stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصرروحية ورعويةكنيسة الأرمن الكاثوليكموضوعات

تأملات الشهر المريمي ٢٠٢١ – اليوم التاسع والعشرون – “العذراء مريم التي أدخلت إلى العالم الرجاء وفجر الخلاص

429views

“العذراء مريم التي أدخلت إلى العالم الرجاء وفجر الخلاص”

سأل الروح القدس حين جاءت مريم إلى العالم : “مَن هذه المُشرِفَةُ كالصبْح الجَميلَةُ كالقَمَر المُخْتارةُ كالشَّمْس المَرْهوبةُ كصُفوفٍ تَحتَ الرَّايات؟” (نشيد الأناشيد ٦ : ١٠).

“مَن هذه المُشرِفَةُ كالصبْح؟”. وسط روعة الظهر، خُلِق أبونا الأوّل على صورة خالقه وكمثاله (تكوين ١ : ٢٦). أيّ أمر مجيد بالنسبة إلى المخلوق أكثر من أن يكون على مثال الخالق؟ لقد منحه الصورة الأبديّة؛ وبقي على الإنسان أن يكون على مثال الخالق. لكنّ الإنسان رفض هذا الشرف، معرّضًا نفسه للموت، مع ذريّته كلّها، في الظلام. “وكانَتِ الأَرضُ خاوِيةً خالِية وعلى وَجهِ الغَمْرِ ظَلام” (تكوين ١ : ٢)، إلى أن جاءت العذراء. لم يكن هنالك أحد للخروج من هذا الظلام، لا أحد لتبديده… لكنّ الفجر بزغ مع العذراء: أعلنت مريم عن النور الحقيقي؛ من خلال ولادتها، أضاءت الصباح الأكثر إشراقًا. إنّها نجمة الصبح… إنّها ذاك الفجر الذي يلي أو بالأحرى ذاك الفجر الذي يولّد شمس البرّ (ملاخيا ٣ : ٢٠)، وهو الوحيد الذي يفوقها روعة…

“لَكَ، يا ربّ، النَّهارُ” حين خُلِق آدم؛ “ولَكَ اللَّيل” (مزمور ٧٤ : ١٦) حين طُرِد من نورك. أنت خلقتَ الفجر أي العذراء مريم، والشمس، شمس البرّ الذي أشرق من حشاها البتولي. كما يعلن الفجر عن نهاية الليل وعن بداية النهار، هكذا طردَت العذراء الليل الذي لا نهابة له. ويومًا بعد يوم، أعطَت للعالم ذاك الذي تكوّن من بتوليّتها.

+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك