وَهَكَذا لا يَشاءُ أَبوكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات، أَن يَهلِكَ واحِدٌ مِن هَؤُلاءِ ٱلصَّغار».
تأمل
«وهكذا لا يَشاءُ أبوكمُ الذي في السَّمَواتِ أن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ الصَّغار»
تعال، أيها الربّ يسوع؛ ابحث عن عبدك؛ تعال في إثر خروفك المثقل والمتعب؛ تعال أيها الرَّاعي… بينما تتأخّر أنت في الجبال، ها هو خروفك يهيم ضائعًا: أتركْ التسعة والتسعين الذين هم لك وهلمّ في طلب الخروف الذي ضلّ. تعال من دون مساعدة أحد، من دون أن يُعْرَفَ أنّك آتٍ: إنّك أنتَ مَن أنتظر. لا تأخذ معك السوط، بل خذ حُبَّك؛ تعال إذًا مع عذوبة روحك… لا تتردّد، يا ربّ، في ترك الخراف التسعة والتسعين التي هي لك في الجبل؛ في القمّة حيث وضعتها أنت وحيث لا تستطيع الذئاب الوصول إليها… تعال إليّ، أنا التّائه بعيدًا عن القطيع الذي في الجبل حيث وضعتني من قبل، لكنّ ذئاب الليل جعلتني أترك حظيرتك.
إسعَ في أثري يا ربّ، لأنّ صلاتي تسعى إليك. إسعَ في أثري، جدْني، أقِمني، إحملني! إنّ الذي تسعى في أثره، تستطيع أن تجده؛ والذي تجده، تَنَازَلْ يا ربّ وارفعه؛ والذي ترفعه، ضعه على كتفيك. الحِمْل الثقيل هذا، حِمل حُبِّكَ، لا يُشكّل عبئًا عليك، وبدون كلل تشكّل له أنت الجسر للعبور إلى الحياة. تعال يا ربّ، لأنّي رغم كوني تائهًا، فإنّي “لم أنسَ كلمتك” (مز 119[118]: 16)، ولا أزال أرجو الشفاء. تعال يا ربّي يسوع، فأنتَ وحدك قادر على أن تدعو خروفك الضالّ من دون أن تتسبّب بأيّ ألم للخراف الأخرى التي تركتها؛ بل بالعكس، ستفرح تلك الخراف لرؤية خاطئ يعود تائبًا. تعال أيّها الربّ يسوع، فيصير سلامٌ في الأرض وفرحٌ في السماء (راجع لو 15: 7).