بطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك
نبذة تاريخية:
يرجع أصل الكرسي الإسكندري، حسب التقليد، إلى القديس مرقس الإنجيلي. وقد قامت بطريركية الإسكندرية بدور هام في الكنيسة الجامعة، خلال القرون الخمسة الأولى من بداية العصر المسيحي، بفضل علمائها وفلاسفتها: بانتينُس واكليمندُس الإسكندري، وأوريجانُس، وديونيسيوس، وديديمُس. ويفضل بطاركتها ولاهوتييها العظماء، أمثال الكسندرُس وأثناسيوس وتاوفيلُس وكيرلس. وفي أحضانها نشأت الرهبنة المسيحية، مع مؤسسيها الكبار القديسين أنطونيوس وباخوميوس ومكاريوس. ولذلك استحقت أن تكون الكرسي الثاني بعد كرسي روما بقرار مجمع نيقيا (عام 325).
في عام 451، على أثر مجمع خلقيدونية، انفصلت كنيسة الإسكندرية عن الكنيسة الجامعة، عندما رفض البطريرك ديوسقورس تعليم المجمع عن طبيعة السيد المسيح. وإنما بقي كثيرون مرتبطين بكنيسة روما، ودعوا أنفسهم ملكيين، أي يتبعون الملك، الذي يحمي قرارات مجمع خلقيدونية، ثم حملوا بعد ذلك اسم “كاثوليك”، وكان للسياسة دور كبير في هذه الأحداث، كما في الفترات التالية.
بعد المجمع، كان بطريرك الإسكندرية أحيانًا أرثوذكسيًا، وأحيانًا كاثوليكيًا، وأحيانًا كان هناك بطريركان. وكثيرًا ما كان البطريرك الكاثوليكي بيزنطيًا. وكان آخرهم مرقس الثاني في بدء القرن الثالث عشر، وأراد أن يلغي الطقس الإسكندري ويستبدله بالطقس البيزنطي، وعارضه الكاثوليك في ذلك. فسافر إلى القسطنطينية وبقي بها حتى نهاية حياته. احتفظ الكاثوليك بالطقس الإسكندري، وتغلبت فيه اللغة القبطية على اليونانية، وبعد ذلك اللغة العربية. وكان الكهنة الكاثوليك يحضرون من القدس إلى مصر في فترات مختلفة من السنة، للاحتفال بالأسرار المقدسة للمؤمنين المتمسكين بعقيدتهم الكاثوليكية.
قام كرسي روما الرسولي بمساع عديدة لتحقيق الوحدة. وكانت له مكاتبات عديدة مع البطاركة الأقباط الأرثوذكس. وتمت محاولة الوحدة الأولى في مجمع فلورانسا (عام 1443)، بتوقيع وثيقة الوحدة يوم 4 فبراير من نفس العام. وإنما لم يتم تنفيذها. وكانت المحاولة الثانية في مجمع ممفيس (القاهرة- عام 1582)، والمحاولة الثالثة (عام1814). ولكن كلها لم تأت بالنتيجة المرجوة. ولم يهمل كرسي روما الرسولي هذا القطيع الصغير الكاثوليكي بمصر. واهتم به الآباء الفرنسيسكان عندما استقروا بمصر في القرن الثامن عشر.
وفي عام 1741 عيّن قداسة البابا بنديكتوس الرابع عشر الأنبا أثناسيوس مطرانًا ونائبًا رسوليًا لأقباط مصر الكاثوليك. وتتابع النواب الرسوليون للكنيسة القبطية الكاثوليكية منذ هذا التاريخ. وفي (26 نوفمبر 1895)، أعاد قداسة البابا لاون الثالث عشر بطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، بقراره الرسولي “المسيح الرب”.
وتضمن القرار تعيين الأنبا كيرلس مقار مديرًا رسوليًا لطائفة الأقباط الكاثوليك، وإنشاء ثلاث إيبارشيات: الإيبارشية البطريركية، وتشمل الوجه البحري بأكمله (الإسكندرية والدلتا والقاهرة) ومقرها القاهرة- وإيبارشية هرموبوليس (المنيا) وإيبارشية طيبة (طهطا). وفي (19 يونيو 1899)، عين الأنبا كيرلس مقار بطريركًا على الكرسي الإسكندري. ومن (1908 حتى 1947). تولى إدارة البطريركية بالتتابع مديران رسوليان: الأنبا مكسيموس صدفاوي، والأنبا مرقس خزام، الذي عيّن بطريركًا في (9 أغسطس 1947)، وتم تجليسه في (7 مارس 1948). ولما زاد عدد المؤمنين، وخصوصًا في الوجه القبلي، تم تقسيم إيبارشية طيبة، وإنشاء إيبارشية أسيوط في (9 أغسطس 1947). وسيم الأنبا ألكسندروس إسكندر، أول مطران لها في (18 ديسمبر 1947).
وبعد وفاة غبطة البطريرك الأنبا مرقس الثاني في (2 فبراير 1958)، انتخب السينودس البطريركي للأقباط الكاثوليك مساعده الأنبا إسطفانوس الأول بطريركًا، وتم تجليسه في (29 يونيو 1958)، الذي أقيم كاردينالاً في الكنيسة الجامعة بتاريخ (22 فبراير 1965)، واتخذ مساعدًا له نيافة الأنبا يوحنا كابس. مديرًا رسوليًا للبطريركية. وفي (19 أبريل 1986) قدم الأنبا إسطفانوس الأول استقالته لدواعي السن والصحة. وانتخب السينودس البطريركي في (9 يونيو 1986) الأنبا أندراوس غطاس بطريركًا، وأخذ اسم الأنبا إسطفانوس الثاني. وتم تجليسه في (12 يوليو من نفس العام). وفي (8 أبريل 2006) قدّم استقالته بسبب السن والصحة. وانتخب السينودس البطريركي الأنبا أنطونيوس نجيب خلفًا له في (30 مارس 2006) وتم تجليسه في (أول مايو من نفس العام).
إن بطريركية الأقباط الكاثوليك تعدادها اليوم نحو 225 ألف مؤمن، موزعين على سبع إيبارشيات:
الإيبارشية البطريركية- الأنبا أنطونيوس نجيب (2006)، الأنبا يوحنا قلته (1986) والأنبا بطرس فهيم (2006).
إيبارشية المنيا- الأنبا إبراهيم اسحق (2002).
إيبارشية أسيوط- الأنبا كيرلس وليم (1990).
إيبارشية سوهاج – الأنبا يوسف أبو الخير (2003).
إيبارشية الأقصر- الأنبا يوأنس زكريا (1993).
إيبارشية الإسماعيلية- الأنبا مكاريوس توفيق (1994).
إيبارشية الجيزة وبني سويف والفيوم- الأنبا أنطونيوس عزيز (2003).
ويقوم بالرسالة الرعائية في هذه الإيبارشيات أكثر من 175 كاهنًا إيبارشيًا، إلى جانب 80 كاهنًا من الآباء الفرنسيسكان، وغيرهم من الرهبانيات المختلفة.
تم التحديث فى ( الاثنين, 17 أغسطس 2009 16:57 )