stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

تحديات الأسرة المسيحية-الأخ عاطف أبو الخير الفرنسيسكاني

3.8kviews

19_03تحديات الأسرة المسيحية-الأخ عاطف أبو الخير الفرنسيسكاني

تحديات الأسرة المسيحية

لن أتطرق للأسس الروحية واللاهوتية والكتابية للأسرة أو عن مفهوم الزواج المسيحي بشكل مباشر، رغم إنني أرى أهمية تعزيز ذلك من خلال الكلمة الروحية التي تنشرها الكنيسة بوسائلها المختلفة. فكلنا يعرف ويعي المعنى الروحي والكتابي والاجتماعي للأسرة، وأهمية وجودها وحضورها الروحي والفيزولوجي والمعنوي. لقد شبّه بولس الرسول بين علاقة المسيح بالكنيسة والعلاقة التي لا تنفصم بين الزوج وزوجته. وفي هذا الصدد يقول القديس كليمندص الاسكندري: “إن الزوجة تاج لزوجها والأبناء تاج للاثنين، والمسيح هو تاج الأسرة\”.

ويقول أيضاً: “إن العلاقة بين الزوجين هي مشاركة الله في خلقة إنسان جديد على صورته ومثاله”. إلا أن المعاني والقيم والأسس الروحية والأخلاقية والاجتماعية السامية التي حباها الله للأسرة صارت في عصرنا الحالي مجال جدل بين الناس. وفي وقت من الأوقات تهتز هذه القيم والأسس والمبادئ نتيجة عوامل ومتغيرات عديدة في نواحي الحياة العامة، فتؤثر هذه هذه العوامل والمتغيرات على الحياة الأسرية وتنتقل الأسرة من حالة الاستقرار إلى حالة الفوضى وعدم الاستقرار وعدم التماسك والشك في مصداقية العلاقة بين الزوجين والأولاد. سوف أتوقف عند عدة محطات أسميتها تحديات تواجه الأسرة المسيحية في عصرنا الحالي. وما هي مسببات هذه التحديات وكيفية التعاطي أو التعامل معها. علماً أن كل هذه التحديات مرتبطة ببعضها بشكل أو بآخر. 

تحدي إيماني

تواجه الأسرة المسيحية في عصرنا الحالي تحدياً إيمانياً لم تكن تواجهه في الماضي. إننا نلاحظ حالات متزايدة من الفتور الإيماني عند عامة الشعب المسيحي، خاصة الشباب منهم، وضحالة إيمانية في فهم المعنى الحقيقي للإيمان المسيحي وما يتطلب ذلك من ممارسة وسلوك في الحياة العامة داخل الأسرة وفي المجتمع. إن الإيمان بيسوع المسيح فادياً ومخلصاً وبتعاليمه الواردة في الكتاب المقدس يجب أن يعبـََّر عنها بأكثر من ممارسة شكلية للطقوس والليتورجية. فالإيمان بيسوع المسيح يعني عيش حياة جديدة ومتجددة به وبالآب تبارك اسمه.

إنه ينقلنا بشكل مستمر من القديم إلى الجديد دون المساس بالجوهر الإلهي. وهذا الانتقال يتطلب منـّا حركة متجددة لا ثابتة في داخلنا. إن سبب الفتور الإيماني هو حالة الركود الفكري الذي يعيشه الناس داخل الكنيسة. فاللاهوت ليس مادة جامدة بل حياة معاشة يسبقها فهم أصيل لعقيدة الإيمان المسيحي. وهذا ما عبـّر عنه بولس الرسول في قوله: “تغيّروا عن شكلكم بتغيير أذهانكم”. والقيادة الكنسية والروحية مسؤولة بشكل مباشر عن تفعيل الحركة في عقول وأذهان وحياة المؤمنين والمؤمنات بوسائل مختلفة كي لا تبقى الكنيسة جامدة. إننا نرى أحياناً بعض حالات الإلحاد المبطـّن بين أسرنا وأبنائنا، وهي نتيجة الجهل والسطحية الفكرية في تفسير الإيمان المسيحي وعيشه، ونتيجة كبرياء عقلي وتربية غير أصيلة، ونتيجة خطيئة مستقرة في قلوب الناس تساهم في إنمائها ممارسات خاطئة وربما فقر في الإعلام المسيحي من جهة وازدياد في حجم الإعلام المدني الذي يطعن في أساسيات الإيمان المسيحي من جهة أخرى. 

تحدي أخلاقي وقيمي 

إن حالات الانحراف الأخلاقي والخيانة الزوجية في تزايد بين أسرنا المسيحية. وهذا أمر مخزي ومعيب. لا يوجد إحصائيات وافية في كنائسنا تشير إلى حجم المشكلة لكن مجرد وجودها والسماع عنها يعني أن هناك خلل ما. فحالات طلب الطلاق المبكـّر والهجر، وخيانة الزوج لزوجته أو بالعكس، والهروب من البيت، واستخدام العنف الجسدي بين الزوجين كلها قصص صرنا نسمعها بشكل متكرر. أما أسباب الانفلات الأخلاقي فيعود في رأيي إلى عدة عوامل منها: الازدواجية في القيم الأخلاقية بين الرجل والمرأة. فما يحق للرجل في مجتمعنا لا يحق للمرأة. إن المجتمع يلاحظ ويراقب تصرفات المرأة الشاذة ويعاقب عليها أكثر من أن يلاحظ تصرفات الرجل ويعاقب عليها. وأذكـّر هنا بموقف السيد المسيح من المرأة الزانية. في كل الأحوال فإن الكبت النفسي الذي يعيشه أفراد مجتمعنا على مختلف الأصعدة يساهم بشكل فعـّال عند بعض الأفراد في التفتيش عن بدائل رخيصة للتعبير عن حرية ما في داخل الإنسان. ولكن هذه الحرية يعبّر عنها بعض الأشخاص بطريقة غير أخلاقية وتؤدي إلى كوارث أسرية.

فكيف يمكننا مثلاً أن نفهم أو نفسّر علاقة حب بين شاب وفتاة دامت عدة سنوات قبل الزواج ولم تدم أكثر من سنة بينهما بعد الزواج كان سببها خيانة زوجية من أحد الطرفين؟ إن الاستعداد النفسي والعاطفي لدى كل من الزوج والزوجة للخيانة الزوجية تعود إلى الحصانة الداخلية ونوعية التربية البيتية التي حصلا عليها من الأهل. هناك نزعة في المجتمع يساهم فيها الإعلام والانفتاح الإعلامي والتكنولوجي الحديث إلى حد كبير في ترويج الجنس كنزعة استهلاكية. وهذا الأمر يضرب كل القيم الإنسانية والعاطفية والروحية والدينية التي تقوم عليها أسرنا. فمواقع الإباحية على الإنترنت وللأسف باتت متاحة وبسهولة على شبكة الانترنت، وكذلك على شاشات التلفزيون، مما تؤثر بشكل سلبي وخطير على حياة الشباب وحتى الأزواج، وتنشر بينهم ثقافة رذيلة ومؤذية على المدى البعيد والقريب لمجتمعنا. لهذا فالكنيسة باتت بحاجة إلى مراكز للإعداد للزواج والاستشارة الأسرية. هذا أمر يجب أن يؤخذ على محمل الجد في كنائسنا. منذ سنوات عدة وفي مجلس كنائس الشرق الأوسط مثلاً ننصح بأن يكون هناك مثل هذه المراكز في الكنائس، لأنها ستساهم بالتأكيد في توصيل المفهوم السليم عن الزواج المسيحي كسرّ من أسرار الكنيسة السبعة. من الذي يُعدّ الشاب والفتاة للزواج؟

من الذي يشرح للشاب والفتاة معنى تكوين أسرة؟ من الذي يؤهل الشاب والفتاة لاستقبال حياة جديدة مشتركة قائمة على المحبة والتفاهم والتعاون وتربية الأولاد؟ عادة يتم هذا الأمر داخل البيت مع تنشئة الأولاد. ولكن يبدو أن هذه الببيئة البيتية لم تعد كافية لوحدها.

من ناحية أخرى أيضاً، هناك حاجة إلى تعزيز تربية عاطفية وجنسية سليمة في إطار التعليم الكنسي، يكون مبدأها قيم الحب الإنساني لا الغريزي. وللكنيسة دور أساسي في هذه التربية ليس فقط للناشئة والشباب بل للأزواج الجدد أيضاً. 

تحدي العيش في مجتمع متعدد الأديان 

إننا كعائلات مسيحية نعيش في مجتمع تغلب عليه صفة التعددية الدينية والإثنية والثقافية. وفي الحقيقة أنه لم يعد هناك بلد في العالم يعيش فيه الناس ضمن إطار ديانة واحدة أو ثقافة واحدة. وعلى الرغم من أن صفة مجتمعنا التعددي ليست حديثة العهد بل تعود من حيث الأديان إلى بداية انتشار الدين الإسلامي، ومن حيث الإثنيات إلى ما قبل الميلاد؛ إلا أن هذا كله يفرض على عائلاتنا المسيحية نوعاً من التحدي ذو وجهين إيجابي وسلبي. أما الوجه الايجابي فهو أننا كمسيحيين نستطيع أن نكون نموذجاً حيـّاً للآخرين في العالم لحالة التعايش والعيش الواحد تحت سقف الوطن الواحد الذي يشكل هويتنا الوطنية. فالمسيحيون في سورية استقبلوا الإسلام في بداية انتشاره، وعاشوا جنباً إلى جنب معهم عبر التاريخ بسلام، وساهموا مساهمة لا يمكن نكرانها في نمو حضارة بلاد الشام وما زالوا يساهمون في ذلك. كما أن كثير من التقاليد والعادات الشعبية والاجتماعية هي مشتركة بين المسلمين

والمسيحيين. أما الوجه السلبي للموضوع فهو أننا كميسحيين وبسبب النقص الكبير في عددنا بسبب الهجرة صرنا نشعر أننا أقلية تعيش ضمن أكثرية. والشعور بالأقلية يولـّد حالات من:

الخوف والانكماش، والتقوقع، والنظرة السلبية نحو الآخر، وبناء الأحكام المسبقة عنه. من ناحية أخرى، هناك بالتأكيد اختلاف في العقائد الدينية والإيمانية والممارسات الطقسية والعبادية وبعض القيم الاجتماعية الناتجة عن التعاليم الدينية المسيحية. هذه الاختلافات تخلق في بعض الأحياء مشكلات اجتماعية على أرض الواقع. من هذه المشكلات هي مشكلة الزواج المختلط مع الأديان الأخرى. صحيح أنه في المسيحية لا يوجد ما يسمى “محرّمات” تمنع حدوث هذا الأمر. ولكن علينا أن ننتبه جيداً إلى أنه إذا كنـّا واعين وعارفين حق المعرفة جوهر إيماننا المسيحي، فإن الزواج المختلط مع الأديان الأخرى لا يتماشى إطلاقاً مع مسيحيتنا. والأسباب في ذلك هي إيمانية قبل أن تكون اجتماعية. وأذكر هنا بعض هذه الأسباب:

 1) إذا كنـّا نقرّ ونؤمن بأن يسوع المسيح هو الرب والفادي والمخلـّص وأنه تجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء والدة الاله، وصار إنساناً، وصلب عنـّا ودفن وقام من أجل فدائنا، فإنه من الصعب جداً التوافق التام عقائدياً مع الأديان الأخرى. فإما أن نكون مسيحيين مؤمنين أو لا نكون. وبالتالي، من الصعب الارتباط بحالة زواج من شخص في ديانة أخرى لا يؤمن بيسوع المسيح كإله وببقيّة العقائد المسيحيّة التي لا تؤمن بها الأديان الأخرى، مع كل الاحترام لهذه الديانات. 

2) لقد حددت الكنيسة جمعاء منذ أوائل عهدها أن الزواج هو “سر مقدس”، وليس عقداً أو اتفاقاً قد يبطل بعد فترة من الزمن. أي بكلمات أخرى، الزواج في المسيحية يأخذ قيمته الإلهية من حضور الله فيه. وإذا كان الزواج سر مقدس، فتكون العائلة واستمراريتها هي أيضاً عمل إلهي، يكون فيه الرأس السيد المسيح بحسب قول بولس الرسول. إذاً مفهوم الزواج في المسيحية على خلاف الأديان الأخرى، ليس عقداً ولا اتفاقاً بل هو أبعد من ذلك، أي ارتباط الزوج والزوجة برباط إلهي ليصبحان بذلك “جسداً واحداً” لا ينفصل ولا يتجزأ ولا ينهار.

3) في الزواج من غير المسيحي يُحرم المسيحي من كل الحقوق القانوينة خاصة إذا بقيت الزوجة مثلاً محافظة على دينها المسيحي. فمسألة إرث الزوجة في الإسلام مثلاً لا يعادله في ذلك في المسيحية. وكذلك اجتماعياً فهي مقيّدة أكثر بكثير من المسيحية وربما قد تضطر للعيش مع أكثر من زوجة للرجل…. 

4) إنسانياً واجتماعياً، علينا كمسيحيين واجب مقدس وهو القبول والاعتراف بالآخر كونه خليقة الله. فالمسيحي عليه أن يقبل ويحترم ويحب حتى غير المؤمنين كما علمنـّا السيد المسيح ذلك من خلال لقائه مع السامرية والكنعانيّة والعشار…. ولكن الاعتراف والقبول شيء، والزواج والارتباط شيء آخر. فالزواج من غير المسيحيين لا يتوافق إيمانياً وعقائدياً مع المسيحية. لهذه الأسباب وغيرها ربما، الزواج من شخص من دين آخر مسألة غير مسموح بها إيمانياً في المسيحية قبل أن يكون غير مسموح بها اجتماعياً. البعض يعلل ويبرر الزواج من دين آخر على أنه لا يمكن منع أحد من أن يحب شخص آخر. فالحب مسألة غير مرتبطة بدين. هذا كلام صحيح. ولكن الأصح بالنسبة لنا كمسيحيين هو أن نحب الآخر حباً ليس أرضياً أو جسدياً فقط بل إلهياً أيضاً. أي أن يكون الله حاضراً في هذا الحب. وبالتالي فإن حب الزوج لزوجته والعكس بالعكس في المسيحية يرتفع إلى مستويات أعلى من العلاقة العاديّة والعاطفيّة، أي إلى مستوى الحب الإلهي في العلاقة الزوجية. وعليه، فإن الزواج من غير المسيحي ربما لا تستطيع الكنيسة من حيث قوانينها أن تمنعه ولكن يجب أن يكون هناك رادع شخصي حيال ذلك انطلاقاً من الإيمان العميق بالعقيدة المسيحية. والمشكلة تكمن عندما يكون هذا الإيمان ضعيفاً أو هشاً أو ظاهرياً. كل حادثة زواج تحدث من غير المسيحي، وكل مشكلة عائلية تحدث داخل البيت المسيحي هي نتيجة الجهل للإيمان المسيحي وبالتالي غياب المسيح عن حياة الفرد أو العائلة. 

إننا في هذا الصدد نحتاج أن نعالج جذور المشكلة قبل أن تستفحل، وهي تثبيت الإيمان المسيحي في قلوب وعقول أبنائنا وبناتنا منذ الصغر من خلال التربية المسيحية في البيوت والكنيسة والمدرسة. وحتى الأهالي يحتاجون إلى تجديد روح إيمانهم من خلال الانخراط في أخويات ومجموعات كنسية. هذه هي الوقاية الوحيدة الممكن القيام بها. 

تحدي إعلامي وثقافي: 

إننا نعيش في عصر غزا فيه الإعلام وخاصة المرئي منه بيوتنا وأماكن عملنا ليلاً نهاراً. ناهيك عن طوفان الكتب والكاسيتات والفيديو والأشرطة المدمجة. فلا يخلو بيت من وجود تلفزيون موصول مع الأقمار الصناعية. وللأسف لا يخلو محل للبيع أو مطعم من ذلك أيضاً. وبات من الضروري جداً أيضاً تواجد الكمبيوتر الموصول مع شبكة الانترنت. إذاً، الإعلام يحاصرنا من كل جهة وفي كل وقت. ونتساءل هنا: ترى أية ثقافة يتلقاها الناس عبر التلفزيون والانترنت؟ إنها ثقافة “كوكتيلي” فيها الجيد والسيئ. مما لا شك فيه أن التلفزيون والانترنت باتا حاجة اجتماعية ضرورية ليكون الإنسان على تواصل مع العالم والمحيط. فسرعة انتقال الخبر والمعلومة هما عنصران أساسيان في عصر السرعة. لقد سهّلت شبكة الانترنت كثيراً وبسرعة فائقة الحصول على أية معلومة يحتاجها الإنسان. واختـُصرت المسافات والجهود وربما المال أيضاً. ولا يمكن في الوقت الحاضر، أن يقوم أي عمل بدون الكمبيوتر وبدون إمكانية الاتصال عبر شبكة الانترنت. 

إلا أن الوجه السلبي لثقافة التلفزيون والانترنت هي مسألة اكتفاء المشاهد بتلقي المعلومة دون إمكانية الحوار والنقاش فيها. إنه حوار من جهة واحدة. فلا يمكن أن نحاور التلفزيون أو أي موقع على شبكة الانترنت بل نكتفي بالتلقي. وهل كل ما نتلقاه صحيحاً وسليماً وخالياً من الشوائب؟ مَن يقرر من الناحية الأخلاقية والقيمية والاجتماعية أن ما يُعرض من أفلام ومسلسلات وتقارير على شاشة التلفزيون مثلاً هو أفضل الحلول وأفضل القيم الاجتماعية؟ وماذا عن الأطفال والشباب الذين يتلقون المعلومات منذ صغرهم دون أن يكون لديهم إمكانية التمييز بينها. لقد أصبحت وسائل الإعلام الحديثة، وعلى الأخص التلفزيون، شريكاً للأبوين في تربية أولادهم وتنشئتهم. إن التلفزيون يقوم بدور لا يستهان به في تشكيل القيم والمفاهيم والأفكار لدى الأطفال والشباب بصورة فعـّالة، وتتنافس في ذلك مع الوالدين والكنيسة والمدرسة. إذاً، على عاتق الأسرة المسيحية عمل شاق ومتواصل في تربية الأولاد على احترام وتنظيم الوقت اليومي الى أجزاء يستفيد منها الولد من كل شيء. فهناك

أوقات للدراسة وأوقات للعب وأوقات للتلفزيون وأوقات للطعام وأوقات للراحة وأوقات للأصدقاء. أما بالنسبة للكبار فأعتقد أن الجلوس ساعات طويلة أمام التلفزيون ومتابعته في البيت والمحل وفي العمل هي بمثابة إدمان ونتيجة فراغ وجهل علمي. في كثير من الأحيان أصاب الناس الخمول في حياتهم، وفقدت الأسرة وضعية الحوار العائلي ومناقشة الأمور العائلية من أجل استمرارية بناء الحياة الأسرية السليمة. وتحوّل أفراد الأسرة في كثير من الأحيان الى أفراد صامتين ومتلقين لثقافة مرئية ومحكية عبر صوت التلفزيون. 

في الختام، إن كل ما ذكرت من تحديات ومسببات لها وطرح بعض الرؤى لحلـّها هو مساهمة متواضعة في عمل التوعية اللازمة وفتح باب الحوار بين أبناء الكنيسة من أجل دعم الحياةالأسرية وتماسكها وعدم التفريط بتفاصيلها. علينا أن نسعى معاً وبجهود مشتركة من أجل أن نحافظ على الأسرة أمام التحديات والظروف المستجدة. إن مستقبل الكنيسة في شرقنا العربي مرهون بمستقبل الأسرة وتماسكها وتجذّرها. وأصبح لزاماً على الكنيسة أن تعيد النظر في أسلوب تعاملها مع الأسرة فلا تقتصر في ذلك على الممارسات الطقسية والخدمات الروحية والصلوات والوعظ. إنما على الكنيسة أن تأخذ الموضوع على محمل الجد وتخطط لبرامج تربوية للحياة الأسرية وأفرادها.