stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

برتلماوس الأول يتحدث عن الكنيسة كمستشفى للأجساد والنفوس

476views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

 5 يوليو 2020

في رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس لمناسبة عيد القديسَين بطرس وبولس تحدث بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول عن الشفاء والمداواة، مشددا على كون الكنيسة مستشفى للأجساد والنفوس انطلاقا من الإيمان والفضائل المسيحية.

لم يتمكن بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول هذا العام، بسبب وباء فيروس كورونا، من إرسال الوفد الذي يعتاد إرساله للمشاركة في الاحتفال في روما بعيد القديسَين بطرس وبولس، والذي ترأسه قداسة البابا فرنسيس في بازيليك القديس بطرس في 29 حزيران يونيو المنصرم. ووجه البطريرك المسكوني رسالة إلى قداسة البابا بدأها، وذلك حسب الترجمة التي نشرتها جريدة أوسيرفاتوري رومانو، بالتهنئة لمناسبة عيد القديسَين مذكرا بأنهما أعلنا بفرح إنجيل الخلاص الإلهي ومنحا حياتهما شهادة في روما. وتابع أن الوباء قد حال هذا العام دون إرسال وفد رسمي من البطريركية إلى روما، وأكد برتلماوس الأول المشاركة بفرح في الاحتفال عن بعد، كما وأكد لقداسة البابا فرنسيس الصلاة والعمل من أجل تقدم الحوار اللاهوتي بين الكنيستين ومن أجل السير نحو الوحدة. وأضاف البطريرك المسكوني أن هذه المسيرة تزداد ثراءً بالمبادرات والإعلانات المشتركة أمام التحديات المعاصرة الكبيرة. وتحدث هنا عن مقاربة مشتركة مع هذه المشاكل تقوم على صخرة الإيمان والفضائل المسيحية الأساسية، المحبة والعدالة.

وفي حديثه عن وباء فيروس كورونا أشار البطريرك المسكوني إلى التأثر بمعاناة الكثير من البشر، وأيضا بروح التضحية وبطولة الأطباء والممرضين. وأضاف أننا نسمع صرخات المرضى وعائلاتهم ونشعر بقلق العاطلين عن العمل ومَن يواجهون مصاعب بسبب التبعات الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الحالية. وأمام هذا الوضع الأليم، تابع برتلماوس الأول، فإن الكنيسة مدعوة إلى أن تقدم شهادتها بالكلمات وبالأفعال، وذكَّر في هذا السياق بما يتضمن العهد الجديد من قصص كثيرة لشفاء المرضى، شفاء يرتبط بكمال الحياة وخلاص البشر، مذكرا أيضا بأن المسيح الذي يداوي النفس والجسد هو “الذي أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا” (راجع متى 8، 17). وواصل بطريرك القسطنطينية أن الخطيئة في لغة اللاهوت توصف بأنها مرض، ويتم استخدام المصطلحات الطبية لوصف التصاق الإنسان بالكنيسة وتجدده فيها، ووصف الكنيسة بالتالي بالممرضة، وبمستشفى للنفوس والأجساد. وأضاف أن العلاج والشفاء بالنسبة لنا كمسيحيين هما استباق للانتصار النهائي للحياة على الفساد، وإلغاء الموت، وليس من الصدفة أن الكنيسة تعتبر إسهام الطبيب واجبا مقدسا وتشدد على علاقة الثقة بين الطبيب والمريض نابذة بشكل مطلق اعتبار المريض كيانا غير شخصي، “حالة”.

وبهذه الروح ذاتها تتعامل الكنيسة مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، حسب ما ذكر البطريرك المسكوني، وذلك بتسليط الضوء على الجوانب السلبية للنموذج السائد للنشاط المالي والتنمية والذي يركز على الربح. وقال في هذا السياق إنه في حال ظلت الغلبة لهذا المبدأ خلال مرحلة مواجهة التبعات الاقتصادية للوباء فستدخل البشرية في مأزق لا سابقة له. وشدد في حديثه على أن المستقبل لا يمكن أن يكون لمثل هذا النموذج الاقتصادي ولإنتاج المال من خلال المال مع تجاهل الاقتصاد الواقعي، بل المستقبل هو لاقتصاد مستدام يقوم على مبادئ العدالة الاجتماعية والتضامن. ليس الحل في الامتلاك أو الحصول على المزيد، بل في أن نكون، الذي يفرض دائما أن نكون معا حسب ما قال البطريرك برتلماوس الأول مذكرا بأن الكنيسة تؤكد أولية العلاقات على الكسب.

وفي ختام الرسالة التي وجهها بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول إلى قداسة البابا فرنسيس لمناسبة الاحتفال بعيد القديسَين بطرس وبولس، وذلك مع عدم تمكن البطريركية بسبب وباء فيروس كورونا من إرسال الوفد التقليدي الذي يشارك سنويا في روما في هذا الاحتفال، أكد مشاعر الأخوة، ثم أعرب عن الرجاء في تجاوز سريع للأزمات التي سبَّبها وباء فيروس كورونا وذلك لحياة الكنيسة أيضا. أكد من جهة أخرى فرحه للاحتفال بهذا العيد، وصلاته إلى الله طالبا وبشفاعة القديسَين بطرس وبولس أن يهب البابا فرنسيس، الذي وصفه البطريرك بالأخ الحبيب، صحة جيدة وعمرا طويلا والبركة لصالح الوحدة من أجل كمال الكنيسة والشهادة المسيحية في العالم، ومن أجل البشرية بكاملها.