stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تاملنا الاسبوعى مع الاكليريكى ميشيل الفى

780views

فقامَ (يوسف) فأَخَذَ الطِّفْلَ وأُمَّه لَيلاً ولَجَأَ إِلى مِصر.” متى٢: ١٣-٢٣

القديس يوسف حامي العائلة المقدسة

يقدم لنا إنجيل اليوم، شخصية من الشخصيات التي كان لها دور هام في تجسّد المسيح والحفاظ عليه، حتى أنه أُطلق عليه، حامي العائلة المقدسة، وشفيع العائلات وهو القديس يوسف

تمتّع القديس يوسف بشخصية رائعة يعلمنا من خلالها كيف نعيش في محضر الله ونحقق مشيئته، وذلك من خلال عدة صفات كان يمتلكها في حياته:

١- الهدوء

تخيلوا في مجتمع شرقي، يعرف الرجل أن زوجته حُبلى دون علاقة منه، كيف له أن يتصرف؟!! فمن حقه أن يشهرها حتى تُرجم، لكن القديس يوسف أراد تخليتها سرا، ولكن ملاك الرب أخبره بمن هو المولود من العذراء،

بحسب إنجيل اليوم، أخد مريم والصبي وسافر إلى مصر ثم رجع إلى إسرائيل، ثم توجه إلى الجليل.. كل هذا ولكنّه لم يفتح فاه وفعله في هدوء، لأنه يعرف أن ما يفعله هو تحقيقي لمشيئة الله.

كم من مرة يا أخوتي، نحكم على الآخرين دون أن نرجع ونتكلم معهم؟؟.. كم من مرة نتذمر على الله في حياتنا، ولا يمكننا أن نقبل كل أمور حياتنا، حتى تتحقق مشيئة الله فيها؟!!!

٢- التسليم

كان مم الممكن أن يُسيّر يوسف الأمور كما يرى، فهو الرجل، هو من يقع على عاتقه نتائج الأمور، سواء كلام الناس على زوجته،، أو يأخذ القرار بماذا يفعل عندما علم أن هيرودس سيقتل الأطفال،، كان من الممكن أن يأخذ القرار بأن يبقى في مصر بعيدا عن المشاكل والصراعات ويكمل حياته في سلام هناك، بدلا من الرجوع مرة أخرى إلى إسرائيل.

لكن يوسف عاش التسليم الكامل لمشيئة الله، فتنازل عن سمعته، ومكانته، وبيته، وحياته الهادئة،، وتحمّل الهروب، والاضطهادات، والسفر ومشقته.. لأنه يعلم جيدا أن مشيئة الله هي خير له ولعائلته، ولا يمكن أن يتركه الله دون أن يُخرجه من كل هذه الأزمات.

كم من مرة يا أخوتي، تشددنا في أرائنا وأفكارنا؟؟!! كم من مرة نأخذ القرار بأننا لن نترك الله يقودنا في حياتنا؟؟!! كم من مرة اعتمدنا على أيادٍ بشرية لتساعدنا ولا معتمد على الله؟؟!! كم من مرة رفضنا مشيئة الله، لرفضنا الضيق الوقتي، لاننا نريد أن نعيش الفرح الزائل الوقتي، ولا ننظر إلى الفرح الدائم فرح المسيح؟؟!!

٣- حامي العائلة الإلهية

القديس يوسف لم يكن هادئًا فقط، أو يسلم ذاته لله ليحقق مشيئته، لكنه أيضا أخذ على عاتقه حماية يسوع ومريم، فهو رأى أن هذا دوره الأساسي، فنراه عندما سمع أن أرخيلاوس بن هيرودس هو من يملك، أخذ القرار لأن يتجه إلى الجليل، إلى الناصرة، حتى يحمي الطفل وأمه.. ومن قبل تحمل مشقة السفر وسافر إلى مصر ليحميهما من بطش هيرودس،، وقبلها بحثه عن مكان لمريم كي تلد ويحميها من بطش الليل والصقيع.

كم من مرة عرفت إيماني معرفة حقيقية؟؟! كم من مرة دافعت عنه بحياتي وأفعالي وأقوالي؟؟!!! كم من مرة كنتُ مسؤولا عن ميلاد يسوع في حياتي وحياة الآخرين؟؟!! كم من مرة جهلي بيسوع جعلني أفقد هويتي أمام الآخرين؟؟!!

يا أخوتي، اليوم القديس يوسف يعلمنا كيف نجسد يسوع في حياتنا فتعالوا نعيش في المسيح هدوء القديس يوسف .. تعالوا نسبم حياتنا ونحقق مشيئة الله فيها كما فعل القديس يوسف.. تعالوا نعرف يسوع معرفة حقيقية، ونولده في حياة الآخرين … تعالوا نحمل يسوع ونحميه وندافع عنه من كل اضطهاد كما فعل القديس يوسف.. تعالوا نقول لمن حولنا نحن مسيحيين لا بكلام لكن بحياتي.. بأفعالي.. وبمحبتي . آمين

أحد مبارك للجميع.