شمشون بين طفل وطاحونة…للأب هاني باخوم
مقدمة
للأب هاني باخوم
بعد ظهور الاي فون 6، وبعدما أصبح العالم متواصل من خلال شبكة، الكل يستطيع أن يصل للكل، نلمس العالم بأرجائه الأربعة في لحظات، بعد هذا التقدم الرائع في التكنولوجيا ونظم المعلومات: تويتر، فيس بوك، واتس اب،..وغيره.. هل مازال معقولا ان نتحدث عن شمشون؟ هل هذا الرجل يستطيع ان يقول لنا شيء اليوم ام أصبح قصة نرويها لأبنائنا في مدارس الأحد؟
“شمشون”، المعروف بصفة “الجبّار”، اسمه يعنى “الشمس الصغيرة”. وهو علامةٌ ورمزٌ لكل إنسان، المخلوق على صورة الله. لكنَّ هذه الصورةَ تتشوَّه. بماذا؟
مال قلب شمشون إلى امرأةٍ غريبة، “دليلة”، واسمُها بالعبرية يعني “الغروب أو السقوط”. دليلة وشمشون: غروب شمس. غروبٌ لشمسٍ لم تقوَ على الخطيئة. فقدَ قوَّته وهدفَ دعوته، ولكنه لم يفقدْ تواضعَه. فَيُرجِع إليه هذا التواضعُ قوّتَه ورسالتَه.
قصةُ شمشون معروفةٌ في كل الأديان والثقافاتِ القديمة. هو شخصٌ جبارٌ ضعيف. يذكرُه الكتابُ المقدس بطريقةٍ غريبة: يذكرُ قوّتَه، وضعفَه. يذكرُ أيامَ جبروتِه وأوقاتِ سقوطِه.
أعتقد أن الكثيرَ مننا قد يجدون أنفسَهم في شخصيَّةِ هذا الرجل، أو على الأقل في ناحيةٍ من حياته. إنما الأهمُّ هو أن نكونَ هذا الشخصَ الذي لا يفقدُ تواضعَه، حتى عندَ السقوط. يذكرُ الكتابُ المقدس أن حالةَ شمشون انحدرت، صار اعمي، ومال به الأعداء إلى درجةِ أنه صار يلفُّ الطاحونة مثلَ الحمار المفقوع العينين. أصبح مثل المهرج يأتي به الأعداء في سهراتهم، كي يتسلوا عليه، يتمايل فيضحكهم بعدما كان ظله يرعبهم: فعلا فقد ملحه، فطرح خارجاً. وفي لحظة يظهر له طفلٌ صغيرٌ يقوده.
إلى أين؟ … إلى الطاحونة؟ ….من هو هذا الطفل؟ … بل من أنت يا شمشون؟ …شمشون بين طفل وطاحونة.
لتحميل الكتاب على أجزاء