stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

رسالة البطريرك المسكوني برتلماوس الأول إلى ندوة نابولي التي اختتمها اليوم البابا فرنسيس

984views

21 يونيو 2019

التحذير من اعتبار الهجرة غزو شعب لشعب آخر، والتشديد على أهمية الاستقبال الذي يدعونا إليه الإنجيل، كان هذا محور الرسالة التي وجهها بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول إلى ندوة “اللاهوت بعد “فرح الحقيقة” في السياق المتوسطي” التي اختتمها قداسة البابا فرنسيس اليوم في نابولي.

لمناسبة الندوة التي نظمتها في نابولي الكلية الحبرية للاهوت في جنوب إيطاليا، وموضوعها “اللاهوت بعد “فرح الحقيقة” في السياق المتوسطي” والتي اختتمها اليوم قداسة البابا فرنسيس، بعث بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول رسالة إلى نائب رئيس الكلية الأب بينو دي لوتشو أشار في بدايتها إلى مشاركة البابا فرنسيس موجها إليه التحية، كما ووجه تحيته إلى رئيس أساقفة نابولي الكاردينال كريشنسو سيبي. ثم انتقل البطريرك المسكوني للحديث عن موضوع الندوة مشيرا إلى تمحوره حول السياق المتوسطي وموضوع الاستقبال، وذلك في ضوء ما جاء في الدستور الرسولي “فرح الحقيقة” للبابا فرنسيس حول الجامعات والكليات الكنسية، وقال البطريرك المسكوني إن الموضوعين يرتبطان بمفهوم الحوار بجوانبه المتعددة. وتحدث بعد ذلك عن البحر المتوسط، مهد تاريخ وحضارات ولغات، ثقافات وأديان قادرة على التبادل والتداخل حركت مسيرات اجتماعية في هذه المنطقة لقرون. وأشار في هذا السياق إلى مساهمة المسيحية، وأيضا اليهودية والإسلام، في بلوغ دروب شركة وتلاحم. أما اليوم فيأخذ بحر اللقاء هذا شكلا مختلفا، شكل حدود لا يجوز تجاوزها بين الشمال والجنوب، طارحا تساؤلات حول مفهوم استقبال الغريب الذي تُشكل المسيحة أقصى تعبير عنه حسب تعاليم معلمنا ومخلصنا. وواصل برتلماوس الأول مؤكدا أن الكنيسة الأرثوذكسية لا ترى بديلا عن الحوار، وهو ما عبّرت عنه أيضا خلال المجمع المقدس الذي عُقد في كريت سنة 2016.

تحدث البطريرك المسكوني بعد ذلك عن أحداث القرن الماضي على الصعيد العالمي، ما بين نزعات قومية وتطرف بأشكاله المختلفة، وهي أمور نجدها اليوم أيضا في مناطق مختلفة من العالم، وأيضا عن التوتر المرتبط باستقبال الأشخاص الأكثر ضعفا والمعرضين لمشاكل اجتماعية واقتصادية ومناخية. وقال إن هذا كله يفرض على الكنائس تساؤلات جديدة، وأشار هنا مجددا إلى السينودس المذكور حيث تم التأكيد على أن اهتمام الكنيسة بالمساعدة لا يقتصر على أعمال المحبة إزاء المعوزين والمتألمين، بل هو بالأحرى العمل على إزالة أسباب المشاكل الاجتماعية. ومن هذا المنطلق لا يمكن للاستقبال أن يكون مجرد تقديم مساعدة بل يجب أن يتطلع إلى مواضيع الحقيقة والعدالة، وذلك لفهم أسباب خطر أشكال العبودية القديمة والجديدة ومواجهة تبعاتها. وفي حديثه عن حركة الشعوب وانتقال أجيال بكاملها قال إن هذا يؤدي إلى مزيد من الفقر في جنوب العالم، وأيضا إلى أشكال من التشدد لدى مَن عليه ممارسة الاستقبال كوصية للالتصاق بالإنجيل. وتابع البطريرك المسكوني أن هذا ما نراه في حركة الأشخاص من الدول الأفريقية إلى دول حوض المتوسط، وأيضا بين دول أمريكا اللاتينية للتوجه إلى الشمال، بين الدول الآسيوية للتوجه إلى أوقيانيا، وحتى في أوروبا بين الشرق والغرب.

وأمام هذا الواقع تزداد أهمية التزام الكنيسة الأساسي من أجل العدالة الاجتماعية، وذلك لتوفير الظروف اللاهوتية والأنثروبولوجية، أيضا من خلال عمل الجامعات ومراكز الدراسات، من أجل خلق وعي جديد لدى المؤسسات العالمية كي لا يكون الربح المعيار الوحيد، ومن أجل توجه ضروري نحو اقتصاد مستدام يحترم البيئة ويوفر للكائن البشرية الكرامة بشكل كامل، اقتصاد متحرر من بؤرات الحرب الناتجة غالبا عن أنانية قليلين إزاء الكثيرين. وفي إشارة إلى ظاهرة الهجرة شدد على ضرورة احترام الاقتصاد لتميز الشعوب والمناطق المختلفة، وأن يعمل على تحسين ظروف المعيشة للأجيال الجديدة، وعلى بلوغ تبادل جديد يقوم على الحوار والعدالة وأيضا على الحقيقة غير المتلاعَب بها. حذر البطريرك المسكوني بالتالي من أن البديل هو ما نشهد اليوم من خطر يهدد مفهوم الاستقبال الذي لم تعد الشعوب المسيحية تعتبره وصية إنجيلية ومثالا للأخوّة الإنسانية، بل ترى فيه غزو شعوب لشعوب أخرى. ودعا إلى تفادي هذا المفهوم في كنائسنا أيضا.

وفي ختام رسالته الموجهة إلى الأب بينو دي لوتشو نائب رئيس الكلية الحبرية للاهوت في جنوب إيطاليا لمناسبة الندوة الني نظمتها في نابولي حول “اللاهوت بعد “فرح الحقيقة” في السياق المتوسطي” والتي اختتمها اليوم قداسة البابا فرنسيس، شدد بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول على ضرورة أن يتحول الاستقبال إلى دمج، وأيضا على الحاجة إلى عدالة عالمية للشعوب الكثيرة المتنقلة وأيضا للشعوب التي تفتح حدودها. وأضاف أن هناك الواجب الإنجيلي والإنساني في استقبال مَن يواجه مصاعب، ولكن أيضا واجب أن يحترم مَن يتم استقباله تقاليد وعادات وإيمان مَن يستقبله.

نقلا عن الفاتيكان نيوز