ليلة عيد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء
لا يعطينا الكتاب المقدس أية معلومات عن انتقال العذراء مريم بالنفس و الجسد إلى السماء، و لكنّ الإصحاح الثاني عشر من سفر الرؤيا يتحدث عن امرأة عالقة في معركة بين الخير و الشر. فالإيمان بأنّ العذراء مريم بعد وفاتها بفترة قصيرة قد نُقلت إلى السماء بالنفس و الجسد هو جزء من تعليم الكنيسة الكاثوليكية منذ القرون الأولى للمسيحية. إنّ إيمان المسيحيين الأوائل بانتقال العذراء مثبت من خلال عدم وجود ذخائر لها، القبور الفارغة، وجود قصص عن انتقال العذراء، و اقتباسات من المسيحيين الأوائل
أصبح انتقال العذراء عيداً تحتفل به الكنيسة في 15 آب/ أغسطس من كلّ عام، و هو يذكرنا بالمقام الرفيع الذي رفعت إليه الكنيسة هذه المرأة المميزة. إنّ تعليم الكنيسة عن أنّ العذراء مريم في نهاية حياتها قد نقلت بالنفس و الجسد إلى السماء قد أعلنه البابا بيوس الثاني عشر عقيدة في الكنسية و ذلك في إرشاده الرسولي في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1950 بحضور 500000 شخص في ساحة القديس بطرس في ذلك اليوم.
إن لاحتفالنا بانتقال مريم العذراء بالنفس و الجسد إلى السماء هدفان: الأول هو احتفالنا بمغادرتها السعيدة لهذه الحياة على الأرض، و الثاني هو احتفالنا بانتقال جسدها إلى السماء. فنحن نؤمن إيماناً ثابتاً بأنّ السيدة العذراء كانت بريئة من كلّ خطيئة بما في ذلك الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى للحبل بها بنعمة خاصة من الله القدير. و قد خاطبها الملاك جبرائيل ” ممتلئة نعمة”، “مباركة في النساء”، و التي ” الربّ معها.”
توفيت العذراء مريم عام 48م و كان لها من العمر 59 عاماً. و كان لديها الوقت الكافي لتودّع جميع الرسل قبل وفاتها. أخذ الرسل المفجوعون جسدها و وضعوه في قبر قرب القبر الذي كان جسد يسوع قد وضع فيه ، و قاموا بلفّ الجسد بكفن أبيض و وضعوه في القبر. و لكنّ جسد مريم لم يبق هناك، فقد جاء إليها يسوع و أخذ جسدها و نفسها إلى السماء لتكون معه.
لا نعلم بدقة مكان و ظروف وفاة العذراء مريم، أحد التقاليد يقول أنّها توفيت في أورشليم، بينما يشير تقليد آخر إلى أفسس التي يقال أنّها قد عاشت فيها لفترة وجيزة قبل وفاتها. لا يخبرنا الكتاب المقدس أي شيء عن ظروف وفاة أمّ يسوع، و قد ظهرت القصص حول ذلك في القرون الأولى بعد وفاتها و ركّزت على وفاتها و نقل الملائكة لجسدها إلى السماء.
صلاة انتقال العذراء :
أيّها الآب السماوي، لقد كانت العذراء مريم بريئة من كلّ خطيئة لتحمل ابنك في أحشائها، و عندما انتهت حياتها على الأرض، منحتها جسداً ممجداً و رفعتها فوراً إلى السماء. أسألها أن تصلّي من أجلي كي أتقبل حالتي الجسدية و أقدّر الجسد الذي وهبتني إياه فيما أقاوم شهوات الجسد. لا تدعني أدمر هيكل الروح القدس هذا بالكسل، بالعادات المؤذية، بالإدمان، و بعدم الطهارة فيكون جسدي في ساعة موتي على أفضل استعداد لينال مكافأته السماوية. يا قديسة مريم، صلّي لأجلي الآن و في ساعة موتي.