حفل افطار الللجنة المصرية للعدالة والسلام
ادارة العلاقة مع الآخر
كتب : عصام عياد
في تقليد شبة أصيل ،نظمت اللجنة المصرية للعدالة والسلام – بهمة أمينها العام الأب وليم سيدهم اليسوعي – حفل افطارها السنوي ابتهاجا بشهر رمضان الكريم ،وسط كوكبة من رجالات الفكر والثقافة والصحافة والاعلام والفن ورجال الدين الاسلامي والمسيحي والمهتمين بالعمل العام والأصدقاء والمحبين ،الى جانب أعضاء اللجنة المصرية للعدالة والسلام ،وأعضاء جمعية النهضة العلمية والثقافية ” المركز الثقافي لجيزويت القاهرة ” ،ومشاركة بعض أعضاء العديد من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية ،في ضيافة مدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بجهة الفجالة بوسط المدينة في شهر يونيو الفائت .
أقيمت على هامش الاحتفالية ندوة ثقافية موسعة حول ” ادارة العلاقة مع الآخر ” – على مدى الساعتين – أدارها الكاتب الصحفي المتميز الأستاذ سليمان شفيق ،وكان ضيفاها كل من المهندس / محمد منير مجاهد منسق مجموعة ” مصريون ضد التمييز الديني ” ، والأستاذ / كمال زاخر المفكر والكاتب والباحث في الملف القبطي .
في بداية الاحتفالية تفضل الأب سيدهم بالترحيب بالحضور مهنئا الجميع بهذه الأيام المباركة لكل المصريين ،على الرغم من تصاعد الأحداث المؤسفة والتي بدورها تعكر المزاج العام لشعبنا العظيم ، مشيرا الى ” ثنائيات كثيرة ” بما فيها من مساحات مشتركة ومساحات صدامية … التعددية ، التقافات ، الأديان ، الولد ، البنت ، الرجل ، المرأة ، المسيحي ، المسلم ، الأبيض ، الأسود ، القرية ، المدينة ،….
من جانبه تحدث المهندس مجاهد عن ظاهرة تنامي ” العنف الطائفي ” وبخاصة في مناطق العشوائيات ، مشيرا الى العلاقة بينه وبين تدني الأحوال المعيشية للمواطن ،وغياب القيمة ،وأيضا الى تدني الحريات العامة والخاصة ،وأضاف سيادته أننا امام ” نكسة ” للعمل الأهلي ،واختتم مداخلته بأنه هناك تحرك لمراجعة كل مناهج وزارة التربية والتعليم من الحضانة للثانوية العامة للتأكد من خلوها بما يدفع بالتمييزالديني .
أشار الأستاذ زاخر الى ضرورة تجديد ” الخطاب الفكري الثقافي ” ، والتي تحمل معنى أشمل من تجديد ” الخطاب الديني ” ، فالخطاب هو نتاج الفكر ، وأضاف أنه يتوجب علينا التخلص من فكرة ” الحل الآحادي ” والاتجاة الى فكرة ” العمل المؤسسي ” ، وبين سيادته أن ” العبقرية المصرية ” تجلت في وقت الأزمة ،ونحن بصدد استخراج شهادة وفاة الشارع السياسي لتظهر حركة ” كفاية ” – لا تخضع لقانون العقوبات – ،بالاضافة الى وجود المتغير الكوني وثورة الاتصالات والمعلوماتية ، وأنه ليس لنا بديل سوى العمل من خلال العمل المدني ،واختتم مداخلته بالتقدم نحو الغد والذي يحمل حزمة من التفاؤل .
جاءت مداخلات وتعقيبات الحضور ثرية .. المهندس أحمد بهاء الدين شعبان ، الدكتور عبد الخالق فاروق ، الاعلامية بسنت حسن ،الدكتور يسري مصطفى ، الأستاذة صفاء مجاهد المحامية ، الأستاذ رؤوف الياس ، الأستاذ يوسف رامز ، الفنانة عزة ، الأب الدكتور كميل وليم ،الصحفي نادر شكري ، الدكتور محمد عادل ، الأستاذ جورج اسحق ،الأستاذ فايز نحال ،و اخرين.
جاءت مشاركات مجموعة كبيرة من الشباب في الأمسية علامة مضيئة ومبشرة واضافة لرسالة و عمل اللجنة في ضم صف ثان مدرك وواع للواقع .
تجدر الاشارة الى أن اللجنة المصرية للعدالة والسلام ،لجنة استشارية لهيئة البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر تضم كل ذوي الارادة الصالحة من أبناء المحروسة بهدف بناء جسور الأخوة والوحدة والعمل من أجل نشر رسالة الأخاء والعدالة والمساهمة الفاعلة في النهوض بالمجتمع وتحقيق العدالة واقامة الديمقراطية واحترام التعددية والمواطنة وحقوق الانسان ،وتواصل اللجنة رسالتها عبر الندوات الشهرية و المؤتمرات السنوية، كما يوجد لجان فرعية للجنة العدالة والسلام بمختلف الايبارشيات .
تهنئة وتقدير للجنة المصرية للعدالة والسلام لرسالتها التنويرية ودورها في ايثار الوعي والاهتمام بقضايا المواطنة وحقوق الانسان،ممثلة في أمينها العام الأب وليم سيدهم اليسوعي وكل فريق العمل،مع التمنيات بمزيد من التقدم والانتشار.