ينتصب الصليب أمام المسيحيّ كرمز لإيمانه في عمل الفداء الذي قام به ابن الله. وحدثُ الجلجلة التاريخي ليس فقط شهادة حب الله للبشرية الخاطئة. إنّه يُجمل بطريقة موضوعية كل حقيقة المسيحيّة كما عاشها مؤسّسها وشارك فيها تلاميذه. فحين ننظر إلى الصليب في الامتداد الكامل “للسر” الذي يكشفه، فهو الدلالة المستمرّة لانتصار الله على خصومه، والعلامة على شفاء الإنسان من الخطيئة وعلى دعوته إلى الحياة الأبدية.إنّ الصليب، لعب دورًا حاسمًا في تدبير الفداء، وظلَّ عنصرًا أساسيًا في المثال الذي سيحاول المسيحي أن يقتدي به بشكل يوافق مصيره الشخصي.
ظل الصليب مخفيًا حتى اكتشفته القديسة هيلانة. وظل خفيًا في قلوب الذين ناؤوا تحت أثقال الحياة وآلامها. ولكنه سيتجلّى فينا بفضل قيامة بدأ فعلها منذ قيامة المسيح. ولن ينتهي هذا الفعل قبل نهاية العالم. هذا ما يقوله لنا القديس بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنتوس (5: 1): “قد تتهدم خيمتنا الأرضية. ولكن لنا في السماء بيتًا أبديًا لم تصنعه الأيدي“.