِٱلمَحَبَّةِ،
سابِقًا فَمُحَدِّدًا إِيّانا لِلتَّبَنّي لَهُ بِيَسوعَ ٱلمَسيحِ، عَلى حَسَبِ رِضى مَشيئَتِهِ،
لِمَدحِ مَجدِ نِعمَتِهِ ٱلَّتي أَنعَمَ بِها عَلَينا في ٱلحَبيبِ،
ٱلَّذي لَنا فيهِ ٱلفِداءُ بِدَمِهِ، مَغفِرَةُ ٱلزَّلاّتِ، عَلى حَسَبِ غِنى نِعمَتِهِ،
ٱلَّتي أَفاضَها عَلَينا في كُلِّ حِكمَةٍ وَفِطنَةٍ،
إِذ أَعلَمَنا سِرَّ مَشيئَتِهِ، عَلى حَسَبِ مَرضاتِهِ.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى .2-1:26.46-1:25.51-36:24
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «أَمّا ذَلِكَ ٱليَومُ وَتِلكَ ٱلسّاعَةُ فَلا يَعلَمُهُما أَحَدٌ، وَلا مَلائِكَةُ ٱلسَّماواتِ إِلاّ أَبي وَحدَهُ.
وَكَما كانَت أَيّامُ نوحٍ، كَذَلِكَ يَكونُ أَيضًا حُضورُ ٱبنِ ٱلإِنسان.
فَكَما كانوا قَبلَ أَيّامِ ٱلطّوفانِ يَأكُلونَ وَيَشرَبونَ ويَتَزَوَّجونَ وَيُزَوِّجونَ، إِلى يَومِ دَخَلَ نوحٌ ٱلتّابوتَ،
وَلَم يَعلَموا حَتّى جاءَ ٱلطّوفانُ وَذَهَبَ بِٱلجَميعِ، كَذَلِكَ يَقَعُ عِندَ حُضورِ ٱبنِ ٱلإِنسان.
حينَئِذٍ يَكونُ ٱثنانِ في حَقلٍ، فيُؤخَذُ ٱلواحِدُ وَيُترَكُ ٱلآخَر.
وَٱثنَتانِ تَطحَنانِ عَلى رَحًى، فَتُؤخَذُ ٱلواحِدَةُ وَتُترَكُ ٱلأُخرى.
«فَٱسهَروا إِذَن، لِأَنَّكُم لا تَعلَمونَ في أَيَّةِ ساعَةٍ يَأتي رَبُّكُم.
وَٱعلَموا هَذا أَنَّهُ لَو عَلِمَ رَبُّ ٱلبَيتِ في أَيَّةِ هَجعَةٍ يَأتي ٱلسّارِقُ، لَسَهِرَ وَلَم يَدَع بَيتَهُ يُنقَب.
فَلِذَلِكَ كونوا أَنتُم أَيضًا مُستَعِدّينَ، لِأَنَّ ٱبنَ ٱلإِنسانِ يَأتي في ساعَةٍ لا تَظُنّونَها.
مَن تُرى ذَلِكَ ٱلعَبدُ ٱلأَمينُ ٱلحَكيمُ، ٱلَّذي أَقامَهُ سَيِّدُهُ عَلى أَهلِ بَيتِهِ لِيُعطِيَهُمُ ٱلطَّعامَ في حينِهِ؟
طوبى لِذَلِكَ ٱلعَبدِ ٱلَّذي يَأتي سَيِّدُهُ، فَيَجِدُهُ يَصنَعُ هَكذا!
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقيمُهُ عَلى جَميعِ أَموالِهِ.
وَلَكِن إِن قالَ ذَلِكَ ٱلعَبدُ ٱلشِّرّيرُ في قَلبِهِ: إِنَّ سَيِّدي يُبطِئُ في قُدومِهِ.
فَجَعَلَ يَضرِبُ رُفَقاءَهُ ٱلعَبيدَ، وَيَأكُلُ وَيَشرَبُ مَعَ ٱلسَّكارى.
يَأتي سَيِّدُ ذَلِكَ ٱلعَبدِ في يَومٍ لا يَنتَظِرُهُ وَساعَةٍ لا يَعرِفُها،
فَيَشُقُّهُ ويَجعَلُ نَصيبَهُ مَعَ ٱلمُرائين. هُناكَ يَكونُ ٱلبُكاءُ وَصَريفُ ٱلأَسنان».
«حينَئِذٍ يُشَبَّهُ مَلَكوتُ ٱلسَّماواتِ بِعَشرِ عَذارى، أَخَذنَ مَصابيحَهُنَّ وَخَرَجنَ لِلِقاءِ ٱلعَريس.
خَمسٌ مِنهُنَّ حَكيماتٌ، وَخَمسٌ جاهِلات.
فَٱلجاهِلاتُ أَخَذنَ مَصابيحَهُنَّ وَلَم يَأخُذنَ مَعَهُنَّ زَيتًا،
أَمّا ٱلحَكيماتُ فَأَخَذنَ زَيتًا في آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصابيحِهِنَّ.
وَإِذ أَبطأَ ٱلعَريسُ، نَعَسنَ كُلُّهُنَّ وَنِمنَ.
فَلَمّا ٱنتَصَفَ ٱللَّيلُ إِذا صُراخٌ: هُوَذا ٱلعَريسُ مُقبِل! أُخرُجنَ لِلِقائِهِ!
حينَئِذٍ نَهَضَت أولَئِكَ ٱلعَذارى جَميعًا وَأَعدَدنَ مَصابيحَهُنَّ.
فَقالَتِ ٱلجاهِلاتُ لِلحَكيمات: أَعطينَنا مِن زَيتِكُنَّ، فَإِنَّ مَصابيحَنا تَنطَفِئ.
فَأَجابَتِ ٱلحَكيماتُ قائِلات: لَعَلَّةُ لا يَكفي لَنا وَلَكُنَّ. فَٱذهَبنَ بِٱلحَرِيِّ إِلى ٱلباعَةِ وَٱبتَعنَ لَكُنَّ.
فَلَمّا ذَهَبنَ لِيَبتَعنَ وَفَدَ ٱلعَريسُ، وَدَخَلت مَعَهُ ٱلمُستَعِدّاتُ إِلى ٱلعُرسِ، وَأُغلِقَ ٱلباب.
أَخيرًا أَتَت بَقِيَّةُ ٱلعَذارى قائِلات: يا رَبُّ، يا رَبُّ، ٱفتَح لَنا!
فَأَجابَ وَقال: أَلحَقَّ أَقولُ لَكُنَّ: إِنّي لا أَعرِفُكُنَّ.
فَٱسهَروا إِذَن، لِأَنَّكُم لا تعَلَمونَ ٱليَومَ وَلا ٱلسّاعَةَ ٱلَّتي يَأتي فيها ٱبنُ ٱلإِنسان».
«وَذَلِكَ كَرَجُلٍ مُسافِرٍ دَعا عَبيدَهُ وَسَلَّمَ إِلَيهِم أَموالَهُ.
فَأَعطى واحِدًا خَمسَ وَزَناتٍ وَآخَرَ وَزنَتَينِ وَآخَرَ وَزنَةً، كُلَّ واحِدٍ عَلى قَدرِ طاقَتِهِ. وَسافرَ في ٱلحال.
فَذَهَبَ ٱلَّذي أَخَذَ ٱلخَمسَ ٱلوَزَناتِ وَتاجَرَ بِها، فَرَبِحَ خَمسَ وَزناتٍ أُخَر.
وَكَذَلِكَ ٱلَّذي أَخَذَ ٱلوَزنَتَينِ، رَبِحَ هُوَ أَيضًا وَزنَتَينِ أُخرَيَين.
وَأَمّا ٱلَّذي أَخَذَ ٱلوَزنَةَ ٱلواحِدَةَ، فَذَهَبَ وَحَفَرَ في ٱلأَرضِ وَدَفَنَ فِضَّةَ سَيِّدِهِ.
وَبَعدَ زَمانٍ طَويلٍ قَدِمَ سَيِّدُ أولَئِكَ ٱلعَبيدِ وَحاسَبَهُم.
فَدَنا ٱلَّذي أَخَذَ ٱلخَمسَ ٱلوَزَناتِ، وَأَدّى خَمسَ وَزَناتٍ أُخَرَ قائِلاً: يا سَيِّدُ، خَمسَ وَزَناتٍ سَلَّمتَ إِلَيَّ، وَهَذِهِ خَمسُ وَزَناتٍ أُخَرَ قَد رَبِحتُها عَلاوَةً عَلَيها.
فَقالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمّا أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلصّالِحُ ٱلأَمين! كُنتَ أَمينًا في ٱلقَليلِ فَسَأُقيمُكَ عَلى ٱلكَثير. أُدخُل إِلى فَرَحِ سَيِّدِك.
وَدَنا ٱلَّذي أَخَذَ ٱلوَزنَتَينِ فَقال: يا سَيِّدُ، وَزنَتَينِ سَلَّمتَ إِلَيَّ، وَهاتانِ وَزنَتانِ أُخرَيانِ قَد رَبِحتُهُما عَلاوَةً عَلَيهِما.
فَقالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمّا أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلصّالحُ ٱلأَمين! كُنتَ أَمينًا في ٱلقَليلِ فَسَأُقيمُكَ عَلى ٱلكَثير. أُدخُل إِلى فَرَحِ سَيِّدِك.
وَدَنا ٱلَّذي أَخَذَ ٱلوَزنَةَ وَقال: يا سَيِّدُ، عَلِمتُ أَنَّكَ إِنسانٌ قاسٍ، تَحصُدُ حَيثُ لَم تَزرَع وَتَجمَعُ مِن حَيثُ لَم تَبذُر.
فَخِفتُ وَذَهَبتُ فَدَفَنتُ وَزنَتَكَ في ٱلأَرض. فَهُوَذا ما لَكَ عِندَكَ.
فَأَجابَ سَيِّدُهُ وَقالَ لَهُ: أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلشِّرّيرُ ٱلكَسلان! قَد عَلِمتَ أَنَّني أَحصُدُ حَيثُ لَم أَزرَع وَأَجمَعُ مِن حَيثُ لَم أَبذُر،
فَكانَ يَنبَغي أَن تُسَلِّمَ فِضَّتي إِلى ٱلصَّيارِفَةِ، وَمَتى قَدِمتُ أَنا أَستَرِدُّ مالي مَعَ رِبًى.
فَخُذوا مِنهُ ٱلوَزنَةَ، وَأَعطوها لِلَّذي مَعَهُ ٱلعَشرُ ٱلوَزَنات.
لِأَنَّ كُلَّ مَن لَهُ يُعطى فَيَزدادُ، وَمَن لَيسَ لَهُ فَحَتّى ما هُوَ لَهُ يُنـزَعُ مِنهُ.
وَٱلعَبدَ ٱلبَطّالَ أَلقوهُ في ٱلظُّلمَةِ ٱلخارِجِيَّة. هُناكَ يَكونُ ٱلبُكاءُ وَصَريفُ ٱلأَسنان».
«وَمَتى جاءَ ٱبنُ ٱلإِنسانِ في مَجدِهِ وَجَميعُ ٱلمَلائِكَةِ ٱلقِدّيسينَ مَعَهُ، فَحينَئِذٍ يَجلِسُ عَلى عَرشِ مَجدِهِ،
وَتُجمَعُ لَدَيهِ كُلُّ ٱلأُمَمِ، فَيُمَيِّزُ بَعضَهُم مِن بَعضٍ كَما يُمَيِّزُ ٱلرّاعي ٱلخِرافَ مِنَ ٱلجِداء.
وَيُقيمُ ٱلخِرافَ عَن يَمينِهِ وَٱلجِداءَ عَن يَسارِهِ.
حينَئِذٍ يَقولُ ٱلمَلِكُ لِلَّذينَ عَن يَمينِهِ: تَعالوا يا مُبارَكي أَبي، رِثوا ٱلمُلكَ ٱلمُعَدَّ لَكُم مُنذُ إِنشاءِ ٱلعالَم.
لِأَنّي جُعتُ فَأَطعَمتُموني، وَعَطِشتُ فَسَقَيتُموني، وَكُنتُ غَريبًا فَآوَيتُموني،
وَعُريانًا فَكَسَوتُموني، وَمَريضًا فَعُدتُموني، وَكُنتُ مَحبوسًا فَأَتَيتُم إِلَيَّ.
حينَئِذٍ يُجيبُهُ ٱلصِّدّيقونَ قائِلين: يا رَبُّ، مَتى رَأَيناكَ جائِعًا فَأَطعَمناكَ أَو عَطشانَ فَسَقَيناك؟
وَمَتى رَأَيناكَ غَريبًا فَآوَيناكَ أَو عُريانًا فَكَسَوناك؟
وَمَتى رَأَيناكَ مَريضًا أَو مَحبوسًا فَأَتَينا إِلَيك؟
فَيُجيبُ ٱلمَلِكُ ويَقولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّكُم كُلَّما فَعَلتُم ذَلِكَ بِأَحَدِ إِخوَتي هَؤُلاءِ ٱلصِّغارِ، فَبـي فَعَلتُموه.
حينَئِذٍ يَقولُ أَيضًا لِلَّذينَ عَن يَسارِهِ: إِذهَبوا عَنّي يا مَلاعينُ إِلى ٱلنّارِ ٱلأَبَدِيَّةِ، ٱلمُعَدَّةِ لِإِبليسَ وَمَلائِكَتِهِ.
لِأَنّي جُعتُ فَلَم تُطعِموني، وَعَطِشتُ فَلَم تَسقوني،
وَكَنتُ غَريبًا فَلَم تُؤووني، وَعُريانًا فَلَم تَكسوني، وَمَريضًا وَمَحبوسًا فَلَم تَزوروني.
حينَئِذٍ يُجيبونَهُ هُم أَيضًا وَيَقولون: يا رَبُّ، مَتى رَأَيناكَ جائِعًا أَو عَطشانَ أَو غَريبًا أَو عُريانًا أَو مَريضًا أَو مَحبوسًا وَلَم نَخدُمكَ؟
حينَئِذٍ يُجيبُ ويَقولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّكُم كُلَّما لَم تَفعَلوا ذَلِكَ بِأَحَدِ هَؤُلاءِ ٱلصِّغارِ، فَبـي لَم تَفعَلوه.
فَيَذهَبُ هَؤُلاءِ إِلى عِقابٍ أَبَديٍّ، وَٱلصِّدّيقونَ إِلى ٱلحَياةِ ٱلأَبَدِيَّة».
ولمَّا أَتمَّ يسوعُ هذا الكلامَ كلَّهُ قال لتلاميذِه :
«تَعلَمونَ أَنَّ ٱلفِصحَ يَكونُ بَعدَ يَومَينِ، وَٱبنُ ٱلإِنسانِ يُسلَمُ لِيُصلَب».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
عظات عن نشيد الإنشاد: العظة 17، المقطع الثاني
«فَٱسهَروا إِذَن، لِأَنَّكُم لا تعَلَمونَ ٱليَومَ وَلا ٱلسّاعَةَ ٱلَّتي يَأتي فيها ٱبنُ ٱلإِنسان»
في الماضي، عندما عرف أليشاع النبيّ بقرب موت معلّمه النبيّ إيليّا طلب منه نعمة قائلاً له: “لِيَكُنْ لي نَصيبُ اثنين مِن روحِكَ علَيَّ فقال إيليّا: قد سألتَ أَمرًا عَسيرًا: إِن أنتَ رَأَيتَني عِندَما أوخَذُ مِن عِندِكَ، يَكونُ لَكَ ذلك، وإِلاَّ فلا” (2مل2: 9-10)… لقد كُتبت هذه القصّة لنا إذ علينا أن نكون متيقّظين ومتنبّهين لعمل الخلاص الذي يتمّ فينا. فالرُّوح القدس ينجز باستمرار، وبدقّة باهرة وبفنّ إلهي ماهر، هذا العمل في عمق أعماق وجودنا. فَلتَدم فينا مسحة الرُّوح هذه التي تعلّمنا كلّ شيء، ولنصلِّ لئلاّ تُنزع منّا بدون إدراكنا، ولئلاّ توهب لنا بدون استعدادنا. علينا أن نتنبّه دائمًا إلى المكائد، وأن نفتح قلوبنا لنتلقّى تلك البركة الكريمة من لدن الله. بأيّ حال يودّ الرُّوح أن يجدنا؟ فلنسمَعه يقول لنا: “كونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس”. فهو لن يعود مطلقًا فارغ اليدين عن المائدة السماويّة والأفراح التي تنشرها هذه الأخيرة.
علينا إذًا أن نسهر في كلّ حين لأنّنا لا نعلم متى تأتي ساعة حلول الرُّوح القدس فينا وساعة مغادرته لنا مرّة أخرى. إنّ الرُّوح يأتي ويذهب (راجع يو3: 8)؛ فإن كنّا نقف بفضله، نسقط حتمًا ما إن يذهب عنّا، غير أنّنا لا نتحطّم لأنّ الربّ يمسك بيدنا. لا يكفّ الرُّوح القدس عن الحضور والغياب المتواتر في حياة مَن هو روحانيّ، أو بالحري في حياة أولئك الذي يريدهم أن يكونوا روحانيّين. لذا، يزورهم عند الفجر ويسمح بخضوعهم للامتحان.