تامل الاثنين
شكرا
لا أجد يا سيّدي مكاناً يكفي لأن أكتب فيه ما تعطيه لي في حياتي.
أشكرك يا أبي من أجل محبتك الغالية.
أشكرك يا أبي من أجل عنايتك بي رغم إنشغالي عنك.
أشكرك يا أبي على حمايتك لي من الأخطار والمصاعب.
أشكرك يا أبي على كل يوم جديد تعطيه لي كفرصة من أجل أن أحيا معك.
أشكرك يا أبي على نعمة الغفران التي تعطيها لي بدون مقابل.
أشكرك يا أبي من أجل دمك الكريم المسفوك من أجلي أنا إبنك الخاطئ الغير المستحق.
أشكرك يا أبي لأنك رفعت قيمتي من مجرد عبد مقيّد بشرور إبليس إلى إبنٍ وارثٍ لملكوت أبيه.
أشكرك يا أبي على عقلي على صحتي على تعليمي على عملي على أهلي على أصدقائي.
لا يكفيك يا رب أي شكر فإنك تستحق كل الشكر تستحق كل المجد والإكرام.
أنت الأب الذي يضع نفسه من أجل أبنائه رغم قساوة قلوبهم وضعفهم. آمــــــــــــين.
المسيح قام …. بالحقيقة قام
طوبى لِمَن غُفِرَت مَعصِيَتُهُ
وَسُتِرَت خَطيئَتُهُ
طوبى لِمَن لا يَحسِبُ عَلَيهِ ٱلرَّبُّ إِثما
وَكانَ قَلبُهُ مِنَ ٱلخِداعِ سَليما
بُحتُ إِلَيكَ بِخَطيئَتي
وَما كَتَمتُ سَيِّئَتي
قُلتُ: «لِرَبّي أُقِرُّ بِذَنبي»
وَأَنتَ غَفَرتَ شَرَّ آثامي
لِذا يَتَضَرَّعُ كُلُّ وَلِيٍّ إِلَيكَ ٱبتِهالا
في أَزمِنَةِ ٱلكُروب
وَإِذا طَغَتِ ٱلمِياهُ ٱلغَزيرَة
ما ٱستَطاعَت إِلَيهِ وُصولا
أَنتَ لي سِترٌ مِنَ ٱلضَرّاءِ تَعصِمُني
وَبِأَناشيدِ ٱلنَّجاةِ تَحوطُني
إنجيل القدّيس مرقس 27-17:10
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، وَبَينَما يَسوعُ خارِجٌ إِلى ٱلطَّريق، أَسرَعَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَجَثا لَهُ، وَسَأَلَهُ: «أَيُّها ٱلمُعَلِّمُ ٱلصّالِح، ماذا أَعمَلُ لِأَرِثَ ٱلحَياةَ ٱلأَبَدِيَّة؟»
فَقالَ لَهُ يَسوع: «لِمَ تَدعوني صالِحًا؟ لا صالِحَ إِلّا ٱللهُ وَحدُهُ.
أَنتَ تَعرِفُ ٱلوَصايا: «لا تَقتُل، لا تَزنِ، لا تَسرِق، لا تَشهَد بِٱلزّور، لا تَظلِم، أَكرِم أَباكَ وَأُمَّك».
فَقالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، هَذا كُلُّهُ حَفِظتُهُ مُنذُ صِباي».
فَحَدَّقَ إِلَيهِ يَسوعُ فَأَحَبَّهُ، فَقالَ لَهُ: «واحِدَةٌ تَنقُصُكَ. إِذهَب فَبِع ما تَملِك وَأَعطِهِ ٱلفُقَراء، فَيَكونَ لَكَ كَنزٌ في ٱلسَّماء، وَتَعالَ فَٱتبَعني».
فَٱغتَمَّ لِهَذا ٱلكَلام، وَٱنصَرَفَ حَزينًا، لِأَنَّهُ كانَ ذا مالٍ كَثير.
فَأَجالَ يَسوعُ طَرَفَهُ، وَقالَ لِتَلاميذِهِ: «ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ ٱللهِ عَلى ذَوي ٱلمال».
فَدَهِشَ تَلاميذُهُ لِكَلامِهِ. فَأَعادَ يَسوعُ لَهُم ٱلكَلام، وَقال: «يا بَنِيَّ، ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ ٱلله!
لِأَن يَمُرَّ ٱلجَمَلُ مِن ثَقبِ ٱلإِبرَة، أَيسَرُ مِن أَن يَدخُلَ ٱلغَنِيُّ مَلَكوتَ ٱلله».
فَٱشتَدَّ دَهَشُهُم، وَقالَ بَعضُهُم لِبَعض: «فَمَن يَقَدِرُ أَن يَخلُص؟»
فَحَدَّقَ إِلَيهِم يَسوع، وَقال: «هَذا شَيءٌ يُعجِزُ ٱلنّاسَ وَلا يُعجِزُ ٱلله. إِنَّ ٱللهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير».
التعليق الكتابي :
الكاردينال شارل جورنيه (1891 – 1975)، لاهوتيّ
الشاب الغنيّ
“فحَدَّقَ إِليهِ يسوع فأَحبَّه”. هذه النّظرة تعني دعوة إلى أمر كبير وبطولي ليس مطلوبًا من الجميع، غير إنّها دعوة من الرّب يسوع. حَزِن الشاب الغنيّ ” لأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير”. هذا لا يعني أنّه محكوم، بل أنه أضاع دعوة إلى البطولة وإلى حبّ أعظم. فهنا على الأرض، يمكن أن تكون لنا دعوات إلى الحبّ الأعظم وأن نفوّتها. هذا أمرٌ يحصل لنا كلّ يوم، حين تصلنا دعوة من الله نكون غير منتبهين لها، منشغلين عنها أو شديدي القلق. قد تكون الدعوة في أمور صغيرة، لكن إن كنّا واعين للأمر، تكون الـ “نَعَم” قريبة جدًّا من شفاهنا فتخرج من القلب. وإذا لفظنا الـ “نَعَم” لهذه الأمور الصغيرة، فهذا يمكن أن يقود النفس بعيدًا جدًّا وعاليًا.
لذلك يؤكّد القديسون هذا القول: لو لم يساعدني الربّ بفائق رحمته، لكنت خسرت حياتي (كما أكّدت القديسة تريزيا الأفيليّة)؛ لم تكن هناك أي خطيئة مميتة في حياة القديسة تريزيا، ربما بعض خطايا الغرور الطفيفة عندما كانت فتاة صغيرة، حين كانت تتمتّع بشعبيّة وسط أقاربها وعائلتها؛ وهل هذه خطايا في حالتها؟ أمّا هي فتعتبرها أشياء خطيرة؛ وفي هذا الاتجاه، يعني لو أنها تابعت تعلّقها بالأمور الماديّة، لكانت فقدت ما أراد الله أن يعدّها له. وهذا يأخذنا بعيدًا، فهنا نرى تمييز الدعوة الإلهيّة، وكيف سيتمّ طلب الـ “نعم” مرارًا. في بعض الأحيان، يخشون أن يقولوا “نعم”، إذ يعتبرون أن قول “النعم” سيلزمهم بـ “نعم” أخرى – هذا صحيح – لكنّ الله سيكون حاضرًا لـ “النعم” الثانية والثالثة التي ستقولونها، سيكون حاضرًا دائمًا ، أقوى وأكثر عمقًا.