ويشرح لنا الكتاب المقدس عندما رفع الغني عينيه رأى لعازر في أحضان ابراهيم، من بعيد، هانئا، سعيداً، فتحسرَّ على السماء التي فقدها. ومن شدة العذاب صرخ، يا أبي ابراهيم: أرحمني وأرسل لعازر حتى يعزّيني ويغمس إصبعه بالماء ويبرّد لساني، لأنيّ معذّب في هذا اللهيب. لاقى الغني في جهنّم عذاباً لروحه المتكبّرة، وقلبه القاسي، وحواسه التي تنعَّمت في هذه الأرض، وجسده الذي تلذَّذ بالطيّبات. أمّا الفقير فهو يتنعّم بالسماء، بالعزاء والسلوان. فآلامه تحوّلت إلى فرح في السماء وفقره إلى غنى يُحسد عليه، وشقاؤه إلى مؤاساة من الأبرار والقدُيسين المجتمعين حوله. فهذه هي حال الإنسان القريب من الله بغناه أو فقره إذا ما عرف أن يستثمر وزناته على الأرض ليربح كنزه في السماء.