تأمل الأحد ١٧ سبتمبر / ايلول ٢٠١٧
مُحَرَّرون من قيود الخطيئة بواسطة صليب الرّب يسوع المسيح
” كذلك يجبُ أن يُرفَعَ ابْنُ الإنسان لتكون بهِ الحياةُ الأبديةُ لِكُلِّ من يُؤمن ” ( يوحنا ٣ : ١٤ – ١٥ ) .
قال القدّيس بولس : ” أمّا أَنا فمَعاذَ اللهِ أَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِصَليبِ رَبِّنا يسوعَ المسيح ” ( غلاطية ٦ : ١٤ ) . كان أمرًا مدهشًا أن يبصر الأعمى منذ مولده النور في سِلوام ، ولكن ما كان نفع ذلك لجميع العميان في العالم ؟ كان أمرًا عظيمًا يفوق الطبيعة أن يقوم لعازر من بين الأموات بعد أربعة أيّام ، لكنّ هذه النعمة لم تُفِد أحدًا سواه وحده ، ولم تأتِ بأيّ منفعة لجميع الّذين ماتوا في العالم بسبب خطاياهم . كان أمرًا مدهشًا جَعل الطعام يدفق لإشباع خمسة آلاف رجل بخبزات خمس ، ولكنّ ذلك لم يكن بشيء للّذين يُعانون في العالم من جوع الجَهل . كان أمرًا مدهِشًا تحرير امرأة قَيَّدَها إبليس منذ أكثر من ثماني عشرة سنة . وأخيراً ، كان أمراً مدهِشاً لمّا رأى الناس الآيات والأعاجيب التي أتى بها يسوع ، قالوا : ” حقّاً ، هذا هو النبي الآتي إلى العالم ” ( يوحنا ٦ : ١٤ ) .
ولكن ما نفع ذلك بالنسبة إلينا نحن ، كلّنا ، المقيّدين بسلاسل خطايانا ؟
” تُعانون الشِدَّةَ في العالم ، ولكن ثِقوا إنِّي قد غلبتُ العالم ” ( يوحنا ١٦ : ٣٣ ) .
” وما غلبَ العالمَ هذهِ الغلبة هو إيمانُنا ” ( يوحنا الأولى ٥ : ١٤ ) بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات .
إنّ انتصار الصليب قاد إلى النور جميع الّذين أعماهم الجَهل ، وحرّر كلّ الّذين جعلتهم الخطيئة أسرى ، وافتدى البشريّة جمعاء . لا تَعجَب من أنّ العالم بأسره قد افتُدِيَ . فالّذي مات من أجل ذلك لم يكن إنسانًا فحسب ، بل هو ابن الله الوحيد . ” فإِذا كانَ المَوتُ بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد قد سادَ عن يَدِ إِنسانٍ واحِد ، فأَحْرى أُولئِكَ الَّذينَ تَلَقَّوا فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ أَن يَسودوا بالحَياةِ بيَسوعَ المسيحِ وَحدَه ؟ ” ( رومة ٥ : ١٧ ) . إن كان أبوانا الأوّلان قد أُلقِيا فيما مضى خارج الفردوس بسبب الشجرة الّتي أكلا من ثمرها ، أفَلا يدخل المؤمنون اليوم الفردوس بسهولة أكبر بواسطة شجرة صليب الرّب يسوع ؟ إن كان الإنسان الأوّل المجبول من تراب قد جلب الموت للجميع ، أفلا يعطيهم ذاك الّذي جبله من تراب الحياة الأبديّة ، بما أنّه هو نفسه الحياة ؟ ( يوحنا ٦ : ١٤ ) . ” أُمّاً أنا فقد أتيتُ لِتكون الحياةُ للناس ، وتفيضَ فيهم ” ( يوحنا ١٠ : ١٠ ) ، و” ليكون فيهم فرَحي التّام ” ( يوحنا ١٧ : ١٣ ) .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك
مُحَرَّرون من قيود الخطيئة بواسطة صليب الرّب يسوع المسيح
” كذلك يجبُ أن يُرفَعَ ابْنُ الإنسان لتكون بهِ الحياةُ الأبديةُ لِكُلِّ من يُؤمن ” ( يوحنا ٣ : ١٤ – ١٥ ) .
قال القدّيس بولس : ” أمّا أَنا فمَعاذَ اللهِ أَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِصَليبِ رَبِّنا يسوعَ المسيح ” ( غلاطية ٦ : ١٤ ) . كان أمرًا مدهشًا أن يبصر الأعمى منذ مولده النور في سِلوام ، ولكن ما كان نفع ذلك لجميع العميان في العالم ؟ كان أمرًا عظيمًا يفوق الطبيعة أن يقوم لعازر من بين الأموات بعد أربعة أيّام ، لكنّ هذه النعمة لم تُفِد أحدًا سواه وحده ، ولم تأتِ بأيّ منفعة لجميع الّذين ماتوا في العالم بسبب خطاياهم . كان أمرًا مدهشًا جَعل الطعام يدفق لإشباع خمسة آلاف رجل بخبزات خمس ، ولكنّ ذلك لم يكن بشيء للّذين يُعانون في العالم من جوع الجَهل . كان أمرًا مدهِشًا تحرير امرأة قَيَّدَها إبليس منذ أكثر من ثماني عشرة سنة . وأخيراً ، كان أمراً مدهِشاً لمّا رأى الناس الآيات والأعاجيب التي أتى بها يسوع ، قالوا : ” حقّاً ، هذا هو النبي الآتي إلى العالم ” ( يوحنا ٦ : ١٤ ) .
ولكن ما نفع ذلك بالنسبة إلينا نحن ، كلّنا ، المقيّدين بسلاسل خطايانا ؟
” تُعانون الشِدَّةَ في العالم ، ولكن ثِقوا إنِّي قد غلبتُ العالم ” ( يوحنا ١٦ : ٣٣ ) .
” وما غلبَ العالمَ هذهِ الغلبة هو إيمانُنا ” ( يوحنا الأولى ٥ : ١٤ ) بالمسيح المصلوب والقائم من بين الأموات .
إنّ انتصار الصليب قاد إلى النور جميع الّذين أعماهم الجَهل ، وحرّر كلّ الّذين جعلتهم الخطيئة أسرى ، وافتدى البشريّة جمعاء . لا تَعجَب من أنّ العالم بأسره قد افتُدِيَ . فالّذي مات من أجل ذلك لم يكن إنسانًا فحسب ، بل هو ابن الله الوحيد . ” فإِذا كانَ المَوتُ بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد قد سادَ عن يَدِ إِنسانٍ واحِد ، فأَحْرى أُولئِكَ الَّذينَ تَلَقَّوا فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ أَن يَسودوا بالحَياةِ بيَسوعَ المسيحِ وَحدَه ؟ ” ( رومة ٥ : ١٧ ) . إن كان أبوانا الأوّلان قد أُلقِيا فيما مضى خارج الفردوس بسبب الشجرة الّتي أكلا من ثمرها ، أفَلا يدخل المؤمنون اليوم الفردوس بسهولة أكبر بواسطة شجرة صليب الرّب يسوع ؟ إن كان الإنسان الأوّل المجبول من تراب قد جلب الموت للجميع ، أفلا يعطيهم ذاك الّذي جبله من تراب الحياة الأبديّة ، بما أنّه هو نفسه الحياة ؟ ( يوحنا ٦ : ١٤ ) . ” أُمّاً أنا فقد أتيتُ لِتكون الحياةُ للناس ، وتفيضَ فيهم ” ( يوحنا ١٠ : ١٠ ) ، و” ليكون فيهم فرَحي التّام ” ( يوحنا ١٧ : ١٣ ) .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك