stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

النظر إلى الآخرين كأخوة وأخوات من أجل إنقاذ أنفسنا والعالم

561views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

6 أكتوبر 2020

ما تقدمه لنا وللعالم الرسالة الجديدة للبابا فرنسيس Fratelli tutti، هذا محور مقال لمدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي.

حول الرسالة العامة الجديدة للبابا فرنسيس Fratelli tutti حول الأخوّة والصداقة الاجتماعية كتب مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي مقالا افتتاحيا قال في بدايته: بينما تحاصرنا “ظلال عالم مغلق” هناك مَن لا يستسلم أمام تقدم الظلام، ويواصل الحلم والرجاء والعمل من أجل تأسيس أخوّة وصداقة اجتماعية. لقد بدأت بالفعل الحرب العالمية الثالثة المجزأة، ويبدو أن منطق السوق القائم على الربح له الغلبة على السياسة الجيدة، وتبدو السيادة لثقافة الإقصاء، ولا يتم الإصغاء إلى صرخة الشعوب والجوع، ولكن هناك مَن يرشد إلى درب محددة لبناء عالم مختلف وأكثر إنسانية.

ثم عاد السيد تورنييلي إلى الماضي، إلى خمس سنوات مضت، مذكرا بالرسالة العامة “كن مسبَّحاً” والتي تطرق فيها البابا فرنسيس إلى الترابط بين الأزمات البيئية والاجتماعية، الحروب، الهجرة والفقر. وتابع مدير التحرير أن الأب الأقدس قد أشار إلى هدف يجب تحقيقه، أي نظام اقتصادي واجتماعي أكثر عدلا يحترم الخليقة ويضع في مركزه الإنسان حارس الأرض، لا المال المؤلَّه. وها هو البابا فرنسيس يوضح اليوم في الرسالة العامة الجديدة الطريق لبلوغ هذا الهدف، اعتبار أنفسنا أخوة وأخوات، وذلك لأننا أبناء نحرس أحدنا الآخر حيث جميعنا على المركب ذاته، وهو ما أوضحه بشكل أكبر الوباء الحالي. وواصل السيد تورنييلي أن هذه هي الطريق لعدم الاستسلام أمام نزعات بناء جدران جديدة والعزلة، الطريق من أجل النظر إلى أيقونة الراعي الصالح. وشدد مدير التحرير في هذا السياق على أن الطريق التي يدلنا عليها البابا فرنسيس تنطلق من رسالة يسوع، فكل مسيحي هو مدعو إلى التعرف “على المسيح في كلّ إنسان، كي نراه مصلوبًا في معاناة المتروكين والمنسيين في هذا العالم وقائمًا في كلّ أخ يقوم من جديد”. إلا أن رسالة الصداقة هذه يمكن الإصغاء إليها وفهمها وتقاسمها أيضا من قِبل مؤمني ديانات أخرى، ومن الكثير من الرجال والنساء غير المؤمنين، تابع السيد تورنييلي.

وواصل المقال متحدثا عن الرسالة العامة الجديدة كملخص للتعليم الاجتماعي للبابا فرنسيس، حيث تجمع الأفكار التي طرحها الأب الأقدس في كلماته ورسائله خلال حبريته حتى الآن. وتابع السيد تورنييلي أن وثيقة “الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، التي وقعها قداسة البابا مع الإمام الأكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب في أبو ظبي في شباط فبراير 2019، تشكل نقطة انطلاق للرسالة العامة الجديدة، حيث جدد البابا في تلك الوثيقة الدعوة إلى تبني الحوار كطريق والتعاون كتصرف والمعرفة المتبادلة كمنهج ومعيار. وتابع مدير التحرير في الدائرة الفاتيكانية للاتصالات أن الوثيقة الجديدة لا ترتبط فقط بالحوار بين الأديان بل لديها ما تقدمه لكل واحد منا، وتتضمن صفحات منيرة فيما يتعلق بالالتزام الاجتماعي والسياسي. وتابع مشيرا إلى أن أسقف روما هو مَن يطلق اليوم مشروع سياسة جديدة، سياسة قادرة على استعادة دورها بعد أن تمحورت لفترة طويلة على المالية ووهم الأسواق القادرة على توفير الرخاء للجميع بدون حاجة إلى إدارتها. وذكَّر تورنييلي بتخصيص البابا فصلا كاملا للعمل السياسي كخدمة وشهادة محبة تغذيها مبادئ عظيمة وتخطط للغد انطلاقا لا من كسب الأصوات بل من الخير العام، وخاصة من مستقبل الأجيال الجديدة. وبينما تتوجه دول كثيرة إلى الانغلاق يدعو البابا فرنسيس إلى عدم فقدان الثقة في المنظمات الدولية وإن كانت تحتاج إلى إصلاحات كي لا تكون الكلمة للدول الأكثر قوة فقط.

وفي ختام مقاله حول الرسالة العامة الجديدة للبابا فرنسيس Fratelli tutti توقف أندريا تورنييلي مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية عند ما وصفها ببعض الصفحات القوية في الرسالة العامة الجديدة، مثل تلك التي تدين الحرب وترفض عقوبة الإعدام. وأشار إلى حديث الأب الأقدس عن صعوبة القبول بالمعايير الوطنية التي تشكلت عبر القرون والتي تبرر الحروب، كما لا يمكن تبرير عقوبة الإعدام والتي يجب إلغاؤها في العالم بأسره. ثم ختم مدير التحرير بكلمات البابا فرنسيس في الرسالة العامة الجديدة: “إنّ الشعور بالانتماء إلى الإنسانيّة نفسها يَضعف في عالم اليوم، في حين أنّ حلم بناء العدل والسلام معًا يبدو كأنه يوتوبيا من عصور أخرى”. وأضاف تورنييلي: لكن هناك حاجة إلى العودة مجددا إلى الحلم، وإلى أن نحقق معا هذا الحلم قبل فوات الأوان.