تاريخ الوردية المقدّسة والشهر المريمي-الأب/إسطفانوس دانيال
تاريخ الوردية المقدّسة والشهر المريمي-الأب/إسطفانوس دانيال
تاريخ الوردية المقدّسة والشهر المريمي
في الكنيسة الكاثوليكية
تفتخر الكنيسة الكاثوليكية في العالم كله بأنها خصصت شهر مايو لإكرام لأمنا مريم العذراء، في هذا الشهر تعج الكاتدرائيات والكنائس بالمؤمنين لتلاوة المسبحة الوردية، والقراءات الروحية لكي يتعمق المؤمن في الروحانية المريمية ويطبقها في حياته اليومية.
1- تاريخ صلاة السلام عليك يا مريم:
الجزء الأول من هذه الصلاة مأخوذة من كلام الملاك غبريال أثناء البشارة للحبل الإلهي :” السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمة الرب معك، مباركة أنت في النساء، ومباركة ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح…”. وعقب مجمع أفسس المنعقد في سنة 431 انتشر منذ ذلك في أنحاء الغرب السلام الملائكي والتقليد الكنسي ينسبه للحبر الروماني البابا سلستن (423-432) وجعل السلام الملائكي كدستور الإيمان الكاثوليكي في الأمومة الإلهية. ومن هذا الوقت أضيف على الجزء الأول :” يا قديسة مريم، يا والدة اله صلي لأجلنا، نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا. آمين”. وهذا النص من السلام الملائكي أنتشر في الغرب, ولكن في الشرق وخاصة في مصر أضيف عليه الكثير والكثير وسبب ذلك نفي نسطوريوس في جنوب الصعيد الذي أنكر أن مريم العذراء ليست والدة الإله المتجسد. حتى وجدنا نص السلام الملائكي يعود إلى القرن الخامس الميلادي، مكتوب على شقفة وجدت بدير القديس أبيفانيوس الكائن في صعيد مصر، وحاليًّا موجودة في المتحف البريطاني وها نص السلام الملائكي: ” السلام يا مريم، الممتلئة النعمة، الرب معك، وكذلك الروح القدس، كهنتك يارب يلبسون البر، الذين يمجدون يفرحون ويرتفعون، يارب من أجل داوود عبدك، يارب خلص شعبك، وبارك ميراثك، السلام للعذراء المجيدة، مريم المملوءة نعمة، الرب معك، مباركة أنت أكثر من كل النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك، لأن الذي حبلت به هو المسيح، ابن الله، وهو فدي نفوسنا”
ووجدنا نص آخر يعود إلى القرن السابع الميلادي مكتوب باللغة القبطية ( اللهجة الصعيدية) على شقفة تحمل رقم 669 في مكتبة سترازبورج، نقلت من مدينة الأقصر في إرهاصات القرن التاسع عشر إلى المكتبة المذكورة, وها نص السلام الملائكي المنقوش عليها: “السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك، لقد وقع عليك الاختيار لأنك نقية بلا دنس، لأنك تستجيبين لله، كما كنت دائمًا، صاحبة الفضائل وجدت نعمة في عينيّ الله. وها أنت تلدين ابنًا، وتسمينه يسوع، وسوف يخلص الشعوب وسيدعى، ابن الله، وسوف يعطيه الرب الإله كرسي داوود أبيه، وسيملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ومملكته لم تنتهي، كيف يكون هذا وأنا عذراء، الروح القدس عليك، وقوة الله سوف تظللك، لذلك المولود منك، يدعى ابن الله، أنا في خدمة الرب ليكن لي كقولك. مباركة أنت في النساء لأن الرب هو الذي تحدث معك، وهو الذي أمر أن تعطي لك البشارة، في ابنك كل قبائل اليهود، وكل أجناس الأمم، سوف تخلص، مع رئيس الملائكة والملائكة، لنقدم نحن أيضا التكريم، السلام يا محبوبة من الرب. الجالسة في الأعالي، السلام يا من قبلت الله، السلام يا طريقنا إلى المخلص. أنت الحمامة التي قادت البشر بعيدًا عن الطوفان، افرحي يا فراح العذراء. السلام لمن سكن فيها الله، السلام لمن قبلت الله من السماء. السلام يا عذراء، السلام يا مريم، السلام يا كتاب يقرأه العذارى، الكتاب الذي يخبر بالنور الأبدي. السلام، كل السلام”.
2- تاريخ الوردية المقدسة:
في القرن العاشر الميلادي بدأ الرهبان الأميين، الذين لا يقدرون أن يحفظوا المزامير، يفترض عليهم عدد من الصلاة الربانية50 مرة أو 150 مرة، ونشأت بعد ذالك مزامير مريمية تشبيهًا بمزامير أبينا داود النبيّ، لاشتمالها على مائة وخمسين من السلام عليك يا مريم … نظير عدد المزامير.
وتوجد مخطوطات من ألمانية وبريطانية وفرنسا وإنجلترا تعود للقرن الثالث عشر الميلادي تؤكد أن القديس عبد الأحد (1170-1221) وهو واعظ دومينيكاني، هو الذي اخترع الوردية المقدسة في مغارة التجأ إليها في غابة على مقربة من مدينة تولوز في فرنسا، وهو الذي نشر جماعة أخوية الوردية في قلونيا ومدن أخرى من ألمانيا وهولندا في نهاية القرن الخامس عشر. وفي حبرية الطيب الذكر قداسة البابا اكليمنس الثامن ( 1592-1605) أعلن في مدينة روما أن من ألّف أخوية للوردية هو القديس عبد الأحد. وعلى حسب مخطوط رقم 402 من كلية جسد المسيح بكمبرجCAMDRIBGE وهو يعود لسنة 1150 ويحوي على نصائح لتلاوة السلام عليك يا مريم… والمسبحة مقسمة لكل سرّ عشر أبيات.وربما من هذا الوقت جاءت فكرة ألخمسين السلام عليك يا مريم. وأيضًا نشأت من هنا حبوب الوردية على هيئة حبل من الحبوب، وفي هذا المنوال قال القديس ايرنيموس: ” وتلك الحبلة كانت عقدًا منضّدًا بالأسرار، وما أشبهها بسلسلة الوردية التي بها ينجو الخطأة من تنكيل النقمة الإلهية” . وقد قيل من المعاصرين إن سلسلة الوردية بربطها كل حبة من حبات المسبحة بأختها، تشير إلى ارتباط الأخوة الذين يشتركون بها مع بعضهم. وقد كتب مؤرخي الفترة هذه أن ملك فرنسا لويس القديس، كان يركع 50 مرة كلّ مساء ويقول: السلام الملائكي، وكانت امرأة تدعى أولالي JEUIALIE كانت تصلى 150 مرة السلام الملائكي بسرعة فظهرت لها مريم العذراء فوبختها لأجل سرعتها في تلاوة السلام الملائكي، وبعد هذا الظهور بدأت تتلي السلام الملائكي 50 مرة بطريقة بطيئة. وأيضًا القديس AIBERT الذي توفي في سنة 1140 كان يتلى السلام الملائكي في صلواته الشخصية.
وفي سنة 1216 أسس القديس عبد الأحد رهبنة الدومنيكان ” الإخوة الوعاظ “، وكان من بين الرهبان الأولين الأب دي لاروش. فعمل الأبوان معاً على تنسيق المسبحة، وإغناها بإدخال الأسرار إليها للتأمل بحياة يسوع وحياة مريم أمه، وكان ذلك سنة 1217 وسمياها المسبحة الوردية، مقسمة إلى ثلاثة أقسام هي: أسرار الفرح، أسرار الحزن، أسرار المجد. وكل قسم مقسم بدوره إلى خمسة أبيات، وكل بيت يتألف من عشر حبات. وقد قسمت الثلاث أسرار على اعتبار أن حياة يسوع المسيح، وحياة أمه العذراء مريم المشتركة معه بسر التجسد، وبسر الفداء، وقد مرت بثلاث مراحل هي: الفرح، والحزن، والمجد. وبين كل بيت وآخر يضاف حبة كبيرة منفردة مخصصة لتلاوة الصلاة الربية التي تعود إلى عهد الرسل. وأضاف الأبوان عبد الأحد ودي لاروش إلى هذه المسبحة الصليب، لأن كل مسيحي يبدأ أعماله وصلاته بإشارة الصليب. وقرب الصليب حبة منفردة مخصصة لتلاوة قانون الإيمان النيقاوي. ثم هنالك الثلاث حبات للتأمل بالصفات الثلاث التي تتمتع بها العذراء مريم دون سواها: فهي ابنة الآب، وأم الابن، وعروسة الروح القدس. وفي سنة 1572 قد عين البابا غريغوريوس الثالث عشر (1572- 1585) يوم 7 أكتوبر عيد الوردية. وفي سنة 1683 قد استجاب قداسة البابا اينوشنسيوس الحادي عشر(1676-1689) لطلب ملك بولونيا جان سوبيسكي تخصيص شهر أكتوبر بكامله لعبادة المسبحة الوردية. وفي سنة 2002 قد وجه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني(1979-2005) إرشاد رسولي في المسبحة الوردية تحت عنوان ” مسبحة العذراء مريم “، يعلن فيه سنة مكرسة للمسبحة الوردية. ومن المعلوم أن البابا يوحنا بولس الثاني كان شغوفاً في تكريم العذراء لذلك اتخذ في بداية حبريته شعارا: ” إنني بكليِّتي لكِ يا مريم “. ومن خلال هذا الإرشاد أضاف الأب الأقدس أسرار النور إلى الأسرار الثلاثة المذكورة سابقاً حيث يقول في المقدمة: ” إلى مريم الكلية الطهارة سلمت هذه الألفية الجديدة. أريد أن أشهد على الثقة ببادرتين رمزيتين هما: أن أنشر وثيقة مكرسة لصلاة المسبحة ” مسبحة العذراء مريم “. أن أعلن ” سنة المسبحة الوردية ” التي ستستمر من شهر أكتوبر 2002 إلى شهر نوفمبر 2003 “. ثم يستعرض الأب الأقدس الأسباب التي دعته لإضافة الأسرار الجديدة بالقول: ” إذا أردنا أن نتمكن من أن نقول قولاً كاملاً إن الوردية هي ملخص الإنجيل، فإنه بعدما ذكرنا التجسد وحياة المسيح الخفية ” أسرار الفرح “، وتوقفنا عند الآلام والموت ” أسرار الحزن “، وعند بهجة القيامة ” أسرار المجد “. يليق بنا أن نوجه تأملنا إلى بعض أحداث من حياة يسوع العلنية التي تتصف بمعان عميقة ” أسرار النور “. إن إضافة هذه الأسرار الجديدة لا تشوه صيغة الصلاة التقليدية، بل تهدف إلى وضعها في صلب الروحانية المسيحية، وتجلب إليها انتباه المؤمنين، لأنها تعبر عما في أعماق قلب يسوع من فرحٍ ونورٍ وألمٍ ومجد”، ويحتفل بعيد مريم العذراء سلطانة الوردية المقدسة في الأحد الأول من شهر أكتوبر.
إذن يعود الفضل الكبير في الوردية المقدسة لكل من القدّيس عبد الأحد والأب دي لا روش على تنسيق المسبحة وإغنائها بإدخال الأسرار إليها التأمل بحياة يسوع المسيح وحياة أمه مريم العذراء وسميّانها “المسبحة الوردية” لأنها أشبه بباقة ورد نضعها على قدميّ أمنا مريم العذراء وهذا لا يخفي أن في الورد نضارة أوراقه ولذعة أشواكه وجمال أزهاره. فنضارة أوراقه عبارة عن أسرار الفرح. ولذعة أشواكه كناية عن أسرار الحزن. وجمال أزهاره رمز على أسرار المجد. ورائحة الوردة الذكية هي أسرار النور التي أعلنها الطيب الذكر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. فالوردة في جمالها ورائحتها تبهج النواظر، وهكذا يسوع ووالدته يبهجان القلوب بأفراحهما، وبأشواكها تلذع، كذلك يسوع ووالدته بأوجاعهما يمسّان قلوب الخطأة بلواذع التوبة والندامة. وبرائحتها الزكية تنعش النفوس، وهكذا يسوع وأمه بأسرار مجدهما ينعشان أرواحنا برجاء المجد السماوي.
وفي سنة 1569 أستخدمت المسبحة رسميا في حبرية البابا بيوس الخامس (1566-1572)، وذلك الحدث هو انتصار الدول الأوروبية على الأتراك في معركة “ليبانتي” يوم 7 أكتوبر سنة 1571 في عهد البابا بيوس الخامس. فقد اجتمع المؤمنون يبكون وينوحون في ساحة الفاتيكان لخوفهم من انكسار جيوشهم. طلب منهم البابا آنذاك أن يصلوا السبحة الوردية، ثم دخل غرفته، فركع أمام المصلوب وصلى السبحة الوردية وطلبة العذراء ثم خرج إلى الشرفة من جديد وهتف بالجماهير: “أبشركم بانتهاء الحرب وانتصار المسيحية”. وعلى أثر هذه الأعجوبة التاريخية أضاف البابا بيوس الخامس إلى طلبة العذراء “يا معونة النصارى”. وبعد سنتين توفي هذا البابا القديس، وخلفه البابا غريغوريوس الثالث عشر. فأضاف إلى الطلبة “يا سلطانة الوردية المقدسة”، وعيَّن يوم 7 أكتوبر عيداً للوردية. ولم تمر على هذه الحرب مئة سنة، حتى أعاد الأتراك الكرَّة بغزو أوروبا الوسطى عن طريق البر. فحاصروا مدينة “فينا” مدة عشر سنين. وكان جان سوبيسكي ملك بولونيا يقود الجيوش الأوروبية المسيحية. فلما رأى الانتصار مستعصياً والسلاح لا يفيد شيئاً، صعد على تلة وصرخ إلى العذراء صراخ النجدة وهو يلوِّح لها بسبحته. وطاف المسيحيون المحاصرون بالمدينة يصلّون السبحة الوردية. فإذا بالذخيرة تنفذ لدى الأتراك، فيفكون الحصار عن المدينة ويتراجعون… وتنتهي الحرب. وكان ذلك يوم 12/9/1683. وقبل ذلك التاريخ بقليل، كان البابا اينوشنسيوس الحادي عشر قد عمم على العالم أجمع تخصيص شهر مايو لتكريم العذراء مريم. فطلب منه الملك جان سوبيسكي تخصيص شهر أكتوبر بكامله لعبادة السبحة الوردية، واستجاب البابا الطلب. وفي حبرية البابا بندكتوس الرابع عشر (1740-1758) وكان عالما الشهير وأحد المروجين للدراسات التاريخية والبحوث. وعندما كان مسؤول من المجمع المقدس والطقوس، سئل عن التقليد للقديس دومينيك، والوردية. وفيما يلي رده: “يجب أن تسأل عما إذا كان القديس دومينيك الأول من الوردية، وإثبات أن أنفسكم هي في شرك الحيرة والشكوك بشأن هذه المسألة. الآن، ما هي القيمة التي تعلقونها على شهادة بذلك العديد من الباباوات، مثل ليو العاشر (1521)، بيوس الخامس (1572)، غريغوري الثالث عشر (1585)، سيكستوس الخامس (1590)، وكليمان الثامن (1605)، ألكسندر السابع ( 1667)، أنوشينسيوس الحادي عشر (1689) ، وكليمان الحادي عشر (1721)، بنديكتس الثالث عشر (1724) وغيرهم ممن بالإجماع السمة المؤسسة الوردية للقديس دومينيك، مؤسس وسام الجمهورية الدومينيكية، وهو رجل الرسولية الذين قد يكون بالمقارنة مع الرسل أنفسهم والذي، بلا شك نتيجة لإلهام الروح القدس، وأصبح للمصمم، صاحب البلاغ، والمروج، واللامعين من هذا الواعظ والإعجاب حقا السماوية الصك، والوردية “
3- بداية تكريس الشهر المريمي:
هناك تعبدان آخران نراهما اليوم منتشرين في أقطار المسكونة يرقى أحدهما إلى أواخر القرن الحادي عشر وهو صلاة بشارة الملاك أو صلاة التبشير والثاني عبادة قلب الوردية التي تنسب حسب المؤرخ كاستيليوس أنها أنشأت في فرنسا عن يد القديس عبد الأحد (1170-1221) في أوائل القرن الثالث عشر.
وفي أواسط القرن السادس عشر يقوم القديس فليب دي نيري(1515-1595) بنشر عبادة البتول بين المؤمنين. وفي الحقيقة أول من خصص شهرًا لإكرام أمنا مريم العذراء هو الأب حنّا نادازي اليسوعي وقام في سنة 1664بأليف كتابًا الصغير الحجم وأعطاه اسمًا معنون «المحب لمريم وهو يتضمن 31 رياضة تقوية لإكرام أمّ الله مدة شهر كامل» وعدد صفحاته 123, وطبع باللغة اللاتينية سنتذاك ثم نقل إلى اللغة الألمانية في سنة 1711. والذي ثبت الشهر المريمي هما الأب كسافير جاكوله السويسري (1681-1746) والأب أنيبال ديونيزي الإيطالي(+1756) فالأب كسافير المذكور طبع في سنة 1724 في ديلنغن من ألمانيا كتبًا دعاه « الشهر المريمي أو ترجمة البتول الطاهرة وفضائلها نقلاً عن آباء الكنيسة وهي مقسمة على عدد أيام شهر مايو لتكون دستورًا للمتعبدين لمريم في أخويتها في ديلنغن» ويحوي على 206 صفحة بالحجم الصغير. ونقل لعدة لغات ومنذ ذلك اليوم عرف بأول كتاب يطوي رياضات الشهر المريمي. وأما الأب أنيبال المذكور ألّف كتابًا وأصرح عبادة مضمونة التعبد لمريم في شهر مايو ولكن الطبعة الأولى من هذا الكتاب مفقوده ولا نعرف عنها شيئًا, أما الطبعة الثاني فهي طبعت باللغة الإيطالية في سنة 1726 في ﭘارمة. وفي سنة 1758 ألّف الأب فرنسيس لالوميا اليسوعي وطبعه في ﭘالرمو سنة 1758. ومنذ ذلك الحين أخذت تنتشر هذه العبادة بين المسيحيين, وفي سنة 1785 قام الأب ألفونس موزارلّي اليسوعي بنشر كتاب« الشهر المريمي», وقد ثبت الأحبار الرومانيين هذا الشهر وخصوصًا البابوات بيوس السابع سنة 1815, وغريغوريوس السادس عشر سنة 1841, وبيوس التاسع سنة 1858.وبدأ في الشرق المسيحي في سوريا مع الأب سليمان استاﭪ ومسقط رأسه لبنان وشرع في سنة 1836 بجمع المؤمنين في شهر مايو في معبد البتول. وفي سنة 1838 قام مجمع انتشار الإيمان بروما بطبع كتاب «الشهر المريمي» باللغة العربية والذي ترجمه الأب لباوس المتيني الماروني من كتاب الأب ألفونس موزارلّي اليسوعي الذي سطر كتاب« الشهر المريمي»,وكرر طبعة الأب ألفونس مرة ثانية ثم ثالثة في سنة 1848.وأول كتاب شهر مريمي انتشر في سورية طبع في سنة 1853, وقامت مطبعة الآباء الفرنسيين في القدس بطبع كتاب « الشهر المريمي» الذي ترجمه الأب لباوس المتيني الماروني ثم نشرته مطبعة الآباء اليسوعيين ببيروت في سنة 1858, ثم طبعته مطبعة الآباء الدومنيكان في سنة 1876. ثم ظهرت عدة تأملات للشهر المريمي في أيامنا هذه. وانتشرت أول أخوية لمريم العذراء في سنة 1563, في «المعهد الروماني» للآباء اليسوعيين وأنشأ هذه الأخوية الأب جان لونيس البلجيكي لطلابه في الصف الخامس, وفي يومنا هذا بلغ عدد الأخويات أكثر من مائة ألف أخوية مريمية في المعمورة كلها.
4- الوردية المقدسة في فكر باباوات روما:
1- البابا بيوس التاسع(1846-1878): ومن بين جميع الولاءات التي وافقت عليها الكنيسة لا شيء قد تم حتى التي يفضلها الكثير من المعجزات وعلى التفاني من معظم الوردية المقدسة”.
2- البابا لاون الثالث عشر(1878-1903): “إن صلاة الورديّة هي عطور ذكيّة ، وقد طلبنا من شعبنا تلاوتها دوما ولا سيّما في شهري نوفمبر ومايو”
3- البابا بيوس الثاني عشر(1939- 1958): “إن الوردية هي خلاصة وافية للإنجيل كله”
4-البابا يوحنا الثالث والعشرون (1958-1963): “إن صلاة الوردية هي رائعة وعالمية لتلبية احتياجات الكنيسة ، والدول والعالم بأسره”
5- البابا بولس السادس(1963-1978) “التأمل في أسرار الوردية… يمكن أن تكون ممتازة استعدادا للاحتفال تلك الأسرار في نفس الإجراءات الطقسية [أي القداس] ويمكن أيضا أن تصبح مستمرة صدى منه”
6- البابا يوحنا بولس الثاني(1978-2005): “كم هو جميل أن الأسرة تصلي الوردية كل مساء”.
5- المسبحة الوردية في فكر قديسيها:
1- ” إن واحِدةً من “السلامُ عليك يا مريم” إذا قيلت جيِّداً، تَهِز جَهَنم تحتَ أقدام الشياطين”. (القديس يوحنا فيانيه خوري آرس)
2- “المسبحة الوردية هي سِلسِلة من “السلام عليك يا مريم” التي بواسطتِها نستطيعُ أن نهزم ونغلب ونحطم جميع شياطين جهنم”. (القديس يوحنا بوسكو)
3- “بسلطان خاص معطى من الآبِ السماوي للمسبحة الوردية في هذه الأيام الأخيرة، أن لا يكون هناكَ مشكِلة شخصية أو عائلية أو إقليمية أو دولية، لا تستطيعُ صلاة المسبحة حلها”. (لوشيا (رائية العذراء في فاطمة-البرتغال)
4- “تأتي ممارسة المسبحة مباشرة بعد القداس الإلهي في إنزال نعم أكثر من أي ممارسة أخرى، ويقول “السلام عليكِ يا مريم” تصنَع المسبحة عجائِبَ أكثر من أي صلاة أخرى”. (القديس منصور دي بول)
5- “واحدة من “السلام عليكِ يا مريم” إذا قيلت جيدًا (بانتِباه وتعبد وتواضع) فإنها، بحسب ما قال القديسون، هي العدو الذي يجبر الشيطانَ على الهربِ، وإنها المطرقة التي تحطمه، وإنها قداسة النفس وخصبها، وإنها فرح الملائكةولحن المخلصين ونشيد العهد الجديد، ومجد الثالوث الأقدس ولذة مريم، وهي القبلة العفيفة المحبة التي نطبعها على وجنتيها”.( القديس لويس ماري غرينيون دي مونفور).
6- مواعيد سيدة الوردية الخمسة عشر للقديس عبد الأحد:
1- كل من يتلو السبحة الوردية بتقوى، ويستمر في تلاوتها، استجيب لصلواته.
2-أعد متعبدي الوردية بحماية خاصة، وبنعم غزيرة.
3-السبحة ترس منيع يقضي على الهرطقات ويحرر النفوس من عبودية الخطيئة والأميال الفاسدة.
4-تنبت الوردية الفضائل، وتستمطر المراحم الإلهية، وتقدس نفوسًا كثيرة، وتستأصل من القلوب الشهوات الزائلة، وتغرس بدلاً منها حب الله المقدس.
5- إن النفس التي تبرهن عن كامل ثقتها بتلاوة السبحة، لن تهلك.
6- لن تسوء عاقبة الذين يتلون الوردية بتقوى ويتأملون في أسرارها: فالخاطىء يرتد، والبار يثبت في حال النعمة حتى النهاية.
7- أريد أن يجد جميع الذين يتلون الوردية بتقوى، في حياتهم ولدى مماتهم، عزاءً ونورًا، وأن يشترِكوا أيضًا في استحقاقات القديسين.
-لن يموت المتعبدون الحقيقيون للوردية دون أن يتزودوا بالأسرار المقدسة.
9- سأخلص من المطهر متعبدي الوردية.
10- إن الذين يحبون حقيقةً الوردية ويمارسونها يتمتعون في السماء بمجد خاص.
11-بتلاوتهم الوردية ينالون كل ما يطلبونه مني.
12-لقد نلت من ابني: أن يصبح أعضاء أخوية الوردية إخوةً للقديسين في الحياة والممات.
13-سأساعد الذين ينشرون الوردية في جميع احتياجاتهم.
14- إن متعبدي السبحة هم أبنائي المحبوبون وإخوة ابني يسوع.
15- إن التعبد للوردية لهو خير دليل على الخلاص الأبدي.
الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح
خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما