stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الكرسي الرسولي : القضاء على الجوع هو أولوية

710views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

19 أكتوبر 2020

في مداخلته في الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حث المطران غابرييليه كاتشيا، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، على العمل من أجل الأمن الغذائي والزراعة المستدامة.

هناك “حقيقة متناقضة” ترى “الغذاء للجميع، ولكن الجوع اليومي للكثيرين”: هذا ما قاله المطران غابرييليه كاتشيا، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، في مداخلته في السادس عشر من تشرين الثاني أكتوبر في الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك. قال المطران غابرييليه كاتشيا يجب على إنهاء الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة أن يكون أولوية أساسيّة، مسلِّطًا الضوء على العلاقة المأساوية بين الجوع والفقر. فالأول، في الواقع، له تأثير سلبي على الثاني، لأنَّ التأثير على الصحة المرتبط بعدم كفاية كمية ونوعية الغذاء يؤثر على قدرة الأشخاص على التعلم والعمل. لذلك، حث المطران كاتشيا على أنه يجب معالجة الفقر والجوع معًا، من خلال نهج شامل يجمع بين الإدماج الاقتصادي وسبل العيش المستدامة والحماية الاجتماعية.

وشرح، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في هذا السياق إنَّ كوكبنا يعاني من علاقة مشوهة بين الغذاء والتغذية: بينما يعاني ملايين الأشخاص من الجوع ويموتون في جميع أنحاء العالم، يتمُّ في الواقع، التخلص من أطنان من الطعام يوميًّا، لدرجة أن شخصًا من بين تسعة لا يمكنه الحصول على وجبات يومية. وليس ذلك فحسب، فقد أشار المطران كاتشيا أيضًا إلى أن عددًا متزايدًا من الأشخاص يحصلون بشكل رئيسي، إن لم يكن حصريًا، على أغذية منخفضة الجودة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة والأمراض المرتبطة بالتغذية. ومن هنا جاءت دعوة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة إلى تقليل تكلفة الأطعمة المغذية وجعل الوجبات الصحية في متناول الجميع.

تابع المطران غابرييليه كاتشيا يقول لقد أدى السياق الاجتماعي – الاقتصادي “المأساوي” الناجم عن وباء فيروس الكورونا إلى تفاقم “ضعف” الأشخاص الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية، لأن انخفاض الإنتاجية الزراعية والقيود المفروضة على الصادرات قد أدّيا إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي للذين يعتمدون على اقتصاد الأغذية الزراعية. وبالتالي فالعمال المهاجرون الموسميون “الذين لم يعودوا قادرين على تأمين عمل موسمي، لا يستطيعون إعالة عائلاتهم وملايين الأطفال، بسبب إغلاق المدارس، لا يحصلون على الوجبات المدرسية، التي تمثّل جزءًا “مهمًا” من احتياجاتهم اليومية. لذلك طلب مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة تصميم تدابير محددة وطارئة للقطاع الزراعي، لأن الأمن الغذائي لن يتحقق إلا عندما تستجيب الهيكليات الاجتماعية لاحتياجات العدالة واحترام الكرامة الطبيعية لكل شخص بشري. وفي هذا السياق أضاف المطران غابرييليه كاتشيا يقول إنَّ المطلوب هو “ذهنيّة جديدة”، أي سياسات تنمية يكون الإنسان محورها، وبدلاً من أن تشجع ثقافة الإقصاء، تعزز العدالة الاجتماعية، والتضامن والاحترام لثمار الأرض والعمل البشري، وتضمن المساواة في الحصول على السلع والموارد التي لا غنى عنها لاستدامة الحياة وتعزيز التنمية المتكاملة لكل شخص.

أضاف مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة يقول ولكن مثلما يرتبط الجوع بالفقر، هكذا أيضًا يرتبط الجوع بـ “صحة الأرض” لأنه من الضروري الحفاظ على الموارد الطبيعية للوصول إلى نظم غذائية أكثر استدامة تقلل من آثار المناخ وتحمي البيئة والتنوع البيولوجي. بهذه الطريقة فقط، خلص المطران غابرييليه كاتشيا إلى القول سيحصل جميع الرجال والنساء والأطفال على” خبزهم اليومي”.

وفي مداخلة ثانية له، تناول المطران غابرييليه كاتشيا، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة بعض القضايا المحددة: فيما يتعلق بالفضاء الخارجي، أعاد المطران كاتشيا التأكيد على الحاجة إلى الاستخدام السلمي له بفضل الاتفاقات التي تحافظ على طابعه الوحيد والعالمي. وأوضح أن أحد الاحتمالات هو أن يتم إطلاق الأقمار الصناعية من قبل المنظمات أو الاتحادات الدولية، وليس من قبل الدول أو الشركات الفردية، وأن تقوم هذه المجموعات بالنشاطات التي تستغل الموارد في الفضاء. في الوقت عينه، حث المطران كاتشيا على إيلاء المزيد من الاهتمام لما يسمى بـ “الحطام الفضائي”، من أجل القضاء على “مخاطر الاصطدام” بين الأقمار الصناعية.

أما فيما يتعلق بوضع اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، فقد سلط مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة الضوء على ظروفهم المعيشية الصعبة، والتي تفاقمت بسبب وباء فيروس الكورونا، الأمر الذي يتطلب تعزيز وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى من أجل رفع الصوت ولاسيما باسم الأطفال الأبرياء المتعبين الذين تمزقهم النزاعات والذين ورثوا هذه الحالة المعقدة من الأجيال الماضية. وأكّد المطران كاتشيا في هذا السياق أنَّ اللاجئين الفلسطينيين هم لاجئون منذ زمن طويل وأن السلام الذي يتم التفاوض عليه مباشرة بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي هو وحده الذي سيضع حداً لوضعهم. هذا ثم أدان مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة بشدة جميع أعمال العنف ضد أفراد حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة لأن مثل هذه الاعتداءات يمكنها أيضًا أن تشكل جرائم حرب.