stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الكاردينال بيتشو : كارلو أكوتيس حياة بُذلت في سبيل يسوع والكنيسة

494views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

16 يونيو 2020

عميد مجمع دعاوى القديسين يتحدّث عن تأجيل إعلان تطويب الشاب كارلو أكوتيس إلى العاشر من شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل

كثيرون كانوا ينتظرون إعلان تطويب الشاب كارلو أكوتيس العبقري في الكومبيوتر والذي كان يحب الإفخارستيا، لكن وبسبب وباء فيروس الكورونا تمَّ تأجيل الاحتفال إلى العاشر من شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاردينال أنجلو بيتشو عميد مجمع دعاوى القديسين شرح فيها أسباب هذا التأجيل.

قال الكاردينال بيتشو ببساطة، تم تحديد موعد للتطويب، من ثمَّ نعرف كيف سارت الأمور بسبب الوباء الذي، في الواقع، لا يسمح بعقد مثل هذه الاحتفالات الهامة. لذلك، اتفقنا مع أسقف أسيزي على تاريخ العاشر من تشرين الأول أكتوبر؛ على أمل أن يتمكّن المزيد من الأشخاص من المشاركة في الاحتفال؛ كذلك سيتمُّ إعلان التطويب قبل يومين فقط من ذكرى وفاته، لأنه توفي في الثاني عشر من تشرين الأول أكتوبر عام ٢٠٠٦. وبالتالي اتفقنا على هذا التاريخ؛ آملين أن يتمكن الناس من المجيء للمشاركة، وإلا فسيمكنهم متابعة الاحتفال عبر البث المباشر عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.

تابع عميد مجمع دعاوى القديسين مشيرًا إلى كارلو أكوتيس كمثال إيمان للشباب وقال يؤثّر فينا نضوج هذا الشاب الذي توفي عن عمر خمسة عشرة سنة وكان قد نمّى معرفة مثاليّة في الإيمان. لقد كان طفلاً عندما أُغرم بالإفخارستيا وعندما نمّى تعبُّدَه للعذراء مريم. كان يعلّم التعليم المسيحي للأطفال في الرعية وكان ينقل الإيمان إليهم ليس بالطريقة المعهودة وحسب وإنما أيضًا من خلال وسائل التواصل. فقد حقق مشروعًا معلوماتيًّا حول مواضيع الإيمان وقد أنشأ أيضًا موقعًا إلكترونيًّا حول العجائب الافخارستية، وبالتالي فقد عاش هذا الشاب إيمانه بشكل كامل. كذلك تؤثِّر فينا الكلمات التي قالها في أيامه الأخيرة: “أريد ان أقدّم جميع آلامي للرب والحبر الأعظم والكنيسة. لا أريد أن أعبر في المطهر بل أريد أن أذهب مباشرة إلى السماء”. شاب بعمر خمسة عشرة سنة يتكلّم بهذا الأسلوب يؤثّر فينا جدًّا وأعتقد أيضًا أنّه يحثنا جميعًا لكي نعيش إيماننا على محمل الجدّ.

تجدر الإشارة إلى أن إعلان تطويب كارلو أكوتيس سيتمُّ في أسيزي حيث دُفن أيضًا، يوم السبت المصادف في العاشر من تشرين الأول أكتوبر المقبل عند الساعة الرابعة من بعد الظهر في بازيليك القديس فرنسيس وفي هذا السياق قال المطران دومينيكو سورينتينو أسقف أبرشيّة “Assisi-Nocera Umbra-Gualdo Tadino” يشكل هذا الخبر شعاع نور خلال هذه الأشهر التي واجهنا خلالها العزلة والتباعد الاجتماعي واختبرنا الجانب الإيجابي لشبكة الانترنت وتكنولوجيا التواصل التي كانت موهبة كارلو أكوتيس المميزة. وهذا التطويب سيكون حافزًا وتشجيعًا لنا جميعًا.

هذا وقد ولد كارلو أكوتيس في لندن في الثالث من أيار مايو عام ١۹۹١ وتوفي في مونزا في إيطاليا بسبب سرطان خبيث في الدم في الثاني عشر من تشرين الأول أكتوبر عام ٢٠٠٦، تم إعلانه مكرّمًا في الخامس من تموز يوليو عام ٢٠١٨ بعد مرور سنة تقريبًا من نقل رفاته إلى كنيسة العذراء مريم الكبرى في أسيزي والمعروفة اليوم بـ “Santuario della Spogliazione”. نُسبت إلى شفاعته أعجوبة طفل برازيلي تمّت عام ٢٠١٣ كان الطفل يعاني من اضطرابات خطيرة في الجهاز الهضمي، مع شذوذ تشريحي خلقي نادر في البنكرياس ولكن لم تُجرى له أيّة عمليّة، بل طلبت عائلته وجماعته شفاعة كارلو أكوتيس من أجل إنقاذ طفلهم.

يكتب البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس المخصص للشباب “Christus Vivit”: “صحيح أن العالم الرقمي يمكن أن يعرضك لخطر الانغلاق على نفسك أو العزلة أو المتعة الفارغة. ولكن لا تنس أبدًا أن هناك شبابًا مبدعين وأحيانًا بارعين في هذه المجالات أيضًا”، ويشير الحبر الأعظم إلى كارلو أكوتيس كمثال ينبغي تقديمه للشباب من أجل استعمال سليم لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. فبفضل شغفه بالمعلوماتية حقق معرضًا حول الأعاجيب الإفخارستية، جال العالم كلّه ليخبر عن فرح اللقاء الملموس بيسوع. لقد كان كارلو أكوتيس يكرّر: “يولد الجميع فريدون ومميّزون ولكن كثيرون يموتون كنسخة مصوّرة”، “الحزن هو النظر الموجّه نحو أنفسنا أما السعادة فهي النظر الموجّه نحو الله”؛ شعاران يعبران عن إيمان عميق وحقيقي عاشه على الأرض في ملء حياة ابن خمسة عشرة سنة قلبه منفتح على الله.