القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 4 يوليو – تموز 2019
الخميس الرابع بعد العنصرة
تذكار أبينا في القدّيسين أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة غرتينه في كريت
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 24-13:11
يا إِخوَة، أَقولُ لَكُم أَيُّها ٱلأُمَم: إِنّي بِصِفَةِ كَوني رَسولَ ٱلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدمَتي،
لَعَلّي أُغيرُ ٱلَّذينَ هُم مِن لَحمي، وَأُخَلِّصُ بَعضًا مِنهُم.
لِأَنَّهُ إِن كانَ رَفضُهُم هُوَ مُصالَحَةَ ٱلعالَمِ، فَماذا يَكونُ قُبولُهُم إِلاّ حَياةً مِن بَينِ ٱلأَموات؟
وَإِن كانَتِ ٱلباكورَةُ مُقَدَّسَةً، فَكَذَلِكَ ٱلعَجين. وَإِن كانَ ٱلأَصلُ مُقَدَّسًا، فَكَذَلِكَ ٱلفُروع.
فَإِن كانَ قَد نُزِعَ بَعضُ ٱلفُروعِ، وَكُنتَ أَنتَ زَيتونَةً بَرِّيَّةً فَطُعِّمتَ فيها، فَصِرتَ شَريكًا في أَصلِ ٱلزَّيتونَةِ وَدَسَمِها.
فَلا تَفتَخِر عَلى ٱلفُروع. فَإِنِ ٱفتَخَرتَ، فَلَستَ أَنتَ تَحمِلُ ٱلأَصلَ، بَلِ ٱلأَصلُ يَحمِلُكَ.
تَقولُ إِذَن: «قَد نُزِعَتِ ٱلفُروعُ لِأُطَعَّمَ أَنا».
حَسَنٌ! إِنَّما نُزِعَت مِن عَدَمِ ٱلإيمان. وَأَنتَ بِٱلإيمانِ ثَبَتَّ، فَلا تَستَكبِر بَل خَف.
لِأَنَّهُ إِن كانَ ٱللهُ لَم يُبقِ عَلى ٱلفُروعِ ٱلطَبيعِيَّةِ، فَلَعَلَّهُ لا يُبقي عَلَيكَ أَيضًا.
فَٱنظُر إِذَن لُطفَ ٱللهِ وَشِدَّتَهُ. أَمّا ٱلشِّدَّةُ فَعَلى ٱلَّذينَ سَقَطوا، وَأَمّا ٱللُّطفُ فَلَكَ إِن ثَبَتَّ في ٱللُّطفِ، وَإِلاّ فَأَنتَ أَيضًا سَتُقطَع.
وَهُم إِن لَم يَثبُتوا في عَدَمِ ٱلإيمانِ سَيُطَعَّمونَ، لِأَنَّ ٱللهَ قادِرٌ أَن يَعودَ فَيُطَعِّمَهُم.
لِأَنَّكَ إِن كُنتَ أَنتَ قَد قُطِعتَ مِنَ ٱلزَّيتونَةِ ٱلبَرِّيَّةِ بِٱلطَّبعِ، وَطُعِّمتَ عَلى خِلافِ ٱلطَّبعِ في زَيتونَةٍ جَيِّدَةٍ، فَكَم بِٱلحَرِيِّ هَؤُلاءِ ٱلَّذينَ هُم فُروعٌ طَبيعِيَّةٌ يُطَعَّمونَ في زَيتونَتِهِم ٱلخاصَّة.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 30-27:11
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «لَقَد دَفَعَ إِلَيَّ أَبي كُلَّ شَيء. وَلَيسَ أَحدٌ يَعرِفُ ٱلِٱبنَ إِلاّ ٱلآبُ، وَلا أَحَدٌ يَعرِفُ ٱلآبَ إِلاّ ٱلِٱبنُ، وَمَن يُريدُ ٱلِٱبنُ أَن يَكشِفَ لَهُ.
تَعالوا إِلَيَّ يا جَميعَ ٱلمُتعَبينَ وَٱلمُثَقَّلينَ وَأَنا أُريحُكُم.
إِحمِلوا نيري عَلَيكُم وَتَعَلَّموا مِنّي، فَإِنّي وَديعٌ وَمُتَواضِعُ ٱلقَلبِ، فَتَجِدوا راحَةً لِنُفوسِكُم.
فَإِنَّ نيري لَيِّنٌ وَحِملي خَفيف».
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
عِظة بمناسبة تذكار قدّيس
” اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب “
إن الرّب يسوع المسيح هو، اليوم كما سابقًا، سيّدٌ مليءٌ بالطّيبة والمحبّة… أنظروا كيف يتصرّف. إنّه يظهر رحمةً تجاه الخاطئ الّذي يستحق تأنيبًا في الواقع. إن الّذين يغضبونه يستحقّون أن يُدانوا غير أنّه يتوجّه إلى النّاس المذنبين بأعذب الكلام قائلاً: “تَعالَوا إِليَّ جَميعًا، أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم”. إنّ الله متواضعٌ؛ أمّا الإنسان، فهو متكبّر. إنّ القاضي يظهر مسامحته؛ أمّا المجرم، فهو وقح. يتفوّهُ الحرفيّ بكلمات متواضعة؛ أمّا الطين، فيلقي خطابات على طريقة الملوك. “تعالوا إليَّ… اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم”. هو لا يأتي بالسوط ليَجلدَ، بل بالدواء ليَشفي.
فكّروا إذًا في صلاحه الفائق الوصف. هل سترفضون أن تعبّروا عن محبّتكم للسّيّد الذي لا يضرب أبدًا، وعن إعجابكم بالقاضي الذي يطلب السماح للمذنب؟ من المستحيل أن تبقوا غير مبالين أمام كلماته البسيطة: أنا الخالق وأحبّ صنيعتي؛ أنا الحرفيّ وأعتني بما صنَعَتْه يديَّ. (راجع تك 2: 7) لو كنتُ لا أبالي سوى بكرامتي، لما رفَعتُ الإنسان الخاطئ. لو لم أعالجْ مرضَه العضال بالأدوية المناسبة، لما استعادَ عافيتَه. لو لم أواسِه، لَفارقَ الحياة. لو اكتفَيتُ بتهديده، لَهَلِك. هو مطروح على الأرض، لكنّني سأشفيه بالزيت والخمر (راجع لو10: 34). ممتلئًا رحمةً، أنحني نحوه لأنتَشلَه من سقطته. فذاك الذي يكون واقفًا لا يستطيع أن يُقيم إنسانًا مُستلقيًا على الأرض بدون أن ينحني ليمدّ له يده. ” تعالوا إليَّ… اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم “.