•التسامح هو احترام اختلافات الآخر، وبالتالي، حريته.
ولابدّ من تمييز ثلاثة أنماط من التسامح:
– احتمال عيوب الآخرين، وطباعهم وأسلوبهم في صنع الأشياء على نحو مختلف.
– تجاه الغرباء: التحاشي عن تضخيم ما قد يمثلونه من تهديد.
– تجاه القناعات: ضمن الأمة الواحدة: تقبّل الاختلافات الثقافية والسلوكية والسياسية والدينية.
•التسامح يعني الامتناع عن ممارسة العنف تجاه القريب، وفي الحياة اليومية، يحسن تبنّي هذه القاعدة البسيطة: التسامح الأقصى تجاه الآخرين ! وعدم التسامح تجاه الذات.
وعندما يتعين التدخل فلابد من فعل ذلك باعتدال ورقة ومحبة.
أننا جميعاً مخلوقون بالوهن والأخطاء، فلنتبادل الصفح عن حماقاتنا تلك هي سُنة الحياة الأولى.
كان غاندي رسول التسامح، يقول إن الإنسان لا يرى سوى جزء من الحقيقة، ومن زوايا مختلفة. غير أن قضية الحقيقة المطلقة تظل مطروحة. الرب يسوع قال لبيلاطس: “أنا الحقيقة”، وبيلاطس أجاب “وما هي الحقيقة”؟
ولم يُجب يسوع على هذا السؤال بأقوال، بل بتقدمة حياته: “الحقيقة هي حب الله وحب القريب كالذات”.
علينا الانطلاق من هذه الحقيقة المطلقة، والإمعان في البحث، من أجل تعميقها. وعندما نتأكّد من حبنا، سوف نعيش التسامح.
إن الكمال الذي يتطلبه الرب يسوع من أتباعه في إبداء الرحمة والمسامحة: “كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم” (لو 6: 36) هذا شرط أساسي لدخول ملكوت السماوات (متى 5:7) (متى 9: 13،12 :7)
هذا الحنان والتسامح يجب أن يجعلني أنا، أسوة بالسامرى الصالح (لو 10: 30-37) قريباً من الشخص البائس الذي تجمعني به الصدف، رحيماً متسامحاً بمن يكون قد أساء إليّ (متى18: 23-35)، لأن الله قد منحني رحمة وسامحني (متى 18: 32-33).
وهكذا سوف ندان بقدر الرحمة والتسامح الذي نكون أظهرناه لشخص يسوع ذاته، ولو على غير علم منا (متى 25: 31-46).
يجب على كل مسيحي أن يبدي المحبة والعطف والتسامح (فيلبي 2: 1) وأن يكون قلبه عامراً بالشفقة (أفسس4: 32) (1بطر 3: 8) ولا يجوز له أن يغلق أحشاءه لأخ يقع في عوز أو خطأ، لأن محبة الله لا تستقر إلا فيمن يمارسون الرحمة والتسامح(1 يو3: 17).
وطنى