تأملك 11-12-2018
مز114
عِنْدَ خُرُوجِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبَيْتِ يَعْقُوبَ مِنْ شَعْبٍأَعْجَمَ، 2كَانَ يَهُوذَا مَقْدِسَهُ، وَإِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ. 3الْبَحْرُ رَآهُ فَهَرَبَ. الأُرْدُنُّ رَجَعَ إِلَى خَلْفٍ. 4الْجِبَالُ قَفَزَتْ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَالآكامُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ. 5مَا لَكَ أَيُّهَا الْبَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ ؟ وَمَا لَكَ أَيُّهَا الأُرْدُنُّ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى خَلْفٍ ؟ 6وَمَا لَكُنَّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ قَدْ قَفَزْتُنَّ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَأَيَّتُهَا التِّلاَلُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ؟ 7أَيَّتُهَا الأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ الرَّبِّ، مِنْ قُدَّامِ إِلهِ يَعْقُوبَ! 8الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ، الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ.
متّى .18/12-14
في ذلك الزّمان: قال يسوع لتلاميذه: «ما قولكُم؟ إِذا كانَ لِرَجُلٍ مِائةُ خَروف فضَلَّ واحِدٌ مِنها، أَفلا يَدَعُ التِّسعَةَ والتِّسعينَ في الجِبال، ويَمضي في طَلَبِ الضَّالّ؟
وَإِذا تَمَّ لَهُ أَن يَجِدَهُ، فَٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفرَحُ بِهِ أَكثَرَ مِنهُ بِٱلتِّسعَةِ وَٱلتِّسعينَ ٱلَّتي لَم تَضِلّ.
وَهَكَذا لا يَشاءُ أَبوكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات، أَن يَهلِكَ واحِدٌ مِن هَؤُلاءِ ٱلصَّغار».
تأمل
تخيّلوا مأساة راعٍ مسكين وقد ضلّ خروفه. فلم نعد نسمع في كلّ المراعي المجاورة إلاّ صوت ذاك المسكين الذي ترك قطيعه كلّه، وأخذ يركض في الغابات وعلى الهضاب مرورًا بالأدغال، نائحًا وصارخًا بكلّ قوّته، رافضًا أن يعود إلى دياره ما لم يجد خروفه ويُعِده إلى الحظيرة.
هذا ما فعله ابن الله حين خرج البشر عن طاعة خالقهم؛ نزل إلى الأرض، ولم يدّخر أيّ عناية أو تعب ليُعيدنا إلى الحالة التي كنّا عليها قبل سقوطنا في الخطيئة. وهذا ما يستمرّ في القيام به كلّ يوم، من أجل أولئك الذين يبتعدون عنه بسبب الخطيئة؛ هو يتعقّب أثرهم، ويستمرّ في مناداتهم حتّى يعيدهم إلى درب الخلاص. بالتأكيد، لو لم يقم بذلك، لكان انتهى أمرنا بعد الخطيئة الأصليّة؛ ولكان استحال علينا أن نعود. كان عليه أن يقوم شخصيًّا بكلّ محاولات التقرّب، وأن يهبنا نعمته، وأن يتعقّب أثرنا، وأن يدعونا لنشفق على أنفسنا حتّى يسعنا أن نسأله الرحمة…
إنّ الحماسة التي يلاحقنا الربّ بها هي بدون أدنى شكّ نتيجة رحمته الواسعة. لكنّ اللطف الذي يرافق هذه الحماسة يشير إلى طيبة مثيرة للدهشة. وبالرغم من رغبته القصوى في إعادتنا إلى درب الخلاص، فهو لا يستعمل العنف أبدًا؛ ولا يلجأ إلاّ إلى الوسائل اللطيفة لتحقيق هذه الغاية. فإنّي لم أرَ خاطئًا واحدًا في الإنجيل كلّه دُعِي إلى التوبة بغير الملاطفات والنِّعم.
قديس راهب يسوعي كلود دو لا كولومبيار (1641 – 1682)