تأملنا الاسبوعى مع الاكليريكى ميشيل الفى
فلمّا رأى يَسوعُ إيمانَهُم قالَ للكسيحِ: «يا اَبني، مَغفورَةٌ لكَ خَطاياكَ!»” مرقس ٢: ١-١٢
الإيمان العامل بالمحبة
يتلى علينا اليوم معجزة مخلع لا يتحرك ولا أمل في حراكه، لكن أصدقاءه لم يفقدوا الأمل بل جاهدوا في الوصول إلى يسوع إيمانًا منهم في أنه سيشفيه، ورجاءً في رحمته أن صديقهم سيقوم محبةً فيه.. فلم يوقفهم زحام أو تكدّس، لكن إيمانهم في الرب يسوع جعلهم يفكرون خارج الصندوق، فاختاروا السقف ليدلّوا صديقهم منهم، وكانت النتيجة هي شفاء صديقهم
هذا ما يسمّى بالإيمان العامل في المحبة … فالإيمان ليس فقط الصلاة دون عمل، لكن الإيمان الحقيقي هو الذي يتقدم إلى يسوع بفعل يعبّر عنه.
الإيمان العامل في المحبة رسالة يسوع التي تجسد بسببها، وصلب وقام.. فهذا الإيمان يجب أن يكون مملوء بالرحمة التي ينادي بها يسوع تجاه جميع الناس.
الإيمان العامل في المحبة يحتاج دائمًا إلى المبادرة، وصبر، ومثابرة.. فهذا الإيمان ملؤه الرجاء الذي يجعلنا مصرّين للوصول إلى تحقيق رسالة المسيح وهي خلاص الآخر
الإيمان العامل في المحبة يحتاج إلى قلب من لحم حيّ على مثال قلب يسوع، فيسوع كان يشفق، يتحنن، يحزن، يفرح مع كل من حوله، حتى أن الكتاب يقول في بعض المرات، كانت تتحرك أحشاؤه علامة على مشاركته مشاعر كل من قابله.
الإيمان العامل في المحبة هو إيمان حيّ لا يقف أبدًا عند الحرف حيث التذمت، والتعصب، والأنا، بل دائمًا ينطلق من الروح، لأن الروح يحرّر من كل هذه القيود، وحيث يكون الروح هناك تكون حياة المسيح
الإيمان العامل في المحبة يجعلنا كبناء ثابت في جسد المسيح، لا يهزّه أي ريح تأتي من هنا أو هناك، لأن ثباتنا في الحقيقة هو ثبات السيد القوي أمام كل ضعف
أخيرًا الإيمان العامل في المحبة هو إيمان الصداقة حيث للحب معنًى آخر، حب يتجاوز كل الحدود، حب لا يحدّه مظاهر علاقات ويشمل كل العلاقات، حب دائم وقوي على مثال حب أصدقاء المخلّع.
يا أخوتي.. نحن مدعوين اليوم إلى أن نسلك في درب الإيمان العامل بالمحبة، والمملوء بالرجاء .. درب المسيح
مدعوين أن ندخل في هذا النوع من الحب، حب الصداقة، فنكون على مثال حب أصدقاء المخلع له.
مدعوين أن نثبت في جسد المسيح بالروح القدس، حيث تكون هناك الحياة، وتكون هناك الحرية. آمين
أحد مبارك للجميع