صلاة الساعات ” 14 سبتمبر – أيلول 2020 “
عيد ارتفاع الصليب المقدّس
صلاة السَحَر
• اللَّهُمّ † بَادِرْ إلى مَعونَتِي.
– يا رَبّ، أسْرِعْ إلى إغَاثَتِي.
المَجْدُ للآبِ وَالابْنِ، والرُّوحِ القُدُس
كَمَا كَانَ في البَدْءِ والآنَ وَكلَّ أوانٍ،
وإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين. هللويا.
دعوة، الى الصلاة
• يا ربِّ افتَحْ شَفَتّيَّ.
– ليُخبرَ فَمي بتسبحتِكَ.
أنتيفونة: للمَسيحِ المَلِكِ،
الَّذِي رُفِعَ مِنْ أجْلِنا على الصَّليبِ،
هَلُمُّوا نَسجُد.
المزمور ٩٤ (٩٥)
الدعوة إلى حمدِ الله
ليُشدّد بعضكم بعضًا، كلّ يوم،
ما دام إعلان هذا اليوم (عب ٣: ١٣)
هَلُمّوا نُهَلِّلُ لِلرَّبِّ *
نَهتِفُ لِصَخرَةِ خَلاصِنا
نُبادِرُ إِلى وَجهِهِ بِالشُّكْران *
ونَهتِفُ لَه بِالأَناشيد
فإِنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَظيم *
وعلى جَميعِ الآلِهَةِ مَلِكٌ عَظِيم
هو الَّذي بِيَدِه أَعماقُ الأَرض *
ولَه قِمَمُ الجِبال
لَه البَحرُ وهو صَنَعَهُ *
ويَداه جَبَلَتا اليَبَس
هَلُمُّوا نَسجُدُ ونَركعُ لَهُ *
نَجْثو أَمامَ الرَّبِّ صانِعِنا
فإِنَّه هو إِلهُنا *
ونحنُ شَعبُ مَرْعاه وغَنَمُ يَدِه
أَليومَ إِذا سَمِعتُم صَوتَهُ *
فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم كما في مَريبَة
وكما في يَوم مَسَّة في البَرِّيَّة †
حَيثُ آباؤكَمُ امْتَحَنوني واخْتَبَروني *
وكانوا يَرَونَ أَعْمالي
أَربَعينَ سَنَةً سَئِمتُ ذلِكَ الجِيلَ وقُلتُ: *
«هُم شَعبٌ ضَلَّت قُلوبُهُم»، ولَمْ يَعرفوا سُبُلي
حتَّى أًقسَمتُ في غَضَبي *
أَنْ لَن يَدْخُلوا في راحَتي
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة: للمَسيحِ المَلِكِ،
الَّذِي رُفِعَ مِنْ أجْلِنا على الصَّليبِ،
هَلُمُّوا نَسجُد.
المزمور ٦٢ (٦٣) ٢ -٩
النفس العطشى إلى الله
اللهَ يلتمس سحرًا من يهجر أعمال الليل.
أَللَّهُمَّ أَنتَ إِلهي إِلَيكَ بكَّرتُ *
إِلَيكَ ظَمِئَت نَفْسي وتاقَ جَسَدي.
كأَرضٍ قاحِلةٍ مُجدِبَةٍ لا ماءَ فيها †
كذلِكَ في القُدسِ شاهَدتُكَ *
لِأَرى عِزَّتَكَ ومَجدَكَ
أَطيَبُ مِنَ الحَياةِ رَحمَتُكَ *
وإِيَّاكَ تُسبِّحُ شَفَتايَ
وكذلِكَ في حَياتي أُبارِكُكَ *
وأَرفع كَفَّيَّ بِاسْمِكَ
كَمِن شَحْم ودَسَمٍ تَشبعُ نَفْسي *
وبِشفاهِ التَّهْليلِ يُشيدُ فَمي
إِذا ذَكَرُتكَ على مَضجَعي *
تَمْتَمْتُ بكَ في الهَجَعات
لِأنّكَ كُنتَ لي نُصرَةً *
فأُهَلِّلُ في ظِلِّ جَناحَيكَ
عَلِقَت بِكَ نَفْسي *
ويَمينُكَ سَانَدَتني
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ١: إنَّ الذي احتَمَلَ الصَّليبَ قَد حَطَّمَ الجَحِيمَ.
ثُمَّ اتَّخَذَ العِزَّةَ إزارًا، وقامَ في اليومِ الثالث.
أنتيفونة ٢: تَبَارَكَ صَليبُ الفَخرِ!
إنَّ جَسَدَ الرَّبِّ امْتَدَّ عَلَيهِ،
وعلَيهِ شَفانا دَمُ الرَّبِّ مِنْ جُرُوحِنا.
التسبحة دانيال ٣: ٥٧ – ٨٨، ٥٦
كل خليقةٍ فلتُسبِّح الربّ
سبِّحوا إلهنا، ياجميع خلائقه (عن رؤيا ١٩: ٥)
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ أَعْمالِ الرَّبّ *
سَبِّحيه وآرفَعيه إِلى الدُّهور
بارِكوا الرَّبَّ يا مَلائِكَةَ الرَّبّ *
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها السَّموات
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ المِياهِ الَّتي فَوقَ السَّماء *
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ الجُيوش
باركا الرَّبَّ أَيَّتُها الشَّمسُ والقَمَر *
باركي الربَّ يا نُجومَ السَّماء
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ الأَمطارِ والأَنْداء *
بارِّكي الرَّبَّ يا جَميعَ الأَرْياح
بارِكا الرَّبَّ أَيَّتُها النَّارُ والحَرّ *
بارِكا الرَّبَّ أَيُّتُها البَرْدُ والحَرّ
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها النَّدى والصَّقيع *
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها الجَمَدُ والبَرْد
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها الجَليدُ والثَّلْج *
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها اللَّيلُ والنَّهار
بارِكا الرَّبَّ أَيُّها النُّورُ والظَّلام *
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها البُروقُ والغُيوم
لِتُباركِ الأَرضُ الرَّبَّ *
لِتُسَبِّحْه وتَرفَعْه إِلى الدُّهور
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها الجِبالُ والتِّلال *
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ أَنبِتَةِ الأَرض
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها اليَنابيع *
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها البِحارُ والأَنْهار
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها الحيتان †
وجَميعُ ما يَتَحَرَّكُ في المِياه *
بارِكي الرَّبَّ يا جَميعَ طُيورِ السَّماء
بارِكي الرَّبَّ أَيَّتُها الوُحوش والمَواشي *
بارِكوا الرَّبَّ يا بَني البَشَر
بارِكوا الرَّبَّ يا بَني إِسْرائيل *
سَبِّحوه وآرفَعوه إِلى الدُّهور
باركوا الرَّبَّ يا كَهَنَةَ الرَّبِّ *
بارِكوا الرَّبَّ يا خُدَّامَ الرَّبّ
بارِكوا الرَّبَّ يا أَرْواحَ ونُفوسَ الأَبْرار *
بارِكوا الرَّبَّ أَيُّها القِدِّيسون والمُتَواضِعو القُلوب
باركِوا الرَّبَّ يا حَنَنْيا وعَزَرْيا وميشائيل *
سَبِّحوه وآرفَعوه إِلى الدُّهور.
لنُبارِكِ الآب والابن والروح القدس *
لنُسبِّح وَلْنَرْفَعْهُ إِلَى الدُّهُور.
مُبارَكٌ أنتَ فِي جَلَدِ السَّماءِ *
نَرْفَعُكَ وَنُسَبِّحُكَ إلى الدهور.
هنا لا يُقال المجد للآب….
أنتيفونة ٢: تَبَارَكَ صَليبُ الفَخرِ!
إنَّ جَسَدَ الرَّبِّ امْتَدَّ عَلَيهِ،
وعلَيهِ شَفانا دَمُ الرَّبِّ مِنْ جُرُوحِنا.
أنتيفونة ٣: الصَّليبُ حارِسُ المَسكونَةِ كُلِّها.
الصَّليبُ بَهَاءُ الكنيسَةِ.
الصَّليبُ عِزُّ المُلُوكِ.
الصَّليبُ سَنَدُ المُؤمنين.
الصَّليبُ مَجدُ المَلائِكَةِ ونَكبَةُ الأبالِسَة.
المزمور ١٤٩
سرور القديسين
أبناء الكنيسة، أبناء الشعب الجديد،
فليبتهجوا بملكهم، بالمسيح (هزيكوس)
أَنشِدوا للرَّبِّ نَشيدًا جَديدًا *
تَسبِحَتُه في جَماعةِ الأَصْفِياء
لِيَفرَحْ إِسْرائيلُ بِصانِعِه! *
لِيَبتَهِجْ بَنو صِهْيونَ بِمَلِكِهم!
لِيُسَبِّحوا اْسمَه بِالرَّقْص! *
لِيَعزِفوا لَه بِالدُّفِّ والكِنَّارة!
فإِنَّ الرَّبَّ يَرْضى عن شَعبِهِ *
يُزَيِّنُ الوُضَعاءَ بِخَلاصِهِ
يَبتَهِجُ الأَصفِياءُ بالمَجْد *
يُهَلِّلونَ على أَسِرَّتِهم
تَعْظيمُ اللهِ مِلْءَ حُلوقِهِم *
وسَيفٌ ذو حَدَّينِ بِأَيديهم
لإِنْزَالِ الِاْنتِقام بِالأُمَم *
والعِقابِ بِالشُّعوب
لِرَبطِ مُلوكِها بِالقُيود *
وأَشْرافِها بِكُبولٍ مِن حَديد
لِتَنْفيذِ الحُكْمِ المَكْتوبِ فيهم: *
هذا فَخرٌ لِجَميعِ أَصْفِيائِه.
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة ٣: الصَّليبُ حارِسُ المَسكونَةِ كُلِّها.
الصَّليبُ بَهَاءُ الكنيسَةِ.
الصَّليبُ عِزُّ المُلُوكِ.
الصَّليبُ سَنَدُ المُؤمنين.
الصَّليبُ مَجدُ المَلائِكَةِ ونَكبَةُ الأبالِسَة.
القراءة إلى العبرانيين ٢: ٩ب-١٠
إنَّ يَسوعَ المَسيحَ نُشاهِدُه مُكَلَّلًا بِالمَجْدِ والكَرامةِ لأَنَّه عانى المَوتَ، وهكذا بِنِعمَةِ اللّهِ ذاقَ المَوتَ مِن أَجْلِ كُلِّ إِنسان. فَذاكَ الَّذي مِن أَجْلِهِ كُلُّ شَيءٍ وبِه كُلُّ شَيء، وقَد أَرادَ أَن يَقودَ إِلى المَجْدِ كَثيرًا مِنَ الأَبناء، كانَ يَحسُنُ به أَنْ يَجعَلَ مُبدِئَ خَلاصِهِم مُكَمَّلًا بِالآلام.
الردّة
• نَسجُدُ لَكَ، أيُّها المَسيحُ * وَنُمَجِّدُكَ
•• نَسجُدُ لَكَ، أيُّها المَسيحُ * وَنُمَجِّدُكَ
• لأنَّكَ بِصَليبِكَ المُقَدَّسِ خَلَّصْتَ العالم
•• وَنُمَجِّدُكَ
• المجد للآب والابن، والروح القدس
•• نَسجُدُ لَكَ، أيُّها المَسيحُ * وَنُمَجِّدُكَ
القراءة الأولى
من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل غلااطية 2: 19- 3: 7 و13- 14؛ 6: 14- 16
مجد الصليب
لأَنِّي بِالشَّرِيعَةِ مُتُّ عَنِ الشَّرِيعَةِ لأحيَا للهِ، وَقَد صُلِبْتُ مَعَ المسِيحِ. فَمَا أنَا أحيَا بَعدَ ذَلِكَ، بَلِ المسِيحُ يَحيَا فِيَّ. وَإذَا كُنْتُ أحيَا الآنَ حَيَاةً بَشَرِيَّةً، فَإنِّي أَحيَاهَا فِي الإيمَانِ بِابنِ اللهِ الَّذِي أَحَبَّنِي وَجَادَ بنَفسِهِ مِن أجلِي. فَلا أُبطِلُ نِعمَةَ اللهِ. فَإذَا كَانَ البِرُّ يُنَالُ بِالشَّرِيعَةِ، فَالمسِيحُ إذًا قَد مَاتَ سُدًى.
يَا أهلَ غَلاطِيَةَ الأغبِيَاءَ، مَنِ الَّذِي فَتَنَكُم، أنتُمُ الَّذِينَ عُرِضَتْ أَمَامَ أَعيُنِهِم صُورَةُ يَسُوعَ المسِيحِ المصلُوبِ؟ أُرِيدُ أن أعلَمَ مِنكُم أمرًا واحِدًا: أَمِنَ العَمَلِ بِأَحكَامِ الشَّرِيعَةِ نِلتُمُ الرُّوحَ، أم لأَنَّكُم سَمِعْتُم بِشَارَةَ الإيمَانِ؟ أَبَلَغَتْ بِكُمُ الغَبَاوَةُ إلَى هَذَا الحَدِّ؟ أَفَيَنتَهِي بِكُمُ الأمرُ إلَى الجَسَدِ، بَعدَمَا ابتَدَأْتُم بِالرُّوحِ؟ أَكَانَ عَبَثًا كُلُّ مَا اختَبَرْتُم، إذَا صَحَّ أنّهُ كَانَ عَبَثًا! أَتُرَى أنَّ الَّذِي يَهَبُ لَكُمُ الرُّوحَ وَيُجرِي المعجِزَاتِ بَينَكُم يَفعَلُ ذَلِكَ لأنَّكُم تَعمَلُونَ بِأَحكَامِ الشَّرِيعَةِ، أم لإنَّكُم سَمِعْتُم بِشَارَةَ الإيمَانِ؟ هَكَذَا “آمَنَ إبرَاهِيمُ بِاللهِ، فَحُسِبَ لَهُ ذَلِكَ بِرًّا”. فَاعلَمُوا إذًا أَنَّ أَبنَاءَ إِبرَاهِيمَ إِنَّمَا هُم أَهلُ الإيمَانِ.
إنَّ المسِيحَ افتَدَانَا مِن لَعنَةِ الشَّرِيعَةِ إذ صَارَ لَعنَةً لأَجلِنَا، فَقَد وَرَدَ فِي الكِتَابِ: “مَلعُونٌ مَن عُلِّقَ عَلَى الخَشَبَةِ”. ذَلِكَ كَيمَا تَصِيرَ بَرَكَةُ إبرَاهِيمَ إلَى الوَثَنِيِّينَ فِي المسِيحِ يَسُوعَ، فَنَالَ بِالإيمَانِ الرُّوحَ المَوعُودَ بِهِ.
أمَّا أنَا فَمَعَاذَ اللهِ أن أَفتَخِرَ إلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ. وَفِيهِ أَصبَحَ العَالَمُ مَصلُوبًا عِندِي، وَأصبَحْتُ أَنَا مَصلُوبًا عِندَ العَالَمِ. فَمَا الخِتَانُ بِشَيءٍ، بَلِ الشَّيءُ هُوَ الخَلْقُ الجَدِيدُ. وَالسَّلامُ وَالرَّحمَةُ عَلَى الَّذِينَ يَسِيرُونَ عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ وَعَلَى إسرَائِيلِ اللهِ.
الردة ر. غلاطية 6: 4؛ ر. عبرانيون 2: 9
• أمَّا نحن فيَجِبُ أن نفتخرَ بصليبِ ربِّنا يسوعَ المسيح، ففيه خلاصُنا وحياتُنا وقيامتُنا. وبه نِلْنا الخلاصَ والحرّيّةَ.
• كُلِّلَ بالمجدِ والكرامةِ لأنَّه عانَى آلامَ الموتِ.
• وبه نِلْنا الخلاصَ والحرّيّةَ.
القراءة الثانية
من خطب القديس أندراوس أسقف كريتا
(الخطبة 10 في ارتفاع الصليب المقدس: PG
97، 1018- 1019 و1022- 1023)
مجد المسيح ورفعته هو الصَّليب
نحتفلُ بعيدِ الصَّليبِ المقدَّسِ الذي بدَّدَ الظَّلامَ ونشرَ النُّورَ. نحتفلُ بعيدِ الصَّليبِ المقدَّسِ، ومع المصلوبِ نرتفعُ إلى الأعالي، فنترُكُ الأرضَ الدُّنيا مع الخطيئةِ، ونَسمُو إلى العُلَى. إنَّ امتلاكَ الصَّليبِ أمرٌ عظيمٌ، مَن امتلكَه امتلَكَ كنـزًا. وأدعوه حقًّا كنـزًا، لأنَّه أجملُ من جميعِ الخيراتِ اسمًا وفعلاً. إذ فيه ومنه وبه جوهرُ خلاصِنا الذي أُعِيدَ إلينا كما في حالتِنا الأولى.
لو لم يكُنِ الصَّليبُ، لمَا صُلِبَ المسيحُ. لو لم يكُنِ الصَّليبُ، لمَا سُمِّرَتِ الحياةُ على الخشبةِ بالمساميرِ. ولو لم تكُنِ المساميُر، لمـَا تدفَّقَتْ ينابيعُ الأبديّةِ، دمًا وماءً، من جنبِه لِتُطَهِّرَ العالمَ، ولَما أُتلِفَ صَكُّ الخطيئةِ، ولمـَا ثُبِّتْنا في الحرّيّةِ، ولمـَا نَعِمْنا بشجرةِ الحياةِ، ولمـَا انفتحَ الفردوسُ. لو لم يكُنِ الصليبُ، لمـَا هُزِمَ الموتُ ولمـَا جُرِّدَ الجحيمُ من سلطانِه.
فالصَّليبُ إذًا هو أمرٌ عظيمٌ وثمينٌ جدًّا. هو أمرٌ عظيمٌ، لأنَّ خيراتٍ كثيرةً جاءتْ معه، كثيرةً وذاتَ استحقاقٍ بقدرِ استحقاقِ عجائبِ المسيحِ وآلامِه. وهو أمرٌ ثمينٌ، لأنَّ الصَّليبَ هو آلامُ اللهِ ونصرُه: آلامُه، لأنَّه بها قبِلَ الموتَ طوعًا. ونصرُه، لأنَّ الشَّيطانَ وجدَ فيها عقابَه، والموتَ هُزِمَ به، وأبوابَ الجحيمِ تحطَّمَتْ، وصارَ الصَّليبُ خلاصًا يَشمَلُ الكونَ كلَّه.
هذا هو مجدُ المسيحِ، وهذه هي رفعةُ المسيحِ. هكذا نفهمُ أنَّه صليبٌ محبوبٌ، وهو نهايةُ الآلامِ التي تحمَّلَها المسيحُ من أجلِنا. أنَّ الصَّليبَ هو مجدُ المسيحِ، فاسمَعْه يقول: “الآنَ مُجِّدَ ابنُ الإنسانِ، وَمُجِّدَ اللهُ فيه، وَسَيُمَجِّدُهُ اللهُ فِي ذَاتِهِ”(يوحنا 13: 31- 32). وأيضًا: “مَجِّدْنِي الآنَ عِندَكَ، يَا أبَتِ، بِمَا كَانَ لِيَ مِنَ المجدِ عِندَكَ، قَبلَ أن يَكُونَ العَالَمُ” (يوحنا 17: 5). وأيضًا: “يَا أبَتِ، مَجِّدْ اسمَكَ. فَانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: قَد مَجَّدْتُهُ وَسَأُمَجِّدُهُ أيضًا” (يوحنا 12: 28). وهو يَعني المجدَ الذي كانَ له على الصَّليبِ.
أمَّا أن يكونَ الصَّليبُ هو رفعةُ المسيحِ أيضًا فاسمَعْ ما يقولُ أيضًا: “وَأنَا إذَا رُفِعْتُ مِنَ الأرضِ، جَذَبْتُ إلَيَّ النَّاسَ أجمَعِينَ” (يوحنا 12: 32). تَرى إذًا أنَّ مجدَ المسيحِ ورِفعتَه هو الصَّليبُ.
الردة
• أيُّها الصَّليبُ العجيبُ، على ذراعَيْكَ كنـزُ الأسرَى وفداؤُهم. بك نالَ العالمُ الفداءَ بدمِ ربِّه.
• سلامٌ، أيُّها الصَّليبُ الذي قدَّسَك جسدُ المسيحِ، وأعضاؤُه كالجواهرِ زينةٌ لكَ.
• بك نالَ العالمُ الفداءَ بدمِ ربِّه.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
لِصَليبِكَ، يا رَبُّ، نَسجُدُ،
ولِقِيامَتِكَ المُقَدَّسَةِ نُسِبِّحُ، وإيَّاها نُعظِّم:
فَبِهَذِهِ الخَشَبَةِ شَمَلَ الفَرَحُ العَالَمَ كُلَّهُ.
التسبحة الإنجيلية لزكريا لوقا ١: ٦٨ – ٧٩
المسيح والمعمدان سابقه
مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُنا *
لأَنَّهُ افتَقَدَ وصَنَعَ فِدَاءً لشَعبِهِ
وَأَقامَ لَنا قَرْنَ خَلاصٍ *
في بَيتِ داوُدَ فَتاهُ
كَما تَكَلَّمَ على أفواهِ أَنِبيائِهِ القدِّيسين *
الَّذِين هُم مُنذُ الدَّهر:
بأنْ يُخَلِّصَنا مِن أَعدائِنا *
وَمِن أَيدِي جَميعِ مُبغِضينا
ليَصنَعَ رَحمَةً إلى آبائِنا *
ويذْكُرَ عَهدَهُ الـمُقَدَّس
القَسَمَ الَّذي حلَفَ لإِبراهيمَ أَبينا *
أَن يُنعِمَ علَينا
بأَن نَنجُوَ مِن أَيدِي أَعدائِنا *
فَنعبُدَه بلا خَوفٍ
بالقداسَةِ والبِرِّ *
جَميعَ أَيَّامِ حَياتِنا
وأَنتَ أَيُّها الصَّبيُّ نَبِيَّ العَلِيّ تُدعى *
لأَنَّكَ تَسبِقُ أَمامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ
وتُعطِيَ شَعبَه عِلْمَ الخَلاصِ *
لمَغفِرَةِ خَطاياهُمْ
بِأحشاءِ رَحمَةِ إِلهِنا *
الذي افتَقَدَنا بِهَا المُشرِقُ مِنَ العَلاء
ليُضيءَ للجالسِينَ في الظُّلْمَةِ وَظِلالِ الـمَوت *
ويُرشِدَ أقدامَنا إلى سَبيلِ السَّلامة
المَجْدُ لِلآبِ وَالابْنِ *
وَالرُّوحِ القُدُس
كَما كَانَ في البَدءِ والآنَ وَكُلَّ أوَانٍ *
وَإلى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا:
لِصَليبِكَ، يا رَبُّ، نَسجُدُ،
ولِقِيامَتِكَ المُقَدَّسَةِ نُسِبِّحُ، وإيَّاها نُعظِّم:
فَبِهَذِهِ الخَشَبَةِ شَمَلَ الفَرَحُ العَالَمَ كُلَّهُ.
الأدعية
لِنَتَضَرَّعْ إلى فادِينا، الَّذِي بِصَليبِهِ فَدَانا:
بِصَليبِكَ خَلِّصْنَا، يا رَبّ.
يا ابنَ الله، يا مَنْ بآيةِ الحَيّةِ النُحاسِيَّة شَفَى الشَّعبَ،
– احْمِنا اليومَ مِنَ الخَطِيئة.
يا ابْنَ الإنسان، يا مَنْ رُفِعْتَ على الصَّلِيبِ كما رَفَعَ مُوسَى الحَيَّة في البَرِّية،
– ارتَفِعْ بِنَا إلى أفراحِ مَلَكوتِكَ.
يا ابنَ الآبِ الوَحِيد، يا مَنْ جَاءَ العالَم، لِئَلَّا يَهلِكَ مَنْ يُؤمِنُ بِكَ،
– جُدْ بالحَياةِ الأبَدِيَّة لمُلتَمِسِي وَجهِكَ.
يا مَحبوبَ الآب، يا مَن أُرسِلَ إلى العالَم كي لا يهلِكَ العالَمُ، بلْ كي يُخلِّصَ العالَم،
– امنَحْ أقارِبَنا الإيمانَ، كي لا يَهلَكوا.
يا ابْنَ الآبِ الأزَليّ، يا مَنْ جاءَ ليُلقِي نارًا على الأرضِ وأرادَ اشتِعالَ النَّار،
– اجعَلْنا نَعمَلُ للحَقِّ ونَدْنُو مِنَ النُّور.
أبانا الَّذي في السَّمواتِ:
لِيَتَقَدَّس اسْمُكَ؛
لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ؛
لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ، كَما في السَّماءِ كَذَلِكَ عَلى الأرض.
أَعطِنا خُبزَنا كَفافَ يَومِنا؛
واغفِرْ لَنا خَطايانا،
كَما نَحنُ نَغفِرُ لِمَن أخْطَأَ إِلَيْنا،
ولا تُدْخِلْنا في التَّجارِبِ،
لَكِن نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير.
الصلاة
اللَّهمَّ، يا مَن شاءَتْ إِرادتُك أَن تُخَلِّصَ الجِنسَ البشَرِيَّ بِصَليبِ الـمَسيح † أَنعِمْ علَينا، وقد عَرَفْنا سِرَّ هذا الحُبِّ العظيمِ على الأَرض * بأَن نَجْنِيَ ثِمارَ الفِداءِ يَومًا في السَّماء. بربنا يسوع المسيح ابنك * الإله الحي المالك معك ومع الروح القدس † إلى دهر الدهور.
البركة
١) إذا حضر الصلاة كاهن أو شماس:
• الرَّبُّ مَعَكُم.
– وَمَعَ رُوحِكَ أيضًا.
• بارَكَكُم الله القادِرُ على كُلِّ شَيء: الآبُ والابنُ † والرُّوحُ القُدُس.
– آمين.
• اذْهَبوا بِسَلامِ المَسِيح.
– الشُّكْرُ لله.
٢) إذا لم يحضر الصلاة كاهن أو شماس:
• بارَكَنا الرَّبُّ، وحَفِظَنَا مِن كُلّ شَرٍّ، وبَلَغَ بِنا الحياةَ الأبدية.