تاملك3-12-2018
مز101
رَحْمَةً وَحُكْمًا أُغَنِّي. لَكَ يَا رَبُّ أُرَنِّمُ. 2أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل. مَتَى تَأْتِي إِلَيَّ؟ أَسْلُكُ فِي كَمَالِ قَلْبِي فِي وَسَطِ بَيْتِي. 3لاَ أَضَعُ قُدَّامَ عَيْنَيَّ أَمْرًا رَدِيئًا. عَمَلَ الزَّيَغَانِ أَبْغَضْتُ. لاَ يَلْصَقُ بِي. 4قَلْبٌ مُعْوَجٌّ يَبْعُدُ عَنِّي. الشِّرِّيرُ لاَ أَعْرِفُهُ. 5الَّذِي يَغْتَابُ صَاحِبَهُ سِرًّا هذَا أَقْطَعُهُ. مُسْتَكْبِرُ الْعَيْنِ وَمُنْتَفِخُ الْقَلْبِ لاَ أَحْتَمِلُهُ. 6عَيْنَايَ عَلَى أُمَنَاءِ الأَرْضِ لِكَيْ أُجْلِسَهُمْ مَعِي. السَّالِكُ طَرِيقًا كَامِلاً هُوَ يَخْدِمُنِي. 7لاَ يَسْكُنُ وَسَطَ بَيْتِي عَامِلُ غِشٍّ. الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَذِبِ لاَ يَثْبُتُ أَمَامَ عَيْنَيَّ. 8بَاكِرًا أُبِيدُ جَمِيعَ أَشْرَارِ الأَرْضِ، لأَقْطَعَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّبِّ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ.
الكلمة
متّى .8/5-11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَخَلَ يَسوعُ كَفَرناحوم، فَدَنا مِنهُ قائِدُ مائَةٍ يَتَوَسَّلُ إِلَيه.
فَيَقول: «يا رَبّ، إِنَّ عَبدي مُلقًى عَلى ٱلفِراشِ في بَيتي مُقعَدًا يُعاني أَشَدَّ ٱلآلام».
فَقالَ لَهُ: «أَأَذهَبُ أَنا لِأَشفِيَهُ؟»
فَأَجابَ قائِدُ ٱلمائَة: «يا رَبّ، لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي، وَلَكِن يَكفي أَن تَقولَ كَلِمَةً فَيَبرَأَ عَبدي.
فَأَنا مَرؤوسٌ وَلي جُندٌ بِإِمرَتي أَقولُ لِهَذا: إِذهَب! فَيَذهَب. وَلِلآخَر: تَعال! فَيَأتي. وَلِعَبدي: إِفعَل هَذا! فَيَفعَلُهُ».
فَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ كَلامَهُ أُعجِبَ بِهِ، وَقالَ لِلَّذينَ يَتبَعونَهُ: «ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: لَم أَجِد مِثلَ هَذا ٱلإيمانِ في أَحَدٍ مِنَ إِسرائيل.
أَقولُ لَكُم: سَوفَ يَأتي أُناسٌ كَثيرونَ مِنَ ٱلمَشرِقِ وَٱلمَغرِب، فَيُجالِسونَ إِبراهيمَ وَإِسحَقَ وَيَعقوبَ عَلى ٱلمائِدةِ في مَلَكوتِ ٱلسَّمَوات.
تأمل
يقارن القديس كيرلس الكبير بين إيمان شيوخ اليهود الذين جاءوا يشفعون في قائد المائة وإيمان قائد المائة نفسه، قائلًا: [ترون إذن شيوخ اليهود وهم يتوسَّلون إلى يسوع بأن يزور قائد المائة في منزلهطبقًا لمشيئة، اعتقادًا منهم أنه لا يمكن شفاء المريض إلا بهذه الوسيلة. فبينما ترون من جهة أخرى رجلًا يجاهر على ملأ من الناس بأن المسيح يمكنه شفاء المريض من على بعد! فقط يقول كلمة فيبرأالغلام، لم يطلب قائد المائة إلا أن ينطلق المسيح بكلمة. أن يعلن قبوله للرجاء، أن يفوه بالنطق السامي، أن يظهر رغبته ومشيئته، ولذلك كان هذا القائد جديرًا بتهنئة المسيح له بالقول المأثور: “لم أجدولا في إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا” فإنَّ في سلوك هذا الرجل دليلًا على سلامة إيمانه وقوّة عقيدته. وقد كافأه السيِّد وأجزل مكافأته وشفي عبده في اللحظة عينها وخلَّصه من قبضة الموت، وكان قدنشب أظافره فيه فكاد يخرج نفسه من بين أضلاعه.
ويضيف القديس أمبروسيوس : “تأمَّل معي تواضع رب السماء الذي لم يستنكف من افتقاد عبد صغير لقائد المائة معبِّرًا عن أعمال رحمته الإلهيّة وعن مشاعر تحنُّنه. فكان انطلاقه نحو بيت قائد المائةليس عن عجزِه عن شفاء العبد من بعيد، وإنما ليُعطينا مثالًا في التواضع نمتثل به، ويعلِّمنا احترام المساكين كالعظماء