يدقّق الإنجيل في وصف الدينونة العامّة، ويشرح كل ملابساتها، ويسرد الأحكام التي سيصدرها في ذلك اليوم دياّن البشر أجمعين. لا مجال للشكِّ، ولا مجال للفلسفة. فالدينونة ستتمّ وفقاً للوصف الذي بسطه المسيح نفسه في الإنجيل فهو يقول: ” لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، كنت غريباً فآويتموني، وعرياناً فكسوتموني، ومريضا فعدتموني، وكنت محبوساً فأتيتم إليّ. حينئذ يجبيه الصدّيقون قائلين: يارب، متى رأيناك جائعاً فأطعمناك، أو عطشان فسقيناك، ومتى رأيناك غريباً فآويناك، أو عرياناً فكسونك ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك؟ فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم، إنكم كلما فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه” (متى 25/ 31 – 46).
فالمحاكمة تنحصر في أعمال المحبة أو الرحمة للقريب. ولا عجب لأنّ محبة الإنسان لقريبه هي مقياس محبته لله. فالمحبة كمال الشريعة والأنبياء. ومحبة الله ومحبة القريب وصية واحدة: يحب الإنسان قريبه في الله, والله في قريبه.