القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 18 مايو – أيار 2019
السبت الرابع بعد الفصح
تذكار القدّيسين الشهداء بطرس وذيونيسيوس
سفر أعمال الرسل 11-1:12
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَلقى هيرودُسُ ٱلمَلِكُ ٱلأَيديَ عَلى قَومٍ مِنَ ٱلكَنيسَةِ لِيُسِيءَ إِلَيهِم،
وَقَتَلَ يَعقوبَ أَخا يوحَنّا بِٱلسَّيف.
وَلَمّا رَأى أَنَّ ذَلِكَ يُرضي ٱليَهودَ، عادَ فَقَبَضَ عَلى بُطرُسَ أَيضًا. وَكانَت أَيّامُ ٱلفَطير.
فَلَمّا أَمسَكَهُ جَعَلَهُ في ٱلسِّجنِ، وَأَسلَمَهُ إِلى أَربَعَةِ أَرابِعَ مِنَ ٱلجُندِ لِيَحرُسوهُ، وَفي عَزمِهِ أَن يُقَدِّمَهُ إِلى ٱلشَّعبِ بَعدَ ٱلفِصح.
فَكانَ بُطرُسُ مَحفوظًا في ٱلسِّجنِ، وَكانَتِ ٱلكَنيسَةُ تُصَلّي إِلى ٱللهِ مِن أَجلِهِ بِلا ٱنقِطاع.
وَلَمّا أَزمَعَ هيرودُسُ أَن يُقَدِّمَهُ، كانَ بُطرُسُ في تِلكَ ٱللَّيلَةِ نائِمًا بَينَ جُندِيَّينِ مُقَيَّدًا بِسِلسِلَتَينِ، وَكانَ ٱلحُرّاسُ أَمامَ ٱلبابِ حافِظينَ لِلسِّجن.
وَإِذا مَلاكُ ٱلرَّبِّ قَد وَقَفَ بِهِ، وَنورٌ قَد أَشرَقَ في ٱلحُجرَةِ، فَضَرَبَ جَنبَ بُطرُسَ وَأَيقَظَهُ قائِلاً: «قُم سَريعًا!» فَسَقَطَتِ ٱلسِّلسِلَتانِ مِن يَدَيهِ،
وَقالَ لَهُ ٱلمَلاك: «تَمَنطَق وَٱشدُد نَعلَيك» فَفَعَلَ كَذَلِك. ثُمَّ قالَ لَهُ: «إِلبِس ثَوبَكَ وَٱتبَعني».
فَخَرَجَ وَجَعَلَ يَتبَعُهُ، وَهُوَ لا يَعلَمُ أَنَّ ما فَعَلَهُ ٱلمَلاكُ كانَ حَقًّا، بَل كانَ يَظُنُّ أَنَّهُ يَرى رُؤيا.
فَلَمّا جازا ٱلمَحرَسَ ٱلأَوَّلَ وَٱلثّاني، ٱنتَهَيا إِلى بابِ ٱلحَديدِ ٱلَّذي يَفضي إِلى ٱلمَدينَةِ، فٱنفَتَحَ لَهُما مِن ذاتِهِ. فَخَرَجا وَقَطَعا زُقاقًا واحِدًا، وَلِلوَقتِ فارَقَهُ ٱلمَلاك.
فَرَجَعَ بُطرُسُ إِلى نَفسِهِ وَقال: «ٱلآنَ عَلِمتُ يَقينًا أَنَّ ٱلرَّبَّ قَد أَرسَلَ مَلاكَهُ، وَأَنقَذَني مِن يَدِ هيرودُسَ، وَمِن كُلِّ ما تَرَبَّصَهُ بي شَعبُ ٱليَهود >.
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)
إنجيل القدّيس يوحنّا .42a-31:8
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ أَتَوا إِلَيهِ مِن ٱليَهود: «إِن أَنتُم ثَبَتُّم عَلى كَلامي، تَكونونَ بِٱلحقيقَةِ تَلاميذي،
وَتَعرِفونَ ٱلحَقَّ، وَٱلحَقُّ يُحَرِّرُكُم».
فَأَجابوا وَقالوا لَهُ: «نَحنُ ذُرِّيَّةُ إِبرَهيمَ، وَلَم يَستَعبِدنا أَحَدٌ قَطّ. فَكَيفَ تَقولُ أَنتَ: إِنَّكُم تَصيرونَ أَحرارًا؟»
أَجابَهُم يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ مَن يَعمَلُ ٱلخَطيئَةَ، هُوَ عَبدٌ لِلخَطيئَةِ،
وَٱلعَبدُ لا يَثبُتُ في ٱلبَيتِ إِلى ٱلأَبَدِ. وَأَمّا ٱلِٱبنُ، فَيَثبُتُ إِلى ٱلأَبَد.
فَإِن حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبنُ، صِرتُم أَحَرارًا حَقًّا.
وَقَد عَرَفتُ أَنَّكُم ذُرِّيَّةُ إِبرَهيم. وَلَكِنَّكُم تَطلُبونَ قَتلي، لِأَنَّ كَلامي لا مَحَلَّ لَهُ فيكُم.
أَنا أَتَكَلَّمُ بِما رَأَيتُ عِندَ أَبي، أَمّا أَنتُم فَتَعمَلونَ ما رَأَيتُم عِندَ أَبيكُم».
أَجابوا وَقالوا لَهُ: «إِنَّ أَبانا إِبرَهيم» فَقالَ لَهُم يَسوع: «لَو كُنتُم أَولادَ إِبرَهيمَ، لَكُنتُم تَعمَلونَ أَعمالَ إِبرَهيم.
لَكِنَّكُمُ ٱلآنَ تَطلُبونَ قَتلي. وَأَنا قَد كَلَّمتُكُم بِٱلحَقِّ ٱلَّذي سَمِعتُهُ مِنَ ٱللهِ، وَذَلِكَ لَم يَفعَلهُ إِبرَهيم.
أَنتُم تَعمَلونَ أَعمالَ أَبيكُم» فَقالوا: «نَحنُ لَسنا مَولودينَ مِن زِنّى، وَإِنَّما لَنا أَبٌ واحِدٌ هُوَ ٱلله».
فَقالَ لَهم يسوع: «لَو كانَ ٱللهُ أَباكُم لَكُنتُم تُحِبّونَني، لِأَنّي خَرَجتُ مِنَ ٱللهِ وَأَتَيت».
شرح لإنجيل اليوم :
• القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
العظة 36 عن سفر التكوين
«لَو كُنتُم أَبناءَ إِبراهيم، لَعَمِلتُم أَعمالَ إِبراهيم»
بعد أن سمعَ وعد الله وبعد أن وضعَ جانبًا كلّ المشاريع البشريّة، ومع معرفته بأنّ الله قادر على القيام بأعمال تتخطّى الطبيعة، وثقَ إبراهيم بالكلام الذي وُجِّه إليه ولم يتردّد بشأن إعطاء المعنى لكلام الله. فإنّ أساس الإيمان هو الوثوق بقدرة ذاك الذي قطعَ لنا وعدًا. لقد وعدَ الله إبراهيم بأن يجعل له نسلاً لا يُحصى (راجع تك 15: 5-6)؛ كان هذا الوعد يتخطّى قدرات الطبيعة والمشاريع البشريّة؛ لذا، فإنّ إيمانه بالله “حُسِبَ له بِرًّا” (غل 3: 6). إن كنّا يقظين، سنرى أنّ وعودًا أكثر روعةً قد قُطعَت لنا وستُحقَّق رغباتنا أكثر ممّا يمكن لأيّ فكر بشريّ أن يحلم به. لذا، علينا فقط أن نثقَ بقدرة ذاك الذي قطعَ لنا هذه الوعود، كي نستحقّ التبرير الناتج عن الإيمان ونحصل على الخيرات الموعودة. فإنّ هذه الخيرات كلّها التي نتمنّاها تتخطّى المفاهيم البشريّة كلّها، لروعة الوعود التي قُطعَت لنا! في الواقع، فإنّ هذه الوعود لا تتعلّق فقط بالحاضر، وبازدهار حياتنا وبالتمتّع بالخيرات الظاهرة، بل تخصّ أيضًا الزمن حيث سنكون قد غادرنا الأرض، حين تكون أجسادنا قد تعرّضت للفساد، وحين تكون رفاتنا قد تحوّلت إلى غبار. حينها، وعدَنا الله بأنّه سيُقيمنا من الموت ويُسكننا في مجد رائع: ” فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود” (1كور 15: 53). وبعد قيامة أجسادنا، تلقّينا الوعد بالتمتّع بالملكوت وبالاستفادة لزمن لا ينتهي، وبشراكة مع القدّيسين، من هذه الخيرات التي لا توصف. وكما وردَ في الكتاب: “ما لم تَرَهُ عَيْنٌ ولا سَمِعَت بِه أُذُنٌ ولا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَر، ذلكً ما أَعدَّه اللهُ لِلَّذينَ يُحِبُّونَه” (1كور 2: 9). هل ترى هذا الكمّ الكبير من الوعود؟ هل ترى عظمة هذه العطايا؟