القراءات لكنيسة الروم الملكيين 2 يوليو – تموز 2019
تذكار وضع ثوب سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة الكريم في فلاخرني
الرسالة إلى العبرانيّين 7-1:9
يا إِخوَة، إِنَّ ٱلمَسكِنَ ٱلأَوَّلَ كانَت لَهُ فَرائِضُ ٱلعِبادَةِ وَٱلقُدسُ ٱلعالَميُّ،
لِأَنَّهُ نُصِبَ ٱلمَسكِنُ ٱلأَوَّلُ ٱلَّذي يُقالُ لَهُ «ٱلقُدسُ» وَكانَت فيهِ ٱلمَنارَةُ وَٱلمائِدَةُ وَخُبزُ ٱلتَّقدِمَة.
وَكانَ وَراءَ ٱلحِجابِ ٱلثّاني ٱلمَسكِنُ ٱلَّذي يُقالُ لَهُ «قُدسُ ٱلأَقداس»
وَفيهِ مُستَوقَدُ ٱلبَخورِ مِنَ ٱلذَّهَبِ، وَتابوتُ ٱلعَهدِ ٱلمُغَشّى بِٱلذَّهَبِ مِن كُلِّ جِهَةٍ، وَفيهِ قِسطٌ مِنَ ٱلذَّهَبِ، فيهِ ٱلمَنُّ وَعَصا هَرونَ ٱلَّتي أَورَقَت، وَلَوحا ٱلعَهد.
وَمِن فَوقِهِ كَروبا ٱلمَجدِ ٱلمُظَلِّلانِ ٱلغِطاء. وَلَيسَ هُنا مَقامُ تَفصيلِ ٱلكَلامِ في ذَلِك.
وَإِذ كانَت هَذِهِ مُهَيَّأَةً عَلى ٱلتَّرتيبِ، فَٱلكَهَنَةُ يَدخُلونَ إِلى ٱلمَسكِنِ ٱلأَوَّلِ كُلَّ حينٍ فَيُتِمّونَ ٱلخِدَم.
وَأَمّا ٱلثّاني فَإِنَّما يَدخُلُهُ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ وَحدَهُ مَرَّةً في ٱلسَّنَةِ، ولا يَدخُلُ إِلاّ بِٱلدَّمِ ٱلَّذي يُقَرِّبُهُ عَن نَفسِهِ وَعَن جَهالاتِ ٱلشَّعب.
هلِّلويَّات الإنجيل
إِسمَعي يا بِنتُ وَٱنظُري، وَأَميلي أُذُنَكِ، وَٱنسَي شَعبَكِ وَبَيتَ أَبيكِ.
-بِنتُ صورَ وَأَغنِياءُ ٱلشَّعبِ يَستَعطِفونَ وَجهَكِ بِٱلهَدايا. (لحن 8)
إنجيل القدّيس لوقا 56.49-39:1
في تِلكَ ٱلأيّامِ، قامَت مَريَمُ وَذَهَبَت مُسرِعَةً إِلى ٱلجَبَلِ إِلى مَدينَةٍ في يَهوذا،
وَدَخَلَت إِلى بَيتِ زَكَرِيّا وَسَلَّمَت عَلى أَليصابات.
فَلَمّا سَمِعَت أَليصاباتُ سَلامَ مَريَمَ، ٱرتَكَضَ ٱلجَنينُ في بَطنِها، وَٱمتَلَأَت أَليصاباتُ مِنَ ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ،
فَصاحَت بِصَوتٍ عَظيمٍ وَقالَت: «مُبارَكَةٌ أَنتِ في ٱلنِّساءِ وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ!
مِن أَينَ لي هَذا أَن تَأتِيَ أُمُّ رَبّي إِلَيّ؟
فَإِنَّهُ عِندَما بَلَغَ صَوتُ سَلامِكِ إِلى أُذُنَيَّ ٱرتَكَضَ ٱلجَنينُ بِٱبتِهاجٍ في بَطني.
فَطوبى لِلَّتي آمَنَت بِأَنَّهُ سَيَتِمُّ ما قيلَ لَها مِن قِبَلِ ٱلرَّبّ».
فَقالَت مَريَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبَّ،
فَقدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي،
لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيالِ،
لِأَنَّ ٱلقَديرَ صَنَعَ بي عَظائِمَ، وَٱسمُهُ قُدّوسٌ،
وَمَكَثَت مَريَمُ عِندَها نَحوَ ثَلاثَةِ أَشهُرٍ، ثُمَّ عادَت إِلى بَيتِها.
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس أندراوس الكريتيّ (660 – 740)، راهب وأسقف
العظة الأولى لعيد ميلاد أم الله
«السّلامُ عليكِ، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ»
إنّ انحطاط الخطيئة قد أرخى بظلاله القاتمة على سحر أصلنا النبيل وجماله. ولكن حين وُلِدَت أم الجمال الأسمى، استعادت طبيعتنا نقاءها فوجدت نفسها قد “صُنِعَت على صورة الله كمثاله” (تك 1: 26)… لقد فضّلنا جميعًا العالم السفليّ على العالم العلويّ، ولم يتبقّ لنا أي أمل بالخلاص؛ فطلبت حالة طبيعتنا النجدة من السماء… إلى أن قرّر صانع الكون الإلهيّ أخيرًا، بإرادته الطيّبة، إظهار عالم جديد، عالم آخر، يسوده التناغم والنضارة.
ألم يكن مناسبًا لعذراء غايةٍ في النقاء وخاليةٍ من الشوائب أن تكون، بادئ ذي بدء، في خدمة هذه الخطّة الخلاصيّة؟… وهذه العذراء، أين نجدها، إن لم يكن ذلك في هذه المرأة الفريدة من بين النساء، التي اختارها خالق الكون قبل كلّ الأجيال؟ نعم، هذه هي والدة الله، مريم ذات الاسم الإلهي، التي أعطى حشاها الجسد للإله المتجسّد، وقد حضّرها هو نفسه بطريقة تفوق الطبيعة لتكون هيكله…
بذلك إذًا، فإنّ مخطّط مُخَلِّص جنسنا كان أن يُحدِث ولادةً أو خلقًا جديدًا لاستبدال الماضي. لذلك، وكما كان قد أخذ في جنّة عدن من الأرض العذراء الخالية من العيب القليل من التّراب ليصنع آدم الأوّل (راجع تك 2: 7)، كذلك، في لحظة تجسّده الخاص، استخدم أرضًا أُخرى إذا صحّ القول أي بتعبير آخر هذه العذراء النقية بلا دنس، التي اختارها من بين كلّ خلائقه. وبها صنعنا من جديد من جوهرنا نفسه وأصبح آدم الجديد، (راجع 1 كور 15: 45) هو الذي خلق آدم، حتّى يُخلّص القديم بالجديد والأبديّ.