تاملك 14-10-2019
مز32
طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ. 2طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ.
3لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، 4لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلاً. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ. 5أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ. 6لِهذَا يُصَلِّي لَكَ كُلُّ تَقِيٍّفِي وَقْتٍ يَجِدُكَ فِيهِ. عِنْدَ غَمَارَةِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ إِيَّاهُ لاَ تُصِيبُ. 7أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي. سِلاَهْ.
8«أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ. 9لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْل بِلاَ فَهْمٍ. بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ يُكَمُّ لِئَلاَّ يَدْنُوَ إِلَيْكَ». 10كَثِيرَةٌ هِيَ نَكَبَاتُ الشِّرِّيرِ، أَمَّا الْمُتَوَكِّلُ عَلَى الرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ. 11افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.
إنجيل القدّيس لوقا .11: 29-32
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ٱحتَشَدَتِ ٱلجُموع، فَأَخَذَ يَسوعُ يَقول: «إِنَّ هَذا ٱلجيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آيَة، وَلَن يُعطى سِوى آيَةِ يونان.
فَكَما كانَ يونانُ آيَةً لِأَهلِ نينَوى، فَكَذَلِكَ يَكونُ ٱبنُ ٱلإِنسانِ آيَةً لِهَذا ٱلجيل.
مَلِكَةُ ٱلتَّيمَنِ تَقومَ يَومَ ٱلدَّينونَةِ مَعَ رِجالِ هَذا ٱلجيلِ وَتَحكُمُ عَلَيهِم، لِأَنَّها جاءَت مِن أَقاصي ٱلأَرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمان، وَهَهُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان.
رِجالُ نينَوى يَقومونَ يَومَ ٱلدَّينونَةِ مَعَ هَذا ٱلجيلِ وَيَحكُمونَ عَلَيه، لِأَنَّهُم تابوا بِإِنذارِ يونان، وَهَهُنا أَعظمُ مِن يونان.
تأمل
آية يونان
كان الابن يعلم بأنّ الآب سيُعطيه كلّ شيء كما هو مرسوم في مخطّط الخلاص، وبأنّه سيُقيمه من بين الأموات، وقد حثّ جميع الذين كانوا يخافون الله على تسبيحه لأنّه ترأّف بكلّ الجنس البشريّ الذي آمن بسرّ المصلوب (راجع مز 22[21]: 24). كما أنّه حلّ بين إخوته الرسل بعد قيامته من بين الأموات… وهم ندموا لابتعادهم عنه فيما كان متّجهًا نحو الصليب…
وكان عليه أن يقوم في اليوم الثالث بعد صلبه؛ وقد جاء في مذكّرات الرّسل (الأناجيل) أنّ اليهود الذين كانوا يتحدّثون معه طلبوا إليه أن يُعطيهم آية لكنّه أجابهم: “إِنَّ هذا الجِيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ يُونان”. ومن هذه العبارات المحجوبة، كان يمكن للجموع أن يفهموا أنّه في اليوم الثالث لصلبه، سوف يقوم من بين الأموات. وقد أظهر لهذه الجموع أنّ أبناء مدينتهم أشدّ فسادًا من مدينة نينوى، لأنّه بعد أن لفظه القرش في اليوم الثالث أعلن يونان إلى أبناء نينوى أنّه بعد ثلاثة أيّام سوف يلقون حتفهم جميعًا. فأعلنوا صيامًا لجميع الكائنات الحيّة، من البشر والبهائم، ولبسوا المسوح، وبكوا بكاءً شديدًا، وندموا ندمًا حقيقيًّا وأظهروا صدق شعورهم ونبذهم للظلم. لقد آمنوا بأنّ الله رحيم وبأنّه ”يحبّ الإنسان” (حك 1: 6)، خاصّة أولئك الذين يرفضون الظلم. ونتيجة قيام ملك المدينة وعظمائها بارتداء المسوح والمواظبة على الصوم والصلاة، أُعفِيت المدينة من التدمير.
ولمّا حزن يونان من جرّاء ذلك، لامه الله لأنّه حزن بدون مبرّر على دمار مدينة نينوى، وقال له: “أَفَلا أُشفِقُ أَنا عَلى نينَوى ٱلمَدينَةِ ٱلعَظيمَةِ ٱلَّتي فيها أَكثَرُ مِنِ ٱثنَتَي عَشرَةَ رِبوَةً مِن أُناسٍ لا يَعرِفونَ يَمينَهم مِن شِمالِهم، ما عَدا بَهائِمَ كَثيرَة؟” (يون 4: 11)
ق يسطينس القرن الثاني