اللاهوت الإرساليّ قراءة تفسيرية لمرسوم نشاط الكنيسة الإرساليّ”إلى الأمم Ad Gentes -“(3
اللاهوت الإرساليّ قراءة تفسيرية لمرسوم نشاط الكنيسة الإرساليّ”إلى الأمم Ad Gentes -“(3)-نيافة الأنبا/ يؤانس زكريا
الفصل الثاني: الكرازة (أي الإعلان بالإنجيل) في حد ذاتها
1. مقدمة
لا يزال النشاط الإرسالي ضخمًا وكثيرًا، فعدد مَن لا يعرفون المسيح ويجهلون بشارة الإنجيل يزداد يومًا بعد يوم. في عام 1965، سنة تحرير هذه الوثيقة، وختام أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، كان عدد مَن لم تصلهم بشارة الإنجيل مليارين من البشر، واليوم حسب الإحصائيات الحديثة تضاعف هذا العدد ليصل إلى أربعة مليار، من بينهم مَن يتبعون الديانات غير المسيحيّة، ومن ينكرون وجود الله.
جدير بالملاحظة، أن في عصرنا الحديث، لا يرتبط النشاط الإرسالي بالكرازة فقط لغير المؤمنين، ولكن يمتد عمله ليشمل أيضًا المؤمنين. فقد ظهرت الدعوة الملحة، خاصة منذ التسعينيات مع عظات ونداءات وكتابات طيب الذكر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، بضرورة “إعادة الكرازة والتبشير”، في البلاد والأوطان، التي تمّ تبشيرها قديمًا، والمفترض أن تكون مسيحية الديانة، اسمًا وفعلاً، ولكنها تتخبّط بين تيارات الأحزاب السياسيّة والعلمانيّة، وتنتهج منهجًا وسلوكًا لا يليق بالأخلاق المسيحيّة.
أيضًا، توجد ضرورة ملحة من أجل “إعادة الكرازة والتبشير” بين المسيحيين الفاترين والمبتعدين عن الكنيسة وغير الممارسين لإيمانهم، وبين مَن ضعُفت عزيمتهم الإيمانيّة ووهنت طاقاتهم الروحيّة، نتيجة سيطرة الأنانية وتغلّب الروح الماديّة والاستهلاكيّة، وبين مَن فقدوا إيمانهم المسيحي ووقعوا في شباك الشيع والمذاهب الدينيّة، نتيجة كثرة الهرطقات وانتشار دعايات البدع، وشيوع النظريات والأفكار المتطرّفة.
بند 1- في الشهادة المسيحية
تتلخّص خطوات خدمة النشاط الإرسالي فيما يلي:
1. الحوار وشهادة الحياة
علي الكنيسة أن تكون حيّة وفعّالة وحاضرة بين البشر بواسطة أبنائها، الذين من خلال سلوكهم الطيب ومثلهم الصالح، يشهدون للإنسان الجديد، الذي نالوه بسر العماد وقوة الروح القدس، فيرى مَن يتعاملون معهم، والناس المحيطون بهم، أعمالهم الصالحة، فيمجدون الأب السماوي (مت5: 16). لذلك على المرسل والمؤمنين أن يقدموا لغير المؤمنين المثل الصالح، والحياة المسيحيّة الحقيقيّة بروح الإيمان والمحبة، والسلوك بحسب تعاليم ووصايا السيد المسيح. لكي يتمكّن المؤمنون من تقديم الشهادة المسيحيّة بطريقة مثمرة، عليهم أن يختلطوا ويتعارفوا بالناس الذين يعيشون بينهم، ويشتركوا في الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة، ويسعوا إلى إقامة حوار، يتّسم بالمحبة والصدق والصبر، مع الآخرين، يعلنون فيه محبة الله وعطاياه الكريمة للبشر.
2. حضور المحبة
ينعش الحضور الفعّال للمسيحيين في المجتمع البشري فضيلة المحبة، وخاصّة تلك المحبة الكاملة والمجانيّة، التي أحبّنا بها الله، ويريد أن نحب بها بعضنا بعضًا. تمتد هذه المحبة إلى جميع الناس، بدون تمييز أو استثناء، ولا تبغي منفعة خاصّة، ولكن هي موجّهة لخدمة الإنسان وكل إنسان. بدافع هذه المحبة، توجّه الكنيسة خدماتها الصحيّة والتنمويّة والتربويّة والاجتماعيّة والثقافيّة لكل البشريّة، وخاصّة في المجتمعات المتألّمة والفقيرة والمحتاجة، وتقوم بهذه الخدمات بروح الأمانة والإخلاص. هذه الخدمات، هي شهادة حقيقيّة لإنجيل المسيح، وتفتح الطريق تدريجيًا للوصول إلى معرفة حب الله وقبول الإيمان.
بند 2 – الكرازة بالإنجيل وجمع شمل شعب الله
1. الكرازة بالإنجيل واعتناق المسيحية
عندما تأتي المناسبة، يجب التبشير بالمسيح بكل جرأة وثبات، وبدون خوف، وشرح عقائد الإيمان المسيحي ببساطة ووضوح، حتّى ينال غير المؤمن نعمة الإيمان، ويفتح الروح القدس قلبه للحق، ويختبر محبة وحلاوة المسيح. مع الاهتداء للمسيح، يرتد الإنسان عن الشر، ويدخل في سر محبة الله، ويتغيّر من إنسان الخطيئة القديم، إلى إنسان النعمة الجديد، الذي يجد كماله في المسيح. يجب أن يكون هذا الاهتداء نابعًا من حريّة الإنسان الكاملة، ورغبته الصادقة في الإيمان، وبدون أي ضغط أو أي إكراه، وتحرّم الكنيسة بشدة تلك الأساليب غير اللائقة لإجبار الإنسان على الإيمان، كما تحرّم أيضًا كل المضايقات والاضطهادات التي يمارسها البعض ضد المؤمنين الجدد.
2. مرحلة الموعوظين وتلقين المبادئ المسيحية
غير المؤمنين الذين وهبهم الله نعمة الإيمان بالمسيح بواسطة الكنيسة، يتم قبولهم في مرحلة الموعوظين. في هذه المرحلة، يبدأ التثقيف الديني للحياة المسيحيّة، وشرح أصول الإيمان والعقيدة، وتعليم كيفية السلوك المسيحي، وممارسة الوصايا الإنجيليّة، ومشاركة شعب الله في الصلاة والعبادة. وفي الوقت المناسب، بعد نضوجهم في الإيمان ينالون نعمة العماد المقدّس.
بند 3 – في تكوين الجماعة المسيحيّة
1. تكوين الجماعة المسيحيّة
تتكوّن الجماعات المسيحيّة الأوليّة من المعمّدين الجدد، ومن هذه الجماعات تُؤسّس وتُنظّم الكنائس المحليّة الجديدة. علي هذه الجماعات والكنائس أن تسلك حسب الدعوة المسيحيّة، وتمتلئ بالروح المسيحي الرسولي، وتمارس أعمال المحبة وخدمات الرحمة، لتكون علامة لحضور الله في العالم. ويجب الاهتمام بأن تكون هذه الجماعات قادرة على تدبير احتياجاتها بنفسها، وعند اللزوم يجب مساعدتها، لكي تتعمّق وتتأصّل في الإيمان المسيحي، بواسطة تأسيس المدارس والجمعيات التقويّة والمؤسّسات الخيريّة.
2. إقامة اكليروس محلي
في الكنائس المحليّة الجديدة، يجب الاهتمام بالدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة، ومتابعة نمو هذه الدعوات، وتكوينها روحيًا ولاهوتيًا وثقافيًا، وذلك لإقامة اكليروس محلي لخدمة ورعاية هذه الكنائس الحديثة. عندما تحصل الكنيسة المحليّة على خدّامها في درجة الأساقفة والكهنة والشمامسة، تنال النظام الإيبارشي مع الإكليروس الخاصّ بها، وهذا يجعلها تتأصّل بجذور أقوى في مجتمعها البشري.
ترفع الكنيسة آيات الشكر لله علي نعمة الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة، التي وهبها الله للكثير من شباب وشابات الشعوب، التي اهتدت حديثًا إلى نور وخلاص المسيح.
3. تكوين معلمي الدين المسيحي
في بلاد الإرساليّات، من أجل مواصلة عمل التبشير، وإعلان كرازة الإنجيل للجماهير الغفيرة، وتقديم الخدمات الرعائيّة المختلفة، يجب الاهتمام بتكوين وتثقيف معلمي الدين المسيحي، حتّى يمتلئوا بالروح والتقوى الرسوليّة، ويتشبّعوا بالغيرة والحماس للخدمة في حقل الرب. مهمّة معلّمي الدين المسيحي ذات أهمية كبرى، ورسالتهم ضروريّة لنشر الإيمان وتقوية الكنيسة، فهم يقومون بتعليم أصول الإيمان، ويشرحون مبادئ العقيدة وقصص الكتاب المقدس، بين الجماعات المؤمنة وغير المؤمنة، كما يقودون اجتماعات الصلاة، ويعاونون الكهنة في تأدية الأنشطة والخدمات الرعويّة.
4. تنمية الحياة الرهبانيّة
يجب تنمية الحياة الرهبانيّة التأمّليّة والعاملة في الكنائس المستجدّة، لأن الحياة الرهبانيّة، من خلال التكريس الكامل لله، تعبّر عن جوهر الدعوة المسيحيّة، كما تقدّم خدمات جليلة ولازمة للنشاط الإرسالي، حيث تؤدّي بكل كفاءة مختلف الأعمال والخدمات الرعويّة.
الفصل الثالث: الكنائس المستجدّة
1. تقدّم الكنائس الناشئة
جماعة المؤمنين بالكنائس الناشئة، عليها أن تتأصّل في حياة المجتمع المحيط بها، وتتكيّف مع الثقافة المحليّة، حتّى تتمتّع بالاستقرار والثبات، ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون لها كهنتها ورهبانها ومؤمنيها العلمانيّين المؤهّلين جيدًا للمساعدة في هذا الشأن. لذلك يجب تزويد الكنائس المستجدّة بالخدمات الأساسيّة والمؤسّسات الضروريّة لقيادة المؤمنين، والعمل على نموّهم وتقدّمهم الروحي. وتحت رعاية أسقف كل كنيسة، تنتظم وتتقدّم حياة شعب الله في الكنائس المستجدّة، في جميع مجالات الحياة المسيحيّة، وخاصّة في الإيمان والمحبة والصلاة.
شركة الكنائس المستجدّة مع الكنيسة الجامعة هي شركة حياة وثيقة وعميقة، وعلى هذه الكنائس الارتباط والمشاركة بكل الخدمات والأنشطة التي تقوم بها الكنيسة على المستوى العالمي. وعلى النشاط الإرسالي للكنيسة الجامعة أن يوفّر المساعدات الضروريّة لهذه الكنائس، خاصّة عندما تشكو النقص الشديد في عدد الكهنة والخدام، والاحتياج للموارد الماديّة.
2. الكنائس الخاصّة ونشاطها الإرسالي
تشترك الكنائس المستجدّة مع الكنيسة الجامعة في طبيعة الكنيسة الإرساليّة، لذلك يجب أن تعرف كل كنيسة، مهما كانت حداثتها وظروفها، بأنّها كنيسة مُرسَلة للتبشير بين غير المؤمنين، الذين يعيشون في محيطها. في هذا الصدد، ينبغي الاهتمام بخدمة الكلمة، حتّى يصل إنجيل المسيح إلى مسامع الجميع، وعلى الأسقف والكهنة والخدّام ومعلمي الدين المسيحي أن تشتعل قلوبهم بالحماس، وتمتلئ نفوسهم بالغيرة الرسوليّة، للقيام بالتبشير والكرازة بالإنجيل بين غير المؤمنين الساكنين حولهم، أو في المناطق المهجورة القريبة منهم. لكي يكون النشاط الإرسالي مثمرًا وناجحًا، يجب مراعاة الاهتمام بالتكوين الروحي الجيّد، والإعداد الرسولي المناسب للخدّام، والعمل وازدهار الغيرة الرسوليّة لدى كل المؤمنين، وتعاون الكنائس والإيبارشيات المختلفة في النشاط الإرسالي، بحيث تكمّل كل كنيسة ما ينقص في الكنيسة الأخرى.
3. تعزيز رسالة العلمانيّين
يعمل الحضور الفعّال للمؤمنين العلمانيّين، ومشاركتهم الحيويّة في خدمات وأنشطة الكنيسة، على تجذير الكنيسة في المكان، وتأصيل كلمة الإنجيل في حياة وطبائع الشعب، لذلك على خدّام الكنيسة أن يقدّروا رسالة العلمانيّين، كما يجب الحرص على إعدادهم الديني الجيّد، حتّى يستطيعوا القيام برسالتهم بطريقة مثمرة.
ينتمي المؤمنون العلمانيّون إلى الكنيسة والمجتمع المدني، ويرتبطون بعلاقات واتّصالات متنوّعة مع هذا المجتمع، بواسطة عائلاتهم وأعمالهم المهنيّة، ومن خلال ذلك، يقدّمون شهادة حيّة لإيمانهم بالمسيح ولسلوكهم المسيحي، وبهذا يعلنون رسالة الإنجيل، وينشرون المبادئ المسيحيّة لكل مَن يتعامل معهم.
4. التنوّع في الوحدة
على الكنائس المستجدّة أن تتأصّل في المسيح، وتتأسّس علي أساس الرسل، وتتبادل مع الكنيسة الجامعة تعاليم الإيمان والعقيدة، وشروحات وتفاسير الكتاب المقدس، وثروة التقليد الكنسي. وعليها أن تستخلص من عادات وتقاليد شعوبها وحكمتها وعلومها وفنونها ونظامها، كل ما يتّفق مع تعاليم الإيمان، وكل ما من شأنه أن يساهم في تمجيد الخالق، وتنظيم الحياة المسيحيّة. بهذه الطريقة، تنال الكنائس المستجدّة مكانتها الخاصّة في الكنيسة الجامعة، وهي مزدانة بتقاليدها وعاداتها الطيبة، وتتلاءم وتندمج صفاتها الخاصّة والمميّزة، المستنيرة بضوء الإنجيل، في الوحدة الكاثوليكيّة.
الفصل الرابع: المرسلون
1. الدعوة للكرازة
علاوة على أن مسئوليّة نشر الإيمان تقع على عاتق جميع المؤمنين، فالمسيح مازال يدعو، على مثال دعوة تلاميذه، مَن يريد أن يُرسلهم لكرازة وبشارة الأمم، ويبث في قلوبهم الدعوة الإرساليّة، فيلبّون نداء الدعوة، ويكرّسون حياتهم للتبشير بالإنجيل، وتدعو الكنيسة مثل هؤلاء بالمرسلين.
رسالة المرسل شاقة ومتعبة، تتطلّب الاستعداد الروحي والأدبي، لذلك فخدمة التبشير لا يجب أن تكون عملاً فرديًا بل جماعيًا، وقد قامت الكنيسة، منذ القدم، بتوحيد جهود الأفراد في مؤسّسات رهبانيّة وجمعيات تقويّة، تتعاون فيما بينها، وتأخذ على عاتقها، كواجب خاصّ، مهمّة البشارة والكرازة، لتقوم به على أفضل وجه.
مَن يدعوهم المسيح للعمل الإرسالي، من كهنة ورهبان وعلمانيّين، من داخل الوطن أو خارجه، يتّسمون بدعوة خاصّة كخدّام للإنجيل، فهم يلبّون نداء الرب، ويطيعون رؤساءهم الدينيّين، ولديهم الاستعداد الدائم للذهاب إلى أي مكان في العالم، للقيام بخدمتهم ورسالتهم.
2. روحانيّة الكرازة
على المؤمن المدعو من المسيح لخدمة الرسالة، أن يلبّي نداء الدعوة، وبمعونة الروح القدس وبقوة منه، يكرّس حياته لخدمة الإنجيل، وعليه أن ينكر نفسه، ويتخلّى عن ذاته وكل ما له، ويجعل نفسه خادمًا للرب وكنيسته وشعبه.
علي المرسل أن يقتفي آثار معلمه الإلهي الوديع والمتواضع القلب، وأن تصاحب شهادته وكرازته حياة إنجيليّة حقيقيّة، وسلوك روحي متّزن، وأن يعلن بكل ثقة وحماس وجرأة سر المسيح بين الناس، ولا يخجل من شك الصليب، ولا يتراجع للوراء مهما كانت الصعوبات والمضايق. أيضًا، علي المرسل أن يكون رجل صلاة وتأمّل وصوم وتقشّف، وممتلئ بروح المحبة والإيمان والتواضع والتضحيّة، حتّى يستطيع أن يقدّم بحياته وسلوكه صورة حقيقيّة لتلميذ الرب وحياة الإيمان.
3. التكوين الروحي والأخلاقي
يجب الاهتمام بإعداد مرسل المستقبل، وتكوينه روحيًا وأخلاقيًا وعلميًا وثقافيًا، حتى يكون مستعدًا لتأدية خدمته، ومثابرًا على إتمام عمله، وثابتًا في الشدائد، ومتحمّلاً بكل صبر وشجاعة في رسالته ما يتعرّض له من فشل ومضايق وعزلة. يُضاف لهذا التكوين، الاستعداد الشخصي للتكيّف مع عادات وتقاليد مجتمع الرسالة، والتعاون المتبادل مع بقيّة المرسلين، ونموه روحيًا في حب الله والقريب بممارسة واجباته الروحيّة اليوميّة.
4. التكوين العقائدي والرسولي
يشمل التكوين الديني والرسولي للمرسل، دراسة عميقة لمعرفة كلمة الله في الكتاب المقدس، ودراسة دينيّة عقائديّة لمعرفة جامعيّة سر خلاص الكنيسة، والتعاليم المسيحيّة اللاهوتيّة، ومعرفة عامّة لتنوّع ثقافة الأمم والشعوب، تشمل دراسة تراثها من أديان ولغات وتاريخ ونظم اجتماعيّة وآداب وعادات وتقاليد.
بجانب هذا، يدرس المرسل اللاهوت الإرسالي، وتاريخ الإرساليّات والتعليم الكنسي الخاصّ بالإرساليّات، ويصاحب هذه الدراسات التدريب العملي لاكتساب الخبرة، ومعرفة أساليب وطرق الخدمة الرعويّة، وحُسن استعمال وسائل الاتّصال الاجتماعي. ومن المستحسن أن يكون هذا التكوين لدى مؤسّسات أو جامعات متخصّصة في الدراسات الإرساليّة، حيث تتوفّر إمكانيّة الدراسة والبحث العلمي والتلمذة على أيدي الخبراء وأساتذة العلم والتخصّص.
5. المؤسّسات العاملة في الإرساليّات
بما أنّه لا يمكن للأشخاص تتميم العمل الإرسالي بمفردهم، لذلك، تحت رعاية السلطة الكنسيّة، تأسّست المؤسّسات والجمعيّات الرهبانيّة الإرساليّة. تضمّ هذه المؤسّسات المرسلين، وتعمل علي تكوينهم وإعدادهم الجيّد للخدمة الرسوليّة. بعض هذه المؤسّسات تكرّس كليًّا، أو جزئيًا، لخدمة النشاط الإرسالي، وتخصّص البعض منها للكرازة في مناطق معيّنة، وخدمة ورعاية شعوب خاصّة. قامت هذه المؤسّسات والجمعيّات الرهبانيّة الإرساليّة بأعمال رسوليّة جليلة، وأسّست بعرق ودماء أعضائها الكنائس المحليّة في أماكن عديدة من العالم، ومازال عمل هذه المؤسّسات وهذه الجمعيّات يشكّل ضرورة ملحّة للكنيسة في أيامنا الحاليّة.