اللقاء المرتقب حول حماية القاصرين خطوة هامة في مسيرة بدأت منذ فترة وستستمر
19 فبراير 2019
يُنتظر بترقب كبير اللقاء الذي دعا إليه البابا فرنسيس مجالس الأساقفة لمناقشة حماية القاصرين في الكنيسة، لقاء هام لكنه ليس بداية مواجهة الكنيسة لهذه الآفة.
يتواصل الاهتمام والاستعدادات للّقاء الذي سيبدأ في الفاتيكان الخميس 21 فبراير-شباط الجاري ويستمر حتى 24 من الشهر حول حماية القاصرين في الكنيسة، والذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس رؤساء مجالس الأساقفة من العالم بأسره، وهو أول لقاء عالمي يجمع رؤساء مجالس الأساقفة وأيضا مسؤولي الجمعيات الرهبانية لمناقشة هذا الموضوع بنظرة إنجيلية. وقد شدد الكرسي الرسولي على أننا نتحدث عن لقاء كنسي بين رعاة، وعلى الطابع المجمعي لهذا اللقاء، وأيضا على أهمية الإصغاء إلى ضحايا التعديات لما لهذا الأمر من أهمية لزيادة الوعي، وهو أحد أهداف اللقاء إلى جانب تطوير قواعد وإجراءات جديدة وتقاسُم التطبيقات الجيدة وغيرها من أهداف.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء ورغم تميزه وأهميته ليس الخطوة الأولى من قِبل الكرسي الرسولي أو مجالس الأساقفة لمحاربة هذه الآفة، بل يشكل مرحلة في مسيرة بدأتها الكنيسة الكاثوليكية منذ أكثر من 30 سنة في دول مثل كندا والولايات المتحدة، ايرلندا واستراليا ومنذ حوالي 10 سنوات في أوروبا، وهي مسيرة ستستمر عقب اللقاء المرتقب. كان قد بدأ في الفاتيكان من جهة أخرى وقبل 18 عاما تجديد القوانين الخاصة بحالات التعديات على القاصرين من قِبل الإكليروس، هذا إلى جانب أفعال ووثائق وأحاديث مختلفة للبابوات حول هذا الموضوع. وفيما يتعلق بالقوانين يجب التذكير بأن الكرسي الرسولي منذ بداية الألفية، وذلك في المقام الأول بفضل الكاردينال راتزنغر الذي انتُخب بعد ذلك البابا بندكتس السادس عشر، قد بدأ ويواصل تحديث العقوبات والإجراءات والصلاحيات. وفي عام 2001 وفي الإرادة الرسولية SACRAMENTORUM SANCTITATIS TUTELA أدرج البابا يوحنا بولس الثاني التعديات الجنسية ضمن الجرائم الخطيرة والمكلَّف بالتعامل معها مجمع عقيدة الإيمان. وفي عام 2010 خلال حبرية البابا الفخري بندكتس السادس عشر صدرت عن مجمع عقيدة الإيمان القواعد الجديدة الخاصة بالجرائم الخطيرة. وإلى عام 2013 تعود أولى الخطوات الهامة في حبرية البابا فرنسيس لمحاربة التعديات، أي تأسيس اللجنة الحبرية لحماية القصرين والتي أثمر عملها على سبيل المثال عن وضع خطوط توجيهية رئيسية وتنظيم دورات للأساقفة حول القواعد الجديدة وتنظيم يوم للصلاة من أجل ضحايا التعديات. هذا وقد أصدر البابا فرنسيس في يونيو-حزيران 2016 الإرادة الرسولية “كأُم مُحبة” لتسليط الضوء على التزام الكنيسة بحماية القاصرين، وتضمنت هذه الوثيقة بدورها تحديث القواعد والإجراءات وتوقفت أيضا عند موضوع محاسبة الأساقفة في حال التقاعس. تجدر الإشارة من جهة أخرى إلى دعم البابا فرنسيس للمؤتمر الدولي “كرامة الطفل في العالم الرقمي” الذي نظمته جامعة غريغوريانا الحبرية وذلك للتشديد على أن التزام الكنيسة بحماية القاصرين يتحرك في إطار نظرة لا تقتصر على الكنيسة بل تشمل المجتمع بكامله. ومن الوثائق الهامة للبابا فرنسيس حول هذا الموضوع الرسالة إلى شعب الله في أغسطس- آب 2018 والتي ربط فيها الأب الأقدس بين التعديات الجنسية وسوء استخدام السلطة وانتهاك الضمير.
نقلا عن الفاتيكان نيوز