الله يبحث عن الإنسان الخاطئ – القدّيس أمبروسيوس

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
شرح لإنجيل القدّيس لوقا
الله يبحث عن الإنسان الخاطئ
بما أنّ ضعف الإنسان يجعله عاجزًا عن السير بثبات في هذا العالم المنزلق، يصف الطبيب البارع العلاج ضد الخطيئة، كما لا يرفض القاضي الرحوم الأمل في الغفران. لم يعرض القدّيس لوقا ثلاثة أمثال متتالية بدون سبب؛ الخروف الذي ضلّ الطريق والذي وُجد، والدرهم الضائع الذي عُثر عليه، والابن الذي مات وعاد إلى الحياة. تكلّم عن هذا العلاج الثلاثي كي يلزمنا بشفاء جروحنا. الخروف الضال أعاده الراعي الصالح والدرهم الضائع وُجد، والابن الذي ترك كنف العائلة رجع إلى أبيه نادمًا.
فلنفرح إذًا لأنّ هذا الخروف الذي ضلّ الطريق في آدم قد افتُدِي في المسيح. أكتاف المسيح هي ذراعيّ الصليب؛ هذا هو المكان الذي وضعت فيه خطاياي، وفي هذا المكان وجدت سلامي. هذا الخروف فريد في طبيعته، ولكن ليس في أشخاصه، لأنّنا جميعًا نُشكّل جسدًا واحدًا، رغم أنّنا أعضاء متعدّدة. لذا كُتِب: “فأَنتُم جَسَدُ المَسيح وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنه” (1كور12: 27). “لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه” (لو19: 10)، وهذا يعني جميع الناس لأنّه “كما يَموتُ جَميعُ النَّاسِ في آدم فكذلك سَيُحيَونَ جَميعًا في المسيح” (1كور15: 22)…
وليس غريبًا أن تفرح تلك المرأة لأنّها وجدت درهمها الضائع، إذ ليس بالأمر البسيط أن يحمل الدرهم صورة الأمير. وبالطريقة نفسها، فإنّ صورة المَلِك هي مِلْك الكنيسة. نحن الخراف، فلنسأل الربّ أن يوردنا إلى مياه الراحة (مز23[22]: 2). نحن الخراف، فلنسأل الربّ أن يعطينا مراع خصيبة. نحن الدرهم، فلنسأل الربّ أن نحافظ على قيمتنا. نحن الأبناء، فلنركض إلى حضن الآب.