stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

بطريركية الاسكندرية للأرمن الكاثوليك – صوت الراعي _تأمل بمناسبة عيد التجلّي ٦ اغسطس / آب

522views

صوتٌ يقول : ” هذا هو ابنيَ الحبيب الذي عَنهُ رضيت : وذاك الصوت قد سمعناه آتيًا من السماء، إذ كنّا معه على الجبل المقدّس ( بطرس الثانية ١ : ١٧ – ١٨)
فخاطبَ بُطرس يسوعَ وقال : ” يا ربّ، حسنٌ أن نكونَ هَهُنا ” ( متى ١٧ : ٤ ) .
بعد أن تعب بطرس من العيش وسط الجمع ، وجد الوحدة والراحة على الجبل ، حيث كانت نفسه تتغذّى من رؤية الربّ يسوع المسيح وتعاليمهِ .
لماذا يترك هذا المكان ليذهب إلى المتاعب والمشقّات، خاصّةً أنّه كان يكنّ للربّ حبًّا شديداً ومقدّسًا، وبوجوده مع يسوع كان يقدّس حياته ؟
كان يريد هذا الفرح له ، إلى حدّ أنّه أضاف قائلاً : ” إن شئتَ، نصبتُ ههنا ثلاث خيَم : واحدةً لك وواحدةً لموسى وواحدةً لإيليّا ” ( متى ١٧ : ٤) .
كان بطرس يرغب في وجود ثلاث خيم : لكنّ الجواب الآتي من السماء أظهر أنّه ليس لدينا إلّا خيمة ً واحدة وهي :
” كلمة الله ” وهذه الكلمة هو : ” الرّب يسوع المسيح “، كلمة الله في الشريعة ، كلمة الله في الأنبياء ، كلمة الله في الكتاب المُقدّس والضمير .
في اللحظة الّتي غمرت الغمامة الرُسُل ، وشكّلت خيمة واحدة فوقهم ، عندئذٍ خرج منها صوت .
ذاك الّذي كشفه الصوت هو ذاك الّذي تمجّد فيه الشريعة والأنبياء : ” هذا هو ابني الحبيب الّذي عَنهُ رضيت ، فله اسمعوا ” ( متى ١٧ : ٥ ) .
” فله اسمعوا ” : لأنّكم أصغيتم إليه في كتبِ الشريعةِ والأنبياء ، ولكن مع الآسف لم تسمعوه جيداً وكما يجب .
عند هذه الكلمات : ” سقط التلاميذ على الأرض ، وقد استولى عليهم خوفٌ شديد ” ( متى ١٧ : ٦ ) .
سقوط الرُسُل على الأرض ، رمزٌ إلى موتنا ، وبإرتفاعهم عن الأرض ، رمز لقيامة المسيح ربنا وقيامتنا .
لكن ، ما هي فائدة الشريعة بعد القيامة ؟
وما فائدة النبؤة ؟
لمّا تجلَّى يسوع ، للوقت اختفى إيليّا، واختفى موسى ، ولم يبقي إلاّ الكلمة : ” في البدء كان الكلمة ، والكلمةُ كان لدى الله ، والكلمةُ هو الله ” ( يوحنا ١ : ١) . بقي الكلمة كما يقول القديس بولس في رسالته الاولى إلى أَهْلِ قورنتس :
” ليكون اللهُ كُلَّ شَيْءٍ في كُلَّ شيء ” ( قورنتس الأولى ١٥ : ٢٨ ) .
يا بطرس ، اِنزلْ على عجل .
أخي المؤمن ، انزل على عجل .
لأنك تريد أن ترتاح على الجبل وتكون بعيداً عن العيش مع الآخرين ومساعدتهم وحلِّ مشاكلهم وحمل الصليب معهم .
إنزل يا بطرس ، وبطرس اليوم هو : أنت وأنا وكل إنسان ، لإنَّ الربّ نفسه يقول لكَ : ” اِنزل لتحمل الصليب معه وتتألّم وتخدم ، وتكون محتقَرًا ومصلوبًا في هذا العالم ، من أجلِ خلاص البشرية ” .
أشرق النور ليضئ العالم . نزلت الحياة ، والحياةُ نور الناس ، لتموت ،وتشرق في الظلمات . نزل الخبز ليتحمّل الجوع ، نزلت الدرب لتتعب على الطريق ، نزل الينبوع ليتحمّل العطش . نزل المسيح ليرتفع على الصليب وليمنحك الخلاص والحياة والسعادة والفرح .
نزل المسيح من أجلكَ وأنتَ ترفض أن تُحب وتساعد وتتألّم و …؟
لا تبحث عن مصلحتك . بل مارس المحبّة ، وأعلن الحقيقة . حينها ستصل إلى الخلود، إلى الفرح ، إلى السعادة الحقيقية ومعه ستجد السلام .

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

#المطران_كريكور_اوغسطينوس_كوسا