رأينا نجمة في المشرق – الأب وليم سيدهم
رأينا نجمة في المشرق
قبل أن يخترع الإنسان الكهرباء وتمتليء بقاع الأرض بالكشافات القوية سادت الأرض قراءة حركة نجوم السماء، كانت جدتي منذ حوالي ستين سنة وكنت طفلًا في حوالي العاشرة من عمري تُحدد ساعات الليل بظهور نجوم معينة في السماء، كانت تقول لقد إنتصف الليل لأن نجمة معينة ظهرت في السماء، ثم إذا إقترب الفجر كانت تنظر إلى السماء وتقول لقد ظهرت نجمة كانت تذكر اسمها.
ظل البشر يتعاملون مع نجوم السماء لتحديد حركة الزمن، كما استخدمت النجوم في تحديد الإتجاهات للسائرين في الصحراء، هكذا كانت تنتشر ثقافة التنجيم.
ومنذ الفين عام وفي نفس السياق كان المنجمون في الشرق يرصدون ظهور نجم عجيب كان مخصوصًا لمعرفة ميلاد الأمراء والشخصيات العظيمة التي تحكم الأرض.
وقتها إكتشف المنجمون من المجوس نجمًا يتلألأ فوق أرض يهوذا. لقد ارتبط هذا النجم بميلاد يسوع، وظف الإنجيل هذه الثقافة بأن أعطوا ليسوع مكانة كونية جعلت من المجوس من ساكني ايران والعراق يستدلون على هذا النجم الذي ولد في المشرق في بلاد اليهود، وكما هي العادة قدموا بالهدايا بعد أن حددوا مكان هذا النجم العظيم.
وتذهب الرواية إلى هيرودس الذي كان حاكمًا في ذلك العصر، وكما أن المجوس كانوا أنقياء ودعاء نحو هذا الملك الطفل فإن هيرودس الملك إستشعر الخطر على ملكه إذ أعلن المجوس عن منافس له ومثل كل سلطة حاكمة قرر أن يتخلص من هذا الطفل الذي رأى المنجمون فيه صاحب سلطة وصولجان.
حاول هيرودس أن يخدع هؤلاء العُلماء غير اليهود حتى يخبروه بالمكان الذي سيستقر فيه النجم إلا أن ظهر الرب لهم في الرؤيا وأمرهم بألا يذهبوا إلى هيرودس.
نحن نطلق على مريم العذراء “نجمة الصبح” وكثل المنجمين نُعيد الاحتفال بهذا الطفل بطريقتنا الخاصة كل عام قاصدين تقديم الولاء والطاعة لهذا الطفل الذي بدّل وغيّر تاريخ البشرية. وكلما إقتربنا من عيد ميلاده نرصد كالمنجمين الأماكن التي ولد فيها “بيت لحم” والذي عاش فيها في فلسطين ونذهب لنتبرك بهذه الأماكن رفم الصراعات المستمرة حول هذه البقعة من الأرض.
لا بل نقرر أن نهييء قلوبنا وعقولنا لكي نستقبل اليوم هذا المولود بعد أن ننقي حياتنا من الغش والآثام ونحتفي مع الأطفال اليوم بمقدمه مؤمنين أن الأطفال اليوم هم ملوك وملكات الغد وآملين أن يأتي السلام معهم وينتشر في ربوع بلادنا المحاصرة اليوم بالأساطيل والدبابات والبنادق.
نعم، نحن نرى هذا النجم الذي وقف على بيت لحم يشير إلى مقدم ملك السلام كل عام لا بل طوال العام ونحن نحدد وجهتنا نحو أخينا ومخلصنا يسوع المسيح. بركاته ونعمته تكون معنا في هذه الأيام المجيدة.