stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

رسالة البابا فرنسيس إلى المطران فيزيكيلا بمناسبة يوبيل العام ٢٠٢٥

433views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

11 فبراير 2022

كتب: فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المطران رينو فيزيكيلا رئيس المجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل بمناسبة يوبيل العام ٢٠٢٥.

استهل البابا فرنسيس رسالته قائلا إن اليوبيل مثّل دائما في حياة الكنيسة حدثًا ذا أهمية روحية وكنسية واجتماعية كبيرة، وأشار إلى أنه مذ أعلن بونيفاسيوس الثامن في العام ١٣٠٠ السنة المقدسة الأولى – على أن يُحتفل باليوبيل مرة كل مائة عام، ليصبح الاحتفال من ثم مرة كل خمسين سنة، ثم كل خمس وعشرين سنة – عاش شعب الله المقدس المؤمن هذا الاحتفال كعطية نعمة خاصة تتميّز بمغفرة الخطايا، وخصوصا بالغفران كتعبير كامل عن رحمة الله. وأضاف الأب الأقدس أن المؤمنين، وفي نهاية مسيرة حج طويلة، غالبًا ما يستقون من كنز الكنيسة الروحي، من خلال عبور الباب المقدس وتكريم ذخائر الرسولين بطرس وبولس المحفوظة في بازيليكات روما. ملايين الحجاج بلغوا هذه الأماكن المقدسة على مر القرون، مقدّمين شهادة حية للإيمان. وتابع البابا فرنسيس رسالته مذكّرا باليوبيل الكبير لعام ألفين الذي أدخل الكنيسة في الألفية الثالثة من تاريخها، وتوقف أيضا عند اليوبيل الاستثنائي للرحمة الذي أتاح لنا أن نكتشف مجددا قوة وحنان محبة الآب الرحيمة، لكي نكون بدورنا شهودًا لها.

هذا وأشار الأب الأقدس في رسالته إلى أنه خلال العامين الأخيرين، لم يكن هناك بلد لم يتأثر بشكل كبير بسبب الجائحة المفاجئة التي وفضلا عن كونها جعلتنا نلمس لمس اليد مأساة الموت في وحدة، وعدم اليقين، غيّرت طريقة حياتنا. وكمسيحيين، قال البابا فرنسيس، قاسينا مع جميع الإخوة والأخوات المعاناة والقيود نفسها. فكنائسنا بقيت مغلقة، كما المدراس والمصانع والمكاتب والمتاجر والأماكن المخصصة لأوقات الفراغ. وأشار أيضا إلى أن الجائحة، وفضلا عن الألم الذي سبّبته، قد أثارت أحيانا في نفوسنا الشك والخوف والضياع. وأضاف الأب الأقدس أنه كلنا ثقة بأنه يمكن تجاوز الجائحة وأن بإمكان العالم أن يستعيد إيقاعه في العلاقات الشخصية والحياة الاجتماعية. وسيكون تحقيق ذلك أكثر سهولة بمقدار ما يتم العمل بتضامن فعال، فلا يتم إهمال الشعوب الأشد فقرا.

كما وشدد البابا فرنسيس على ضرورة أن نحافظ على شعلة الرجاء التي أُعطيت لنا متّقدة، وعمل كل ما يمكن كي يستعيد كل واحد القوة واليقين للنظر إلى المستقبل بروح منفتحة وقلب واثق. وأشار إلى أن اليوبيل القادم بإمكانه أن يساعد كثيرا لإعادة تشكيل مناخ من الرجاء والثقة. ولذلك، قال البابا فرنسيس، اخترتُ شعار “حجاج الرجاء”. وأشار إلى أن كل ذلك سيكون ممكنًا إن استطعنا استعادة حسّ الأخوّة العالمية، وإن لم نُغمض أعيننا إزاء مأساة الفقر المنتشر الذي يمنع ملايين الرجال والنساء والشباب والأطفال من العيش بطريقة تليق بالإنسان. كما وأشار إلى أنه يفكّر خصوصا في العديد من اللاجئين المُجبرين على ترك أراضيهم، ودعا إلى الإصغاء إلى أصوات الفقراء في فترة التحضير لليوبيل.

وأضاف البابا فرنسيس قائلا وإذ نشعر أننا جميعا حجاج على الأرض حيث وضعنا الله لكي نفلحها ونحرسها، لا ينبغي أن ننسى طول الطريق التأمل في جمال الخليقة والعناية ببيتنا المشترك. وأمل أن يتم الاحتفال بسنة اليوبيل القادمة وعيشها أيضا بهذه النية، وأشار إلى أن أعدادا من الأشخاص في تزايد دائم، من بينهم الكثير من الشباب، يدركون أن العناية بالخليقة هي تعبير أساسي عن الإيمان بالله والطاعة لمشيئته.

هذا وقال البابا فرنسيس في رسالته إنه يوكل إلى المطران رينو فيزيكيلا رئيس المجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل مهمة إيجاد الأشكال الملائمة كي يتم تحضير السنة المقدسة والاحتفال بها بإيمان عميق ورجاء حيّ ومحبة عامِلة. كما وأشار الأب الأقدس إلى أن مرسوم الدعوة إلى اليوبيل والذي سيصدر في الوقت المناسب سيتضمن الإرشادات الضرورية للاحتفال بيوبيل عام ٢٠٢٥، وأضاف يقول يُسعدني في فترة التحضير هذه التفكير في إمكانية أن تُخصص السنة التي تسبق اليوبيل، أي عام ٢٠٢٤، لـــ”سيمفونية” صلاة كبيرة. أولاً من أجل استعادة رغبة أن نكون في حضرة الرب، ونصغي إليه ونسجد له. والصلاة أيضا لنشكر الله على عطاياه الكثيرة لمحبته لنا، ولنسبّح عمله في الخليقة التي تُلزم الجميع بالاحترام والعمل الملموس والمسؤول من أجل حمايتها. الصلاة كصوتِ “قلبٍ واحدٍ ونفسٍ واحدة” (راجع أعمال الرسل ٤، ٣٢)، والتي تُترجم في التضامن ومشاركة الخبر اليومي. الصلاة التي تتيح لكل رجل وامرأة في هذا العالم التوجّه إلى الله الواحد، للتعبير عما هو كامن في أعماق قلوبهم. الصلاة كطريق رئيسي نحو القداسة. سنة صلاة مكثفة تنفتح خلالها القلوب لنوال فيض النعمة جاعلين من صلاة “الأبانا” التي علّمنا إياها يسوع برنامج حياة كل تلميذ له. وفي ختام رسالته إلى المطران رينو فيزيكيلا رئيس المجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل بمناسبة يوبيل العام ٢٠٢٥، سأل البابا فرنسيس مريم العذراء أن ترافق الكنيسة في مسيرة التحضير لحدث النعمة هذا.