تاملنا الاسيوعى مع الاكليريكى ميشيل الفى
تَكونوا أَيُّها الإِخوَةُ أَطفالاً في الرَّأي، بل تَشَبَّهوا بِالأَطفالِ في الشَّرّ، وكونوا راشِدينَ في الرَّأي.”١قورنثوس١٤: ١٨- ٢٥
الطفولة والرشد
يتكلم القديس بولس عن الطفولة بنوعيها، الصالح والرديئة.. فالطفولة الرديئة هي الابتعاد عن الله وتصغير العقل في الأمور، أما الصالحة منها فهي تصغير الشر في الأمور..
أي أن الطفل يملك عقل صغير في تدبر أمور حياته، كذلك بعقله الصغير لا يملك شر في قلبه، لذا نجد دائمًا الطفل يملك شفافية رائعة، وكذلك وضوح في أفعاله، حتى وأن أراد أن يخبي تصرفه، يلاحظه الإنسان الراشد.
فبولس ينادي بالطفولة التي تكلم عنها يسوع: “دعوا الأطفال يأتون إلي ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات”، الطفولة التي تؤول إلى ملكوت السموات، وليس إلى جهنم
كذلك الراشد يملك عقل ناضج يدرك به كل تصرفاته وأعماله، ويميز بين ما هو خير وما هو شر.. لذا يكون مسؤولا عن تصرفاته، ويُحاسب عليها.
فأهم ما يملكه الراشد هو الحكمة .. فالحكمة هي ما توزن أمور حياتنا، وتقودنا للتصرف الحكيم.. الحكمة تجعل العقل منفتحًا وواعيًا، فيكون ما يخرج من الفم دائما صالحًا.
الحكمة المستندة على مخافة الرب، أي في كل عمل أعمله أقول (ماذا يفعل الرب لو كان مكاني؟) أو هل هذا العمل يحقق مشيئة الله في حياتي؟.. الحكمة تجعلنا راشدين وناضجين في الرأي والقول والفعل… أما الحكمة البشرية التاركة حكمة الله، تسعى دائمًا إلى تحقيقي الأنا ومن ثمّ لا يهمها ما إذا كان هذا الرأي أو القول أو الفعل يؤول إلى الشر أم لا.
يا أخوتي، نحن مدعوين لنكون أطفالا راشدين في الرب يسوع،
مدعوين لنكون أطفالا فيما يؤول إلى الشر وعدم تحقيق مشيئة الله، راشدين في امتلاك حكمة الله
مدعوين لنكون أطفالا في محبتنا وشفافيتنا.. مدعوين أن نملك الحكمة التي تجعلنا نرتقي بالفكر والقول والفعل..
مدعوين لنملك الحكمة الإلهية التي تنير حكمتنا البشرية، حتى يؤول كل شيء إلى مجد المسيح. آمين
أحد مبارك للجميع