stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

صيام ولكن!‏ للاب هاني باخوم وكيل بطريركية الاقباط الكاثوليك ‏

911views

نقترب من أعياد الميلاد ، ميلاد الرب ، ونستعد جميعا لهذه الأعياد بالعديد من الطقوس : ‏صلاة – صوم – صدقة ، نتحدث هنا عن الصوم.‏
صوم الميلاد في الكنيسة القبطية الكاثوليكية هو خمسة عشر يوماً وفيها يتم الامتناع عن أكل ‏اللحوم وعن البياض (الألبان ومنتجاتها والبيض) ، وانما يجوز أكل السمك.‏
هذا هو الصيام التى تفرضه الكنيسة ولكن يأتى معه أيضا تحضير واستعداد اخر يكمله. اشعيا النبي ‏يحدثنا عن الصوم الذى يرضي الله (58). فيقول هناك أشخاص تصوم على انه فرض وعلى انه ‏شئ يقدمونه لله دون ان يتحقق هذا الصوم في حياتهم اليومية. بالنسبة لهم الصوم هو واجب نقوم به ‏ولكن حياتنا اليومية والعملية شئ آخر. وبهذا نحجب الله فقط في أشياء ولكن حياتنا هي ملك لنا ‏وبعيدة عنه.‏
ولكن الرب يقول لهم: ” في يوم صومكم تعاملون بقسوة جميع عمالكم” اهذا ما ارغبه؟ هل ارغب ‏في ان الانسان يعذب نفسه ويفترش المسح والرماد ويحنى رأسه؟ هل هذا ما ارغبه؟ هل تسمى ‏هذا صوماً ويوماً مرضيا للرب؟ يقول الرب : أليس الصوم هو حل قيود الشر وفك الاسرى؟ هو ان ‏تعطى للجائع خبزاً وان تستضيف الغريب واليتيم. هذا هو الصوم حينذاك يسير البر امامك ، مجد ‏الرب يجمع شملك.‏
كم هي قوية هذه الكلمات عن الصيام. فالصيام ليس فقط طقس او امتناع عن الاكل او حرمان من ‏شئ هو شئ اعمق يرغبه الرب. ليس التضحيات ولكن القلب المنكسر الذى يبحث عن الاخر ‏ويساعده ، وينصفه.‏
ليس الشكليات الظاهرة ولكن التصرفات التى تتجه نحو الاخر دون التطلع للمظاهر او تصفيق ‏الآخرين. الأمر فعلا مؤثر وعميق ليس المظاهر ولكن الحب لله وللآخر ومنها ينبع ايضا تضحيات ‏اذا تطلب الامر. الصيام ليس امتناع فقط عن الاكل او بعض الانواع ، الصيام هو الشعور بالآخر ‏فلنستعد سوياً للميلاد ، لهذا الرب الذى يأتي ويبحث عن قلوب تستطيع ان تستقبله.‏
نعم الصيام هو شئ لنا كى نستعد وليس شئ كي نرضى الله فقط. أنا أحتاج أن أصوم كي أتمكن من ‏أن أستقبل الرب .‏

عيد ميلاد مجيد.‏