stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

668views

تاملك 29-8-2019

مز130

مِنَ الأَعْمَاقِ صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ. 2 يَا رَبُّ ، اسْمَعْ صَوْتِي. لا يمكن العثور على رسالة في هذه الصفحة .لَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي. 3 كُنْتكُ تْرَاقِبُ الآثَامَ يَارَبُّ ، يَا سَيِّدُ ، 4 لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ. 5 انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي ، وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ. 6 نَفْسَي تَنْتَظِرُ الرَّبَّ أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ. أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ. 7 ليرج إسرائيل الرب، لأن عند الرب الرحمة وعنده فدى كثير، 8 وهو يفدي إسرائيل من كل آثامه .

الكلمة
مرقس .6: 17-….

في ذَلِك الزَّمان: أَرْسَلَ هيرودس إِلى يوحَنَّا مَن أَمْسَكَه، وأَوثَقَه في السِّجْن، مِن أَجْلِ هيرودِيَّا، امَرأَةِ أَخيهِ فيلِبُّس، لأَنَّه تَزَوَّجَها.
فَكانَ يوحَنّا يَقولُ لِهيرودُس: «لا يَحِلُّ لَكَ أَن تَأخُذَ ٱمرَأَةَ أَخيك».
وَكانَت هيرودِيّا ناقِمَةً عَلَيهِ تُريدُ قَتلَهُ، فَلا تَستَطيع.
لِأَنَّ هيرودُسَ كانَ يَهابُ يوحَنّا لِعِلمِهِ أَنَّهُ رَجُلٌ بارٌّ قِدّيس. وَكانَ يَحميه. وَإِذا ٱستَمَعَ إِلَيهِ، وَقَعَ في حَيرَةٍ كَبيرَة، وَكانَ مَعَ ذَلِكَ يَسُرُّهُ ٱلإِصغاءُ إِلَيه.
وَجاءَ يَومٌ مُوافِق، إِذ أَقامَ هيرودُسُ في ذِكرى مَولِدِهِ مَأدُبَةً لِلأَشرافِ وَٱلقُوّادِ وَأَعيانِ ٱلجَليل.
فَدَخَلَتِ ٱبنَةُ هيرودِيّا هَذِهِ وَرَقَصَت، فَأَعجَبَت هيرودُسَ وَجُلَساءَهُ. فَقالَ ٱلمَلِكُ لِلفَتاة: «ٱطلُبي مِنّي ما شِئتِ، أُعطِكِ».
وَأَقسَمَ لَها: «لَأُعطِيَنَّكِ كُلَّ ما تَطلُبينَ مِنّي، وَلَو نِصفَ مَملَكَتي».
فَخَرَجَت وَسَأَلَت أُمَّها: «ماذا أَطلُب؟» فَقالَت: «رَأسَ يوحَنّا ٱلمَعمَدان».
فَدَخَلَت مُسرِعَةً إِلى ٱلمَلِك، وَطَلَبَت قائِلَة: «أُريدُ أَن تُعطِيَني في هَذِه ٱلسّاعَةِ عَلى طَبَقٍ رَأسَ يوحَنّا ٱلمَعمَدان».
فَٱغتَمَّ ٱلمَلِك، وَلَكِنَّهُ مِن أَجلِ أَيمانِهِ وَمُراعاةً لِجُلَسائِهِ، لَم يَشَأ أَن يَرُدَّ طَلَبَها.
فَأَرسَلَ ٱلمَلِكُ مِن وَقتِهِ حاجِبًا، وَأَمَرَهُ بِأَن يَأتِيَ بِرَأسِهِ. فَمَضى وَقَطَعَ رَأسَهُ في ٱلسِّجن.
وَأَتى بِرَأسِ يوحَنّا عَلى طَبَق، فَأَعطاهُ ٱلفَتاة، وَٱلفَتاةُ أَعطَتهُ أُمَّها.
وَبَلَغَ ٱلخَبَرُ تَلاميذَهُ، فَجاؤوا فَحمَلوا جُثَّتَهُ وَوَضَعوها في قَبر.

تأمل

«ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يوحَنَّا، جاءَ شاهِداً لِيَشهَدَ لِلنَّور…» (يو1: 6-7)
أنتَ، يا يوحنّا، مَن نعترفُ به موسى جديدًا، لأنّكَ رأيتَ الله، لا بالرموز فحسب بل بكلّ وضوح. أنتَ مَن نرى فيك يشوع الجديد: فإنّكَ لم تجتَزْ الأردن من ضفّة إلى أخرى، ولكن بمياه الأردن، جعلْتَ البشر يجتازون من عالمٍ إلى آخر. أنت صموئيل الجديد الذي لم يمسحْ داود فحسب، بل عمّدَ ابن داود. أنتَ داود الجديد الذي لم يضطَهدْه الملك الشرير شاول، إنّما قتلَه هيرودس. أنتَ إيليّا الجديد، الذي اقتاتَ في الصحراء، لا من خبزٍ أتاه به غراب، بل من جرادٍ وعسلٍ على يد الله نفسه. وأنتَ إشعيا الجديد الذي لم يقُلْ: “ها هي العذراءُ تحبلُ وتلدُ ابنًا” (إش 7: 14)، بل أعلنَ أمامنا: ها هي قد ولدت “حَمَلَ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم” (يو 1: 29).
طوبى لكَ يا يوحنّا، يا مختار الله، يا مَن لامسَتْ يدُكَ ربَّكَ، وحملْتَ بأيديكَ الشعلة التي ألهبَ بريقُها الملائكة. يا نجمة الصبح (راجع عد 24: 17)، أنتَ أريْتَ العالمَ الصباح الحقيقيّ (راجع مز 30[29]: 6). يا فجرًا سعيدًا، أنتَ بيّنْتَ يوم المجد. يا سراجًا مُضيئًا (راجع يو 5: 35)، أنتَ أشرْتَ إلى النّور الذي لا مثيل له. يا رسول المصالحة العظيمة بالآب (راجع إش 9: 5)، لقد أُرسِلَ الملاك جبرائيل أمامكَ ليُبشّرَ زكريّا بقدومكَ، كثمرةٍ تتخطّى كلّ توقّعاته. يا مَن هو الأعظم بين أبناء البشر (راجع مت 11: 11)، أنتَ تأتي قدّام عمّانوئيل، الذي يفوقُ كلّ خليقة؛ يا بكر إليصابات، أنتَ تسبقُ بكر كلّ الخلائق (كول 1: 15).
نشيد لمار افرام السرياني