stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل اﻷب بولس ميخائيل _ النجيلةمطرانية الأقباط الكاثوليك بسوهاج

484views

المسيح قام حقا قام.
نقرأ في رسالة القديس بولس إلى كنيسة رومية:
“لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ
عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ،
الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ.” (رو١: ١٨)
هل يغضب الله على اﻹنسان،
أم يغضب الله من اﻷفعال الخاطئة!؟
فما نقرأه ونخطئ في تفسيره،
وخاصة في العهد القديم،
وفي بعض اﻵيات التي نخرجها خارج السياق،
ونفسرها بعيدا عن محبة الله للبشرية،
التي يعلنها المعلق على الصليب حبا،
ولا نفسرها منطلقين من عمل المسيح الخلاصي،
وقبوله لعار موت الصليب،
حتى يفدي البشرية،
رغم أن كل ما نذكره،
ما هو إلا ذرة،
من محيط حب الله غير المحدود للبشرية.
فكيف يقول قائل: إن الله يغضب على اﻹنسان، لا، بل مستحيل.
لكن لنقترب من الله ونتعلم الفكر والحب اﻹلهيين،
الله الذي يحب الخاطئ،
ويرفض الخطيئة،
إن كلام الروح القدس
على لسان القديس بولس واضح ومحدد،
فالله يعلن غضبه، ليس على اﻹنسان،
بل على جميع فجور الناس،
فالله يدين اﻷفعال الخاطئة،
وليس الخاطئ،
فالله يحب اﻹنسان الخاطئ،
ولكنه يرفض الخطيئة،
وكما يقول القديس بولس،
في رسالته الثانية إلى كنيسة كورنثوس:
لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْثنَا.
إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا:
أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ،
فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. (٢كو٥: ١٤)
ليعلن للبشرية ولكل إنسان،
وللخاطئ قبل القديس،
أن محبة الله تحاصرك،
لنقرأ ما يقوله الروح القدس،
في سفر أعمال الرسل،
معلنا ومظهرا بوضوح وبقوة،
كيف عاش الرب يسوع المسيح حياة خدمته الأرضية:
يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ
كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ،
الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا
وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ،
لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ. (أع١٠: ٣٨)
إنه يصف وبأجلى وأعظم وصف،
حياة الرب يسوع المسيح، أيقونة اﻵب،
الذي عاش حياته اﻷرضية،
يجول يصنع خيرا حبا باﻹنسان،
كاشفا ومظهرا لنا الوجه الحقيقي للآب.
فهو أعظم إعلان عن الحب اﻹلهي،
كما نقرأ في اﻷية الذهبية،
التي ذكرها لنا القديس يوحنا عندما قال:
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ
حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ،
لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ،
بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. (يو٣: ١٦)
ويكمل القديس يوحنا في اﻷنجيل
الذي دونه موضحا سر التجسد،
“اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ،
وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ
لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ
وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.” (يو١٠: ١٠).
وفي الموعظة على الجبل، دستور المسيحية،
عندما يكرر الرب يسوع المسيح،
سبع مرات، وأما أنا فأقول،
خاتما وأمرا في المرة السابعة بمحبة اﻷعداء:
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:
أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ.
أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،
وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، (مت٥: ٤٤)
فهل يأمرني الله بمحبة اﻷعداء ويغضب علي!؟
وفي دعوة الرب يسوع المسيح
المدونة في إنجيل القديس متى
عندما يدعو إليه المتعبين ليريحهم:
تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ
وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.
(مت١١: ٢٨)
فكيف يدعوني ﻷستريح في حضنه،
ثم يغضب علي ويدمر حياتي.
فالله هو الحنان الذي يبصر ويتحنن ويشفي،
كما يذكر لنا القديس متى:
فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا
فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ.
(مت١٤:١٤)
فالرب يسوع المسيح،
تألم وصلب ومات وقام،
حبا كما يذكر القديس بولس،
في رسالته لكنيسة رومية:
الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا
وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا. (رو٤: ٢٥)
الله يغضب من اﻷعمال الخاطئة،
ولا يغضب على اﻹنسان،
ﻷن الله محبة،
وهذا ما يذكره لنا القديس يوحنا
في رسالته اﻷولى:
وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ،
لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. (١يو٤: ٨)