هذه المَجموعة من الخلايا تُسَمَّى تِكْنيكِيًّا: “جنينًا”
وبحَسَب المعرفة الجَنينية الحاليَّة، لم يَعُدْ هناك شَكٌّ في أنَّ كلَّ كائن هو ما هو وذلك مُنذ اللَّحظة الأولَى للإخْصاب. مَثَلاً: مِن اتِّحاد الجامات النَّباتيَّة يَخرج فقط نَبات. ومن الجامات الحَيَوانية يُولَد فقط حيوان (من شَمْبانزي يَخرج فقط شَمْبانزي آخر)،
ومن جامات بَشَريَّة يُولَد كائن بَشري، وهو “بَشَري” منذ البداية، إذْ أَنَّ هذا ما يُحَدِّده له تُراثُه الجِيني الذي هو بَشَري بطريقة نوعِيَّة خاصَّة.
وهكذا يكون هذا “الجَنين” مَضْبوطًا بطَريقة جينيَّة خاصة، مُحَدَّدة وبَشَرية. أيْ أنه يكون إنسانًا إذا وَصَفْناه مـن الناحية الجينية.
13- وقد بَيَّن (هذا العِلم) أنه منذ اللَّحْظة الأولَى يتحدَّد بَرنامج ما سَيَكون ذلك الكائِن الحَي: إنسانًا فريدًا بِمِيزاته الخاصة، وهو محدَّد منذ لحظة الإخصاب الأولى. فمع الإخصاب تبدأ مُغامَرة حياةِ إنسانٍ كلُّ واحدةٍ من مَقدِراتهِ العظيمة تحتاج لزَمَنٍ، زمنٍ طويلٍ، كي تصل إلى حالة تُؤَهِّلُها للعمل. فإن أقلَّ ما يُمكن قَوْلُه في هذا الشأن هو أنَّ العِلْمَ الحالي، مع تَطَوُّرِه الكبير، عاجزٌ عن تَزويد أولئك الَّذين يدافعون عن الإجهاض بأيِّ سَنَدٍ. …“إن الذي يسير نحو أن يصير إنسانًا لَهُوَ فِعلاً كذلك”.
“مجموعة الخَلايا” هذه تَمتلك طبيعة مَلموسة، وهي طبيعة بشَرية. وبالتالي يجب أن تُحترم على ما هي عليه: أيْ تَستحق الاِحترام الذي يستحقه أيُّ شخص.
12- … في الحقيقة فإن الاحترام للحياة البشرية يَفرض نفسَه منذ بداية عَمَلية التكوين. فمنذ اللحظة الأولى لإخصاب البويضة تبدأ حياة جديدة ليست للأب أو للأم، إنما هي خاصة بإنسان جديد يَنمو بذاتِه. ولن يصير الجنين إنسانًا كاملاً أبدًا أن لَمْ يكن إنسانًا كاملاً منذ اللحظة الأولى لتكوينه.
الجنين له الحق في الحياة، في “حياته هو”.
11- الحق في الحياة هو في طليعة حقوق الشخص البشري. ولا شك أن الإنسان يَملك خيراتٍ أُخْرَى كثيرة وثمينة؛ إلا أنَّ الحق في الحياة هو الأَصْل والشرط لها كلِّها، ولذا يجب إعطاؤه الأَوْلَوِيَّة في الحِماية.
وما هو الفَرق بين هذا “الجنين” وبين طفل في السابعة من عمره؟ الفَرق الوحيد هو هذه السنوات السَّبع من النُّمُوِّ والتَّطَوُّر.
هذا يعني أن الجنين هو بالفِعل إنسانٌ منذ اللحظة الأولى للإخصاب ويَنقُصه فقط أن يُولَد وأن يَنمو.
إننا هنا نَقصد شَخصًا ضعيفًا، أعْزَلَ، بريئًا (ما الشر الذي يُمكن أن يكون قد فعله جَنين؟ ما ذنبُه؟)
ومع وجود التكنولوجيا الحالية ” لا يمكننا ان نَشُكَّ “. لا أحد يَشُكُّ في ماهية الجنين قبل أن يُولَد، إذ أنَّه يوجد تصويرٌ فوتوغرافي وفيديو وأَشِعَّات، إلخ.
يُمكنُنا رؤيتَه بالعَيْن المُجَرَّدة. إذا كان أحدُهم يشكُّ فلأنه يريد ذلك أو يَرغَب في المال