رسالة الصلاة لشهر مارس 2020
رسالة الصلاة لشهر مارس 2020
رقم 104
أريد تعلم الصلاة
لكي نتعلم الصلاة علينا أن نصلي ونصلي كثيراً ومن دون ملل. فمن غير الممكن أن يصبح الإنسان “رجل صلاة” بين ليلة وضحاها، لأن إتقان الصلاة ليس بالأمر السهل. بل هو يتطلب ترويض كامل للنفس لتصبح طيّعة بين يدي الله، أي أن تصبح بكلّيتها “نَعَم” له، هذه “النَعَم” التي هي أسمى تعبير عن الصلاة إذ أنها فعل حرّية خاضعة بلا قيد ولا شرط لمشيئة الآب، كما وأنها تعبير عن الصلاة الحقيقية التي لا تقوم في ذاتها على صنع شيء بل على الإستسلام لما يصنعه الله دائماً، إن “النَعَم” لفظة صغيرة لكنها تقتضي شجاعة كبيرة، يجب أن يكون للإنسان قناعة كاملة في كل مرة يتقدم فيها للصلاة من أن هناك دوماً من ينتظره، الله بأقانيمه الثلاثة، الآب والإبن والروح القدس. الآب للإستماع إلى ما نرفع إليه من صلوات، الإبن ليشاركنا في صلاتنا والمقصود بالمشاركة هنا أن صلاته تتحد بصلاتنا وتقويها، والروح القدس ليلهمنا ويقوينا، علينا أن نهيّء الجو لأنفسنا قبل المباشرة بالصلاة وذلك من أجل أن يبقى إيماننا يقظاً وتركيزنا موجّه إلى الله، والصلاة الأكثر كمالاً ليست تلك التي نشعر فيها بأننا قد حصلنا على الكثير أو تلك التي نخرج بها راضين عن ذواتنا، فالله وحده يعرف قيمة صلاتنا، من الضروري أن يكون عندنا القناعة المطلقة بأنه متى ذهبنا للصلاة، فهذا يكون لكي نعطي لا لكي نأخذ، كي نسلّم ذواتنا بكلّيتها لله
وكما نلقي التحية عند لقاءنا بشخص نزوره، كذلك يجب علينا إلقاء التحية على أسرة الثالوث قبل المباشرة بلقائنا معها، وهذه التحية ما هي إلا إشارة الصليب
( بإسم الآب:فتح فكري على فكر الله الآب (حركة اليد على الرأس
توحيد مشاعري مع مشاعر يسوع الإبن الأزلي (حركة اليدعلى الصدروالإبن ) :
الطلب من الروح أن يحيطني ويحميني (حركة اليد على الكتفين : والروح القدس)
إذاً نحن هنا في لقاء. واللقاء يعني حوار يقوم به الطرفان، الإنسان من جهة والله بأقانيمه الثلاثة من جهة اخرى، ونشدد هنا على كلمة “الطرفان”، أي أن صلاتنا بقدر ما هي كلام هي صمت أيضاً، نستمع خلاله إلى صوت الله الذي يريد هو بدوره أن يكلمنا أيضاً، يجب أن لا نصاب بخيبة إذا لم نسمع صوت الله بشكل محسوس، فصوته يمكن أن يكون من خلال فكرة ما أو كلمة ما تطرأ على خاطرنا، فتكون تلك الفكرة منطلقاً للتأمل، فالصلاة هي أيضاً تأمل
من أسباب عدم سماعنا لصوت الله بداخلنا :
- *عدم الإصغاء
- *عدم رغبتنا في سماع صوته
- *عدم إنتباهنا
- *الخوف من أن تكون إرادته غير مطابقة لإرادتنا، فنتغاضى عن سماع هذا الصوت
لنصلي :
رباه . ها اني غريق وانت النجاة ، والرفيق وانت الحق ، والطريق.
رباه . ألا امدُد يديك فألقي حياتي الى الابد بين يديك ، وارتمي بكليتي في
ساعديك . ربّاه ايا رباه . ضمني اليك . آمين
الاب / بيوس فرح ادمون
الفرنسيسكاني