stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

متنوعة

الكنيسة القبطية في مصر- إعداد الأب أنطونيوس مقار إبراهيم – راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

986views

البطريركية 11الكنيسة القبطية في مصر- إعداد الأب أنطونيوس مقار إبراهيم – راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

الأقباط أسم يَعود إلى بقايا الأمة المصرية العريقة في الحضارة، وكلمة مصر كلمة عبرانية مشتقة من مصرائيم بن حام بن نوح الذي اتخذ هُوَ وعشيرتُه وداي النيل مقراً له أما في اللغة القبطية تُعني كلمة مصر كيمي(xhmi) وهي مشتقة من كيم والتي تعني الأرض السوداء إشارة الى سواد التراب .تسمى مصر في اللغات الأجنيبية egypt المأخوذة عَن اليونانية  aiguptos والتي تُعني بيت أو دار.يُقال أن قبط أو جفط متشقة من قفطايم أحد أولاد مصرائيم ومن هنا يمكنا القول بأن قبطي أو مصري لهما معنى واحد. ثم أختصت كلمة قبط للمسيحيين المصريين فقط الكنيسة القبطية مبنية على تعاليم القديس مرقس، كاتب الإنجيل الأوّل وأوّل من بشَّر بالمسيحية في مصر، في خلال فترة حكم الحاكم الروماني “نيرون” في القرن الأول. إنتشرت المسيحية في كل أنحاء مصر خلال نصف قرن من وصول مارمرقس إلى الإسكندرية وهي متجذّرة فيها إلى يومنا هذا. كانت مصر موضوع العديد من النبوءات في العهد القديم. قال إشعياء النبي في إصحاح 19، الآية 19: “وفي ذلك اليوم، يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخومها.” مكانة مصر محفوطة جيداً في هذا الأمر، فهي التي لجأت إليها العائلة المُقدّسة من وجه هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: “من مصر دعوت ابني”. (مت13:2-15) تَعَتبر الكنيسة القبطية كونها كيانًا دينيًّا قويًّا وشخصية مسيحية واضحة المعالم نفسَها، مُدافِعاً قوياً عن الإيمان المسيحي. وهذا ما نراه في تاريخها عبر العصور  بالاضافة الى الدور البارز الذي لعبته في التصدي للبدع والهرطقات.  كما وضعت في مجمع نيقية  قانون الايمان  وأعدت الكثير من الدراسات اللاهوتية والانجيلية وابرزها ترجمة الكتاب المقدس الى اللغة القبطية في القرن الثاني والكتب الطقسية والآلاف من المخطوطات القبطية التي نجدها في أكبر المتاحف.

مدرسة الإسكندريّة

تعتبر مدرسة الإسكندرية المسيحية المدرسة الأولى من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام 190م، أصبحت أعلى معهد للتعليم الديني شأنًا في المسيحية. تلقّى الكثير من الأساقفة البارِزين من بلادٍ مختلفة من العالم تعليمهم فيها، مثل “أثيناغورَس”، و”كليمنت” (القديس كليمنضس الإسكندري)، و”ديديموس”، والعلامة العظيم أوريجانوس.

الرهبنة في مصر

نشأت الرهبنة في مصر في أواخر القرن الثالث وازدهرت في القرن الرابع وكانت ذات تأثير هام في تكوين شخصية الكنيسة القبطية في الاتضاع والطاعة وتجلّى ذلك بوضوح في أقطابٍ ثلاثة هم انطونيوس أب الرهبان وباخوميوس أب الشركة الرهبانيّة والأنبا بولا، أب السوّاح. و هناك مئات من الأديرة التي لا يزال الكثير منها زاخرًا بالرهبان والنسّاك. 

التقويم القبطيّ

الصليب هو علامة فخر واعتزاز  للكنيسة القبطية. من أجله بذل الكثيرون حياتهم فأُهرقت دماؤهم على طريق الاستشهاد، منذ القدّيس مرقس الرسول، مرويةً تراب الأرض المصريّة فتجذّرت المسيحيّة فيها عميقًا. ثمّ استعرت نيران الاضطهاد وكثرت اعداد الشهداء، لاسيّما في عهد الإمبراطور دقلديانوس، فاعتمدت الكنيسة القبطيّة على أثر ذلك تقويمًا خاصًّا بها أطلقت عليه اسم “تقويم الشهداء” 284م=1 سنة قبطيّة وشهورها (توت – بابه – هاتور – كيهك – طوبة – أمشير – برمهات – برمودة – بشنس – بؤونة – أبيب -مسري – النسئ) لا يزال معتمدًا من قبل المُزارعين في مصر وفي كتاب الفصول المُستخدم في القداسات والمناسبات الكنسيّة:  

تطوّر الوضع المسيحيّ في مصر

ازدهرت الكنيسة القبطية وظلَّت مصر مسيحية حوالي 4 قرون بعد الفتح العربي لها. وتمتّع الأقباط في تلك الفترة باستقلاليّة بدرجةٍ كبيرة شريطة أن يدفعوا الجزية. ظلَّت اللغة القبطية لغة البلاد الرسميّة إلى أن ظهرت في منتصف القرن الحادي عشر كِتابات دُوِّنت كلها بالعربية لأولاد العسّال. ولم تتجّه اللغة العربيّة لتحلّ محلّ اللغة القبطيّة في المعاملات الرسميّة إلاّ بطيئًا.  بدأ الوجه المسيحي لمصر يتبدّل مع الكثير من القيود منها: دفع الجزية أمّا من لم يستطع أداءها فوَجَدَ نفسه أمام خيارين، إمّا اعتناق الإسلام أو القتل، المساس بحريّة العبادة الذي تجلّى خصوصًا بالقيود على ترميم الكنائس القديمة أو بناء كنائس جديدة. وكانت هناك قيود على الشهادة في المحاكم، وفي المعاملات اليومية، وفي التبنّي، والإرث، وقيود على النشاطات الدينية العلنية، وعلى طريق اللبس! وبهدوء، ولكن بانتظام، تغيَّر وجه مصر الغالِب من المسيحية وصارت مصر في غالبيتها إسلامية عند نهايات القرن الثاني عشر، وعاش الأقباط كمواطنين يعانون العداء من المسلمين في أي وقت، عداءًا تنامى وتحوّل إلى عنف. ثمّ بدأ حال الأقباط يتحسَّن في بدايات القرن التاسع عشر، مع حُكم محمد علي 1855م الذي اتّسَم بالاستقرار والتسامُح وثورة 1919م الشاهِدة على وِحدة مصر الحديثة وتجانُسها بعنصريها المسلم والقبطي (الهلال والصليب). هي هذه الوحدة التي تُبقي المجتمع المصري واحداً أمام تعصُّب الجماعات المُتَطَرِّفة، الذين يَضطَهِدون الأقباط ويرهبونهم.. وتبقى دماء الشهداء المسفوكة خير دليل على بقائهم وثباتهم ومهما نمت درجات العنف والإرهاب لن تقوى على محو المسيحية وتاريخها من مصر.

طقوس الكنيسة القبطيّة

تؤمن الكنيسة القبطية بأسرار الكنيسة السبعة (سرّ المعموديّة، سرّ الميرون “التثبيت”، سرّ التناول، سرّ التوبة والاعتراف، سرّ الكهنوت، سرّ الزيجة، سرّ مسحة المرضى) تعتمد ليتورجيا الكنيسة القبطيّة قدّاسات ثلاثة: قداس القديس باسيليوس أسقف قيصرية (على مدار السنة)؛ قداس القديس غريغوريوس النيصي أسقف القسطنطينية (في أيّام الأعياد والأفراح)؛ وقداس البابا كيرلس الأول، البطريرك رقم 24 (أيّام الصوم). لا تزال هذه الثلاثة قداسات تُستخدم في الصلاة، مع بعض المقاطع المُضافة (مثل الشفاعات). يصلي الأقباط يومياً من أجل وحدة الكنائس المسيحية كلّها. ومن أجل مصر ونيلها، ومحصولها ورئيسها وجيشها وشعبها. وهم يصلون من أجل سلام العالم، ومن أجل خير الجنس البشري كله وصالحه.للقديسين مكانة بارزة في حياة الكنيسة القبطية،  فهي تطلب شفاعاتهم في الصلوات والنصوص الليتورجيّة كافّة. وتُسمى  الكنائس على اسمائهم ، وللسيدة العذراء مريم والدة الإله  المكانة الخاصة والمميزة في قلوب الأقباط. الأعياد السيدية الكبرى هي عيد البشارة وعيد الميلاد وعيد الظهور الإلهي (الغطاس) وأحد الزعف (الشعانين) والقيامة والصعود، و عيد العنصرة وهو عيد حلول الروح القدس يوم الخمسين. أما الأعياد السيدية الصُغرى، فهي عيد الختان، ودخول السيد المسيح إلى الهيكل، ومجيئه إلى أرض مصر، وعيد عُرس قانا الجليل، والتجلي، وخميس العهد، وعيد تجديد توما.  والرزنامة القبطية حافِلة بأعياد واحتفالات القديسين والشهداء على مدار السنة. يصوم الأقباط ، أكثر من 210 يوماً من الـ365 يوماً في العام! فيمتنعون عن تناول، أي من منتجات الحيوانات (اللحوم، الدواجن، اللبن، البيض، الزبدة.. إلخ) بالإضافة الى فترات الصوم الانقطاعي من مشرق الشمس الى مغربها. الصوم الكبير هو أهم الأصوام. يبدأ بأسبوع صوم كمقدمة له، يتبعه 40 يوماً كذكرى لصوم السيِّد المسيح يعقبها أسبوع الآلام (اسمه البصخة Pasqua)، الذي يعتبر الذروة فيه.

ومن الأصوام الأخرى صوم الميلاد، وصوم الرسل، وصوم السيِّدة العذراء مريم، وصوم نينوى. يرأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس ومعه لفيف من الآباء الآساقفة. البطريرك والأساقفة جميعهم رهبان وهم يكوّنون المجمع المقدس لإدارة شؤون الكنيسة. ويرأس الكنيسة القبطية الكاثوليكية غبطة البطريرك ويُعطى لقب بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسيّة للأقباط الكاثوليك مع الآباء الأساقفة أعضاء السينودس البطريركي الذي يجتمعون دورياً لمناقشة كافة الأمور المتعلقة بالكنيسة والأب البطريرك هو أحد أعضاء مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق. تهتمّ كنيستنا القبطيّة الكاثوليكيّة بأبنائها أينما وجدوا في بلاد المهجر ومنها لبنان حيث تمّت سيامة الكاهن القبطي الكاثوليكيّ الأوّل باسم الأب أنطونيوس مقار إبراهيم، في الثالث عشر من شهر نيسان-أبريل من العام 2008 بوضع يد سيادة المطران يوحنا قلته، مطران بلاد الانتشار والنائب البطريركي للأقباط الكاثوليك، وسيادة المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت للموارنة والمسؤول عن الأقباط الكاثوليك في لبنان نود في هذه المناسبة أيضًا أن نرفع شكرنا وطلباتنا الى الرب كي يثبتكم في دعوتكم الكهنوتية كي تكونوا كهنة قديسين فاعلين في حقل الرب كما نسأله أن يحفظ لنا حياة قداسة البابا الآباء البطاركة والأساقفة كلّهم ويبارك وفي خطوات رؤسائنا المدنيين وأن يمدهم بالمعونة والقوة والصحة ونصلي من أجل رئيسنا المحبوب السيد محمد حسنى مبارك، وفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان ونشكر لهم جهودهم بغية تحقيق السلام والوحدة والرخاء. ونلتمس من الرب أن يسدد دائماً خطواتهم على طريق الحق والعدالة والفضيلة. حفظ الله مصر ولبنان وجعل منهما، أرضًا للسلام والأمان والاستقرار.