stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل للأب مايكل وليم راعى كنيسة السيدة العذراء – الحواصلية – ايبارشية المنيا

553views

الايمان في زمن الكورونا (٢)
اختبار ومعرفة

تأملنا في تأملنا السابق عن قيمة عيش التواضع في هذا الزمن المؤلم، فالتواضع هو الباب المؤدي للقاء بالمسيح في كل الظروف والاحوال، وهذا التواضع يجعل الانسان منفتحا باستمرار على سر الله والاخ معا، فيحب الله محبة اكثر أصالة وعمقا، ويحب الاخر محبة معاشة عملية.

الايمان في المفهوم المسيحي يُبنى على اختبار ومعرفة:

١. الايمان اختبار شخصي حر واع لمحبة الله الشخصية، مما يجعل الانسان يكتشف سر الله ويتعمق فيه يوما بعد يوم، فالله يكشف عن ذاته للانسان المنفتح عليه باتضاع قلبي صادق، لذلك اسرار الله يعلنها بذاته لكل الذين يختبرونه ويحبونه( طريق الطفولة الروحية)
– الايمان اختبار لحضور الله معنا باستمرار، ان نرى الله معنا ونكون معه، فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فيَّ.
– الايمان اختبار قلبي وعقلي لمحبة الله الغير محدودة: “محبة ابدية احببتك، ادمت لك الرحمة” ( ارميا ٣١/ ٣ )
– الايمان اختبار شكر مستمر وتسبيح الله رغم كل الظروف الصعبة.
– الايمان اختبار باطني للرب، فعبادة الله يجب ان تكون قلبية وغير شكلية، وربما في هذا الزمن الخاص بدأنا نغهم اهمية العبادة القلبية.
– الايمان اختبار توبة مستمرة، لنكون اكثر تشبّها بالله، ان تكون الصورة اكثر قربا من الاصل.
– الايمان اختبار موت وقيامة مع المسيح، موت عن الانانية وقيامة للمحبة( اختبار فصحي)
– الايمان اختبار افخارستي، فتصبح الحياة كلها افخارستيا حية معاشة، اي سر شكر وحب فياض غير محدود، وهذا بناء على طلب يسوع: اصنعوا هذا لذكري، اي جسدوا حضوري السري في حياتكم العملية.

٢. الايمان معرفة مستمرة، فالايمان لا يكون غيبي وبدون فهم او معرفة، فثمرة ومجهود الايمان يكمن في معرفة الله معرفة حقيقية.
الله يعرفنا جيدا ويفهم ما بداخلنا، ولكن هل نحاول ان نعرفه معرفة صحيحة؟
كثير في هذا الزمن ينسب الى الله مثلا اصل كل مايحدث وينسب ذلك للقضاء والقدر، والقسمة والنصيب، والجبرية، وهذا كله غير صحيح ايمانيا، فالله خلق الانسان حرا، له ارادة حرة وقدرة على الاختيار، اما الخير او الشر، فلو اختار الشر سيحصد نتيجة اختياره بنفسه، ونعلم ان اختياراتنا مرتبطة ببعضنا البعض بسبب ارتباطنا الاخوي الكوني، فخطأ فرد واحد تعم نتيجته للاسف على من حوله، فالسائق الذي يقود بدون انتباه يحمل الموت له ولمن معه، والمجرم الذي يقتل فلأنه غيّب عقله ومشاعره تجاه من يقتله، وهلم جرا……

الله يا احبائي كلي الخير والرحمة والصلاح، ولا يمكن ان يصدر عنه اي فعل به ضرر او اذية للبشر، الله محبة، فهل نعرف الله المحبة؟ ام نتخيل إله اخر نصنعه ونتبعه بتفكيرنا الخاطيء.

هذا الزمن الخاص ساعدنا كثيرا لنفهم ونعرف الجوهر لا المظهر، فما الطقوس سوى وسيلة تقربنا الى الله، وليست غاية، الطقوس والانظمة الكنسية وسائل قابلة للتفكير والتغيير بحسب الظروف المحيطة، وهذا لا يمس تماما جوهر الاسرار، فلنتعلم يا اخوتي ان نركز في الجوهر لا المظهر: اريد رحمة لا ذبيحة،،،،،،
واحب ان اقول انه عندما تتحول الطقوس إلى وسيلة نتراشق بها بعضنا بعضا بالحجارة ونبدأ نكفر ونهين الاخرين بحجة الدفاع والحفاظ على الطقس فهي تحولت الى صنمية تبعد الانسان تماما عن الرب.
* الطقس يا احبائي قبل كل شيء هو محبة/ احترام الاخرين باختلافاتهم المتنوعة/ عطاء/ بذل للذات/ اتضاع/ انحناء امام الاخرين/ غسل ارجل الجميع/ خدمة الكل: “من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن للجميع خادما”(مرقس ١٠/ ٤٣)

يا إلهنا الصالح، نشكرك لاجل كل ظروف نعيشها في حياتنا، علمنا يارب الايمان الحقيقي المبني على الاختبار المعاش والمعرفة الحقيقية الناضجة عنك وعن سرك الالهي اللامتناهي.
انر عيون وقلوب المؤمنين بك، كي يعيشوا بروح المحبة الخالصة وليس بروح العقول المتحجرة القاسية، انزع من العالم والكنيسة والمجتمعات البشرية بكل العالم القلوب الحجرية وهبنا قلوبا لحمية جديدة، بقوة عمل روحك القدوس الذي يجدد وجه الارض ويجعل كل شيء جديدا بنعمتك الخلاصية. امين

++ جوزيف مكرم … المنسق الاعلامى لأيبارشية المنيا ++