حوار مع نيافة الانبا بشارة جودة مطران ابو قرقاص للاقباط الكاثوليك
No tags
أجرى الحوار : ناجح سمعان
الانبا بشارة جودة مطران ابو قرقاص :
” دعوتى أن أحمل البشرى السارة لأبناء الكنيسة “
الاب بشارة جودة أحد اباء الكنيسة الكاثوليكية بمصر الذين منحهم الله الكثير من العطايا التى عملوا على استثمارها لخير المؤمنين الروحي . ينتمى إلى الرهبنة الفرنسيسكانية ويحمل خبرة رعوية تقترب إلى عشرين عاماً ، تولى عدد من المواقع المتقدمة بالرهبنة كرئيس دير ورئيس منطقة ومرشداً روحياً لمزار جروحات القديس فرنسيس باسيوط ، فضلاً عن عضويته للمجلس الاستشارى لايبارشية اسيوط للاقباط الكاثوليك . انتخبه سينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية مطراناً لايبارشية جديدة بمحافظة المنيا تحمل اسم ايبارشية ابو قرقاص للاقباط الكاثوليك ، حول دعوة الرب للاب بشارة للخدمة الاسقفية ورؤيته لواقع الكنيسة المعاصر ومستقبلها ، كان لنا هذا الحوار .
- فى بداية الحوار دعنا نقدم للقارئ بطاقة تعارف لشخصكم الكريم ؟
- الاب بشارة جودة مواليد قرية النجيلة بمحافظة سوهاج فى 28 اغسطس 1971 ، تلقيت تعليمى الابتدائى بمدرسة جمعية الصعيد بالقرية ثم التحقت باكليريكية الفرنسيسكان الصغرى باسيوط منذ 25 اكتوبر 1983 . أمضيت مرحلة الاعدادى والثانوى بمدرسة اسماعيل القبانى باسيوط إلى جانب التكوين الروحى بالاكليريكية الصغرى وهى مرحلة اكتشاف الدعوة وتنميتها . ومن الاباء المكونين بالاكليريكية الصغرى الذين عاصرتهم وكان لهم فضل اكتشاف دعوتى وتربيتها الاب عمانوئيل ماكن والاب ابراهيم سليمان والمتنيحين الاب كيرلس اسكندر والمطران عادل ذكى . التحقت بالمعهد الاكليريكى الفرنسيسكانى بالجيزة لدراسة الفلسفة عام 1992ثم درست اللاهوت مدة عام واحد بالكلية الاكليريكية بالمعادى وارتديت الثوب الرهبانى فى 5 سبتمبر 1995 ثم سافرت عام 1996 لدراسة اللاهوت بلبنان فى الجامعة البولسية وعدت إلى مصر فى 12 فبراير 2001 وقد ابرزت نذورى الدائمة فى 23 مارس 2001 وتمت سيامتى الكهنوتية عن يد المتنيح الانبا مرقس حكيم مطران سوهاج فى 8 يونيه 2001 .
- ماذا عن المواقع التى خدمت بها خلال حياتك الكهنوتية التى تقترب إلى العشرين عاماً ؟
- خدمت فى كوم امبو باسوان مدة تسع سنوات من عام 2001 حتى 2010 ثم الخدمة باسيوط مدة تسع سنوات ايضاً وخلال هذه الفترة دبر لى الرب العمل بالعديد من الخدمات فى الرهبنة الفرنسيسكانية من راعى كنيسة ومدير مدرسة إلى رئيس دير ومزار حتى رئيس منطقة من مغاغا بالمنيا حتى الشورانية بسوهاج فضلاً عن الكثير من الفرص الروحية التى وهبنى الرب اياها سواء فى العمل الراعوى او التعليمى .
- كيف تم انتخابكم إلى الدرجة الاسقفية ؟
- التزكية اولاً تأتى من الرهبنة ثم الترشيح تم من قبل سينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية بتاريخ 26 ديسمبر 2019 وتم اعتماد قداسة البابا فرنسيس للانتخاب يوم 7 يناير 2020 والسيامة بنعمة الله ستكون فى ابو قرقاص يوم 27 فبراير القادم .
- ماذا انطباعك الشخصى فور سماع نبأ انتخابك مطراناً ؟
- مشاعر كثيرة تنتابنى منها التوتر والقلق ، الفرح مع الخوف من المسئولية ، اشكر الرب على نعمته واشكر اباء الكنيسة على ثقتهم وكلى ثقة فى نعمة الله وان الرب هو من يقودنى فى كل مكان وكل عمل واتمنى أن أكون أداة صالحة فى يد الرب .
- كيف استقبلت الرهبنة الفرنسيسكانية النبأ السعيد ؟
- بالتأكيد استقبلت الرهبنة الخبر بفرحة كبيرة ، ان الرهبنة الفرنسيسكانية تفرح وتفخر بأن تقدم أحد ابنائها إلى الخدمة فى الكنيسة وقد قدمت من قبل الانبا يوحنا نوير والانبا مرقس حكيم لأن الرهبنة دائماً فى خدمة الكنيسة .
- ماذا عن المنهج الراعوى الذى تفكر فيه حالياً للخدمة الاسقفية ؟
- ايبارشية جديدة فى مكان جديد وشعب جديد ، هذا يدعونى إلى التفكير فى معنى التجديد فى الخدمة الرعوية والسعى إلى الرسالة بروح جديدة . إن رسالتنا الاساسية هى رسالة الانجيل الذى هو البشرى السارة لكل إنسان وهذا يتطلب التركيز على التكوين الروحي للانسان وتنمية الرجاء فى عالم مليئ بالتحديات لأن التكوين الحقيقى الذى يركز على الإنسان بكل جوانبه يقود إلى تحقيق كرامة الشخص ومن ثم العمق الروحى فى الثمر والرسالة وفى هذا نستمد طاقتنا من حياة الصلاة والتأمل ، بنعمة الله ستكون رسالتى حمل البشرى المفرحة لكل شخص .
- كيف ترى رسالة المطران فى ايبارشيتك الجديدة ؟
- دور المطران هو ان يكون اباً للجميع ، أب للكهنة اخوته وشركائه فى الخدمة . وبالتأكيد لايبارشية المنيا حضور قوى فى الكنيسة القبطية الكاثوليكية بكهنتها وراهباتها ومؤسساتها الاجتماعية والروحية وقد خدم بها مطارنة اجلاء منهم غبطة ابينا الكاردينال الانبا انطونيوس نجيب وغبطة ابينا البطريرك الانبا ابراهيم اسحق ونيافة الانبا بطرس فهيم وربما هذا ما يزيد من قوة المسئولية ويدعونى إلى استكمال المسيرة بثبات . كذلك على المطران ان يكون اباً للعلمانيين المعاونين فى الخدمات والانشطة حيث دعاهم المجمع الفاتيكانى الثانى إلى القيام بدعوتهم ورسالتهم فى خدمة الكنيسة وكل واحد حسب طاقته لاننا جميعاً واحد فى المسيح .
- ما هى أولى الخطوات التى ستقوم بها فى ايبارشية ابو قرقاص ؟
- ايبارشية ابو قرقاص للاقباط الكاثوليك التى دعانى الله للخدمة بها حدودها الجغرافية تضم ثلاثة مراكز بمحافظة المنيا هى ابو قرقاص ملوى ودير مواس وبها عدد ( 21 ) رعية واعتقد اننى سأبدا بالزيارات الرعوية للكنائس للاقتراب من ابناء الايبارشية ورعاتها ، فضلاً عن المشاركة فى اللقاءات العامة سواء مع الخدام او الشباب والعائلات . كذلك سأسعى إلى الاهتمام بالتعليم المسيحى والتأكيد على الهوية الكاثوليكية لأبناء الايبارشية ،واتطلع إلى زراعة الرجاء أمام التحديات واثقاً فى محبة المسيح وعنايته بكنيسته .
- كيف ترى نيافتكم توجه سينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية إلى فكرة تقسيم الايبارشيات ؟
- لكل عصر متطلباته نتيجه الظروف الاقتصادية والاجتماعية وهو ما يدعو الكنيسة إلى أن تكون الخدمة الراعوية ملبية لهذه الاحتياجات . فى الوقت الحاضر نلمس تأثير الهجرة الداخلية فى البحث عن فرص العمل كذلك زيادة أعداد المؤمنين وانتشارهم فى اماكن جديدة وهو ما يدعو الكنيسة إلى ضرورة التواجد بين الناس وتوفير أماكن للعبادة واعتقد ان هذا ما جعل اباء السينودس يفكرون فى هذا الأمر حتى يستنى للمطران والكهنة فى نطاق جغرافى مناسب متابعة المؤمنين وافتتاح أماكن جديدة للخدمة .
- كيف ترى مستقبل الكنيسة الكاثوليكية بمصر ؟
- انطلاقاً من الواقع الحالى اعتقد اننا نحتاج إلى التركيز على الهوية الكاثوليكية بين المؤمنين وهذا يتطلب تكويناً أعمق لأبناء الكنيسة ، تكوين يجذر فى الناس غنى الكنيسة الكاثوليكية بتعاليمها وطقوسها وتاريخها وقديسيها . ان هذا التكوين بلا شك يحفزهم على الانتماء ومن ثم الرغبة فى اعلان ايمانهم واظهار هويتهم بكل محبة وتقدير نحو الجميع .