تلاوة اسماء الاقباط الشهداء ال 21 في الصلاة في عمان
وسط أجواء خاشعة عمّها روح التعزية والإيمان المشترك، أقامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صلاة جنائزية عن راحة أرواح شهداء مصر الواحد والعشرون شاباً قبطياً، حيث ترأس الصَّلاَة مسَاء اليوم الأَربِعاء في كنيسَة القِديس جرجِس القبطية، الأب أنطونيوس صبحي ممثل النائب البطريركي للأقباط الأرثوذكس في الأردن يعاونه كهنة الاب ميخائيل ثابت والاب شنودة حكيم، وشمامسة الكنيسة، وشارك في الصلاة لفيف من الكهنة وممثلي الكنائس، وبرز منهم وفد رفيع من قساوسة تجمع الكنائس الانجيلية في الاردن، ورهبان وراهبات، بحضور جمع السياسيين والدبلوماسيين وممثلين مؤسسات إجتماعية ودينية، وحشد من المؤمنين ضم عدد من المسيحيين العراقيين المهجَّرين. وحضر كذلك الدكتور عامر الحافي، مندوبا عن سمو الامير الحسن بن طلال وسفيرة لبنان لدى الاردن ميشلين باز.
وابتدأت الصلاة بترتيل المزامير والإبتهالات والقراءات الطقسية باللغتين القبطيَّة والعربية، وعقب قراءة الإنجيل الذي تحدث عن إقامة المسيح للعازر من القبر، ألقى الأب أنطونيوس صبحي كلمةً عبر فيها عن شكره وإمتنانه لكل المعزيين بإستشهاد الأقباط المصريين بليبيا، حيث لفت إلى أن التعزية في هذا الموقف هي بمثابة تهنئة مشيراً إلى أن الكنيسة زَفَّت عرساً بهياً من واحد وعشرين شهيداً انتقلوا للحياة الأبدية في السماء، فالكنيسة على حد قوله تحتفل بعيد رغم صعوبة الحادثة، وعبر عن الشهادة الإيمانية الجريئة التي قدمها الشهداء ببطولية وإيمان كبيرين. وتليت اسماء الشهداء الواحد والعشرين، وسط تأثر الحضور، وتلألأت الدموع في عيون الكثير منهم.
ختاماً قرأ الرسالة التي وجهها الأمير الحسن بن طلال لقداسة البابا تواضروس، بطريرك الكرازة المرقسية، حيث أكد سموه على إنَّ هذه الجريمة النكراء تُزيد التصميم والعزم على متابعة العمل الجاد في مواجهة الدعوات التي تحث على الكراهية والتكفير.
وألقى الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، كلمةً أكد فيها على وحدة الدم التي تجمع أبناء الوطن بجميع إنتمائاتهم، حيث قال: “في هذه الكنيسة التي قُرِعَتْ أجراسها قبل إسبوعين حزناً، وأُقيمت فيها صلاة مشابهة لهذه الصلاة من أجل بطل الأردن الشهيد معاذ الكساسبة، اليوم نجتمع من جديد لذات السبب، لأن الإخوة الأقباط الشهداء الواحد والعشرين شهداء القرن الحادي والعشرين قد قتلوا على ذات اليد التي قتلت معاذ، وهاهم يلتقون الآن، يجمعوننا معاً، لأن الدم يوحدنا ، الجرح يوحدنا، ولا تخيفنا هذه المجموعات التي تريد تقسيم الجسد الواحد والنسيج الواحد”.
وتابع الأب بدر بالقول: “مع إخوتنا أبناء الكنيسة القبطية الشقيقة، ومع إخوتنا العراقيين المهجرين من ذات اليد الغاشمة، ومع ابناء الكنائس الأردنية، نتحد اليوم معاً لا لتقديم العزاء أو التهنئة فقط، وإنما للصلاة، الصلاة لأنهم بشر قتلوا وأنتهكت كرامتهم الإنسانية، الصلاة لأنهم عرب، مصريون، مسيحيون وأقباط ماتوا لكي يحافظوا على التعددية الدينية التي تزين شرقنا العزيز ومجتمعنا الغالي”.
وخَتم: “كلنا في ذات السفينة نعتمد على نعمة الرب وعلى حِكمة الرُّبَّان وعلى وَعي الشعب الواحد، في القرن الواحد والعشرين نطلب شفاعة القديسين وبخاصة الشهداء الواحد والعشرين، صلوا لأجلنا”.
وبعد كلمة للأب نبيل حداد، مدير مركز التعايش الديني، توجه الحضور إلى القاعة المجاورة للكنيسة، وكان السفير المصري لدى الاردن خالد ثروت قد زارها قبيل الصلاة، لتقديم واجب العزاء – التهنئة بهذه الكوكبة من الشهداء المصريين الأقباط، ورافقه دبلوماسيو وموظفو السفارة لدى الأردن.
موقع ابونا